وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ما يواجهه مسلمي الروهينجيا بالتطهير العرقي، معربا عن أمله ألا تصل الأمور في ميانمار إلى تلك المرحلة.

وأعرب غوتيريش عن القلق البالغ بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية وحقوق الإنسان في ولاية أراكان، موضحاً أن نحو 125 ألف شخص من ضحايا معاناة لا توصف لجؤوا إلى بنجلاديش فيما فقد آخرون حياتهم أثناء فرارهم من العنف.

وشدد جوتيريش خلال تصريحات صحفية الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 على ضرورة منح سلطات ميانمار مسلمي الروهينجا جنسية البلاد، أو على الأقل وثائق إقامة تخولهم عيش حياة طبيعية.

وأضاف: “لقد بعثت رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي وقدمت مقترحات لإنهاء العنف” معربا عن انزعاجه الشديد لما يحدث، داعيا السلطات في ميانمار بضرورة تمرير المساعدات الإنسانية للمحتاجين في أراكان”، دون الكشف عن تلك المقترحات.
وطالب جوتيريش المجتمع الدولي ببذل جهود متضافرة لمنع حدوث مزيد من التصعيد وللسعي للحل الشامل.

وشدد جوتيريش على ضرورة التطبيق الكامل لتوصيات اللجنة الاستشارية المعنية بولاية أراكان التي رأسها الأمين العام الأسبق كوفي عنان، مبدياً امتنانه لسلطات بنجلاديش لسماحها بدخول اللاجئين، وحثها على الوفاء باحتياجات الوافدين الجدد.

وقالت الأمم المتحدة في بيان لها الثلاثاء 6 سبتمبر / أيلول 2017 إن نحو 125 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة وصلوا إلى بنجلاديش منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، هربا من هجمات القوات الحكومية في إقليم أراكان بميانمار، مشيرة إلى أن 37 ألفا عبروا الحدود إلى بنجلاديش خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يمثلون 80% من النازحين الروهينجيا الذين فروا إلى بنجلاديش في الأيام الـ11 الأخيرة، كما أعلنت سحب موظفيها من إقليم أراكان لدواع أمنية.

من جهة أخرى قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنه لا توجد وسيلة لمساعدة أطفال الروهينجيا بعد سحب الأمم المتحدة موظفيها من الإقليم.

ضغوط دولية

توالت ردود الفعل الدولية المنددة بأعمال العنف التي ترتكبها السلطات في ميانمار ضد أقلية الروهينجا المسلمة في إقليم أراكان.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه كثير من الدول العربية موقفها من المجازر التي تتم بحق مسلمي الروهينجيا قالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية إن قادة دول ماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش وباكستان يبذلون جهودًا مكثفة لزيادة الضغط على حكومة ميانمار.

واستدعى وزير الخارجية الماليزي سفير ميانمار، للتعبير عن قلقه، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء برناما الماليزية، وأجرى وزير الخارجية الإندونيسي ريتنو مارسوي محادثات، الثلاثاء 5 سبتمبر 2017 مع أونج سان سو كيي الزعيم الحالي لميانمار، ومن المقرر أن يجتمع مارسودي مع نظيره في العاصمة البنجالية دكا.

وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالصمت العالمي حيال اضطهاد ميانمار للروهينجا، وقال إنه سيطرح قضية الوضع في ميانمار على نطاق واسع خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد يوم الـ 19 من الشهر الجاري، مضيفا أن العالم التزم الصمت حيال ما ترتكبه ميانمار من مجازر.

فيما قالت الرئاسة التركية إن سلطات ميانمار أعلنت سماحها لوكالة التعاون والتنمية التركية (تيكا) بإدخال ألف طن من المساعدات الإنسانية كدفعة أولى إلى المحتاجين في أراضيها، وخصوصاً مسلمي الروهينجا في إقليم أراكان.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أجرى اتصالا هاتفيا بزعيمة ميانمار أونغ سان سوتشي في وقت سابق بحثا خلاله آخر تطورات مأساة مسلمي الروهينجيا في أراكان.

كما أبدت كزاخستان قلقها من الانتهاكات ضد المسلمين في ميانمار، وقال وزير الخارجية الكزاخي خيرت عبد الرحمنوف للصحفيين إن بلاده دعت حكومة ميانمار إلى التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية كالتعاون الإسلامي لإيجاد حل للوضع بالبلاد، مشيرا إلى أن بلاده تشعر بقلق بالغ لوضع مسلمي أراكان في ميانمار.

إدانات واسعة

كما دعت 16 منظمة إنسانية أميركية وأوروبية في بيان مشترك حكومة ميانمار إلى السماح لها بإيصال المساعدات إلى إقليم أراكان حيث توقف عمل تلك المنظمات في وقت سابق، معبرة عن قلقها إزاء أوضاع مئات الآلاف من الروهينجا المتضررين في أراكان.

فيما نظم المئات من الإندونيسيين وقفة احتجاجية أمام سفارة ميانمار في جاكرتا استنكروا خلالها الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات جيش ميانمار بحق مسلمي اراكان والمستمرة منذ نحو عشرة أيام.

كما شارك عشرات الآلاف مظاهرة نظمتها سلطات جمهورية الشيشان أمام المسجد المركزي بالعاصمة جروزني تنديدا بالمجازر ضد الروهينجيا.

ومن أبرز الذين شاركوا في الفعالية الرئيس الشيشاني رمضان قديروف وأعضاء بالحكومة وعلماء الدين.