الصهيوني الفاسد..
العدسة – معتز أشرف:
“كلاوس كلاينفيلد”.. اسم جديد ينضم لفريق ولي العهد السعودي المتهم بالفشل محمد بن سلمان.
الاسم كان يمكن أن يمر كأسماء الفريق الفاشل الذي يحيط بالأمير المتهوِّر، بحسب وصف معارضيه، لكن لسوء حظ محمد بن سلمان، كان اسم “كلاوس كلاينفيلد” ملطخًا بالفساد والرشاوى والصهيونية، وهو ما نرصده.
فاسد كبير!
تصاعدت رائحة الفساد مجددًا، مع صدور بيان سعودي الثلاثاء يفيد بتعيين كلاوس كلاينفيلد، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “سيمنس” ولشركة الألومنيوم الضخمة “ألكوا” مستشارًا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومغادرته موقعه الحالي كرئيس تنفيذي لمشروع “نيوم”، وهي منطقة أعمال يجري إنشاؤها على مساحة 26500 كيلومتر مربع في شمال غرب المملكة، مع احتفاظه بموقعه في المجلس التأسيسي للمشروع!.
المفارقة أن بيانًا صدر عن المجلس التأسيسي لمشروع “نيوم” قال: إن كلاينفيلد سيتولى “مهامًا أوسع نطاقًا لتعزيز التنمية الاقتصادية والتقنية والمالية في المملكة العربية السعودية” متجاهلًا تاريخه المتناقض مع الأهداف الموضوعة له.
المفارقة الأكبر أنَّ صحيفة “اليوم” السعودية قدمت شهادة مهمة في وقت سابق عن فساده، لتكون بمثابة “شهد شاهد من أهل بن سلمان”، ولكنها حذفتها، بعد تعيينه الأول رئيسًا تنفيذيًا لمشروع “نيوم”، حيث كانت أكدت أنه متورِّط في فضائح فساد.
كلاوس متورِّط بحسب تقارير متواترة في مخالفات مالية، وصلت قيمتها إلى 420 مليون يورو خلال 7 سنوات، كما فتحت تحقيقات بحقه وآخرين بتهمة اختلاس 200 مليون يورو وتهريبها للخارج عن طريق فتح حسابات مصرفية في ألمانيا، ورفعت شركة “سيمنز” في 2008، قضية ضد 11 مديرًا في الشركة، منهم كلاينفيلد، بتهمة الإخفاق والفشل في الإدارة، ودفع رشاوى تبلغ قيمتها مليارًا و700 مليون يورو.
وفي وقت سابق تمّ التحقيق مع شركة سيمنز لدفع 1.3 مليار يورو في شكل رشاوى بين عامي 2003 و2006، للمشترين المحتملين في 12 دولة، وحينها داهمت النيابة العامة في ميونيخ منزله ومكتبه وفتَّشتهما، وثبتت إدانة الشركة بالفساد، وأمرت بدفع غرامات مشتركة، تزيد قليلًا على مليار يورو، ولم تغلق القضية حتى اتفق كلاينفيلد، إضافة إلى 5 مسؤولين آخرين على دفع 8 ملايين يورو، وذلك بعد التسوية التي وصلت إليها الشركة معهم؛ حيث دفع كلاينفيلد مليوني يورو من إجمالي مبلغ التسوية، وفقًا لما ذكره موقع “دويتشه فيله ” الألماني البارز.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، كان اسم ” كلاوس” حاضرًا في تهم فساد في العام 2008، عندما رفع صندوق تقاعد عمال الحديد في ولاية هاواي الأمريكية قضية ضد مجلس إدارة شركة الألومنيوم الأمريكية (ألكوا) بتهمة رشوة مسؤولين في البحرين، للحصول على عقد تزويد الألومنيوم لشركة ألومنيوم البحرين (ألبا) على مدى العقد الماضي.
وأقام صندوق التقاعد الدعوى القضائية بحسب (العربي الجديد) أمام محكمة المقاطعة في بيتسبرغ ضد الرئيس التنفيذي لشركة “ألكوا” ألين بيلدا، والرئيس التنفيذي وقتها للشركة كلاوس كلاينفيلد، بالإضافة إلى 16 عضوًا في مجلس إدارة “ألكوا” وكذلك ضد الرجلين المتهمين بتدبير تقديم الرشوة إلى وزير بحريني سابق، وهما ويليام رايس وفيكتور دحدلة.
وفي العام 2014، قالت وكالة “رويترز”: إن شركة ألكوا وافقت على دفع 384 مليون دولار إلى وزارة العدل الأمريكية لتسوية الشقّ الجنائي المتعلق باتهامات من لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ووزارة العدل الأمريكية، لإنهاء هذه القضية.
الفشل الإداري!
” كلاوس كلاينفيلد ” لاحقته تقارير الفشل الإداري وميله للصراعات أثناء العمل، وتحدثت تقارير غربية عن فترة انتقاله في أغسطس 2007 إلى شركة الألومنيوم الأمريكية Alcoa أولًا كرئيس مكتب العمليات وابتداء من مايو كرئيس تنفيذي وفي الختام كرئيس مجلس إدارة شركة Arconic المتخصصة في المعادن، ولكنها أشارت إلى أنه غادرها مجبرًا في أبريل 2017 على ترك منصبه على رأس هرم Arconic، بعدما خسر المعركة مع رئيس صندوق التحوط بول زينغر، حيث اتهم المستثمر كلاينفيلد ببلوغ حصيلة هزيلة لدى Arconic، وعلى إثرها وجه كلاينفيلد رسالة تسببت في فقدانه عمله وأُجبر كلاينفيلد على الاستقالة.
وهاجمت الصحف الألمانية، في وقت سابق، كلاوس على خلفية سوء الإدارة، وتساءل البعض: “كيف يمكن أن تحصل هذه الرشاوى وبهذه الضخامة من دون معرفة المدير التنفيذي؟ وإن كان لا يعرف كما يقول، ألا يعتبر ذلك تقصيرًا في المسؤوليات؟”.
التوجه الصهيوني!
فور تعيين “كلاوس” كان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون سؤالًا مهمًا، تعليقًا علي القرار، متسائلين: هل كلاوس كلاينفيلد مستشار محمد بن سلمان الجديد يهودي المذهب أو والدته يهوديه؟!، وهو السؤال الأهم الذي يحسم الموافقة علي تعيينه رغم ماضيه الفاسد والفاشل.
الإجابة التي طرحها النشطاء وتقارير عربية كشفت عن احتمالات قوية لتوجُّه صهيوني لدى الرجل، حيث شغل كلاوس كلاينفيلد منصب عضو المجلس الإداري لمؤتمر ”بيلدبيرغ“ العالمي، وهو تجمع نخبوي سنوي لدعم العلاقات الأمريكية الأوروبية، تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، ويلعب المؤتمر دورًا أساسيًا في تحريك قضايا عالمية عدة، لذلك يوصف بأنّه ”حكومة العالم الخفية“، فبحسب تقرير منشور على موقع ”الجزيرة نت“ في يوليو 2015، فإنَّ قرارات عالمية خرجت من المؤتمر كتأسيس ”الاتحاد الأوروبي“، وتوحيد الألمانيتين، والغزو الأمريكي للعراق، فضلًا عن أنه لا يسمح لمنظمات المجتمع المدني أن تشارك في المؤتمر، كما تمنع التغطية الإعلامية لأعماله السنوية التي تقام في أمريكا أو كندا.
وتشير مواقع أمريكية ”مناهضة للصهيونية“ مثل موقع ”The End of Zion“ إلى أنَّ ثلثي أعضاء ”بيلدبيرغ“ من اليهود، وتؤكّد أن كلاوس كلاينفيلد ”يهودي أو نصف يهودي“، كما يوضّح موقع ”Get Net Worth“ المعني بتصنيفات لأغنى الشخصيات حول العالم، وأغلى السلع، إلى أن كلاينفيلد يهودي.
والمؤشرات التي تتحدث عن أن مشروع “نيوم” الذي كان يترأسه “كلاوس” كان نقطة مهمة في توسيع رقعة التطبيع المنغمسة به المملكة السعودية مع كيان الاحتلال الصهيوني، قد تكون عاملًا مؤكدًا للحديث عن رضا الكيان الصهيوني على الأقل عن “كلاوس”، خاصة أن مراقبين وفق تقرير لوكالة “بلومبيرج”تحدثوا عن أن مشروع المنطقة الصناعية العملاق جزء من خطة مستقبلية لدمج “إسرائيل” داخل المنظومة الاقتصادية والسياحية للسعودية من خلال البحر الأحمر.
اضف تعليقا