إبراهيم سمعان

بعد 17 عامًا من وقوعها لا تزال الهجمات التي نفَّذها 19 شخصًا من أربع دول عربية؛ هي السعودية ومصر والإمارات ولبنان، مستهدفة برجَي التجارة العالمي في مدينة نيويورك الأمريكية- تتسبَّب في سقوط ضحايا.

ووفقًا لِمَا ذكرته صحيفة “لا كروا” الفرنسية شيَّعت الولايات المتحدة جنازة رونالد سبادافورا، وهو رجل إطفاء في نيويورك مات بسبب السرطان بعد تدخُّله في “جراند زيرو” لإزالة الركام الناتج عن تدمير برجي التجارة العالمي.

وأوضحت أنّ سبادافورا كان أحد الموظفين الأساسيين بإدارة الإطفاء بنيويورك (FDNY) في قسم مكافحة الحرائق؛ حيث ظلَّ يترقى في حياته المهنية لمدة 40 عامًا إلى أن وصل لمنصب ضابط وقاية من الحرائق.

وأشارت إلى أنَّ سبادافورا ، الذي توفِّي نتيجة مرض السرطان، قد أشرف على عملية الإغاثة الهائلة في نيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، كما أنَّ سرطان الدم الذي أدَّى إلى موته نَجَم عن تعرُّضه الطويل للمواد السامة الموجودة في أنقاض البرجين.

وقد أدَّى موته في سن الـ 63 إلى ظهور العديد من المقالات في الصحافة بنيويورك، حيث كتبت عن دوره خلال 11 سبتمبر؛ فقد قاد رجل الإطفاء هذا وحدة الخدمات اللوجستية في دائرة إطفاء نيويورك خلال انقطاع التيار الكهربائي الكبير الذي شلَّ المدينة عام 2003، كما أشرف على عمليات الإنقاذ بعد مرور العاصفة الرملية في عام 2012.

 

وبحسب “لا كروا”  فإنّ رونالد سبادافورا هو رجل الإطفاء رقم 178 الذي توفِّي بسبب مرض ناتج عن التعامل مع حطام برجي التجارة العالمي، مُبيِّنة أن عدد الموتى من العمال الأوائل الذين كانوا يستطلعون الأمر، من رجال الإطفاء والمساعدين الطبيين وضباط الشرطة والمتطوعين… جراء هذه الأمراض، يصعب تقديرهم.

وقالت الصحيفة: في المجموع كان ما بين 60 ألفًا إلى 70 ألفَ شخصٍ في الموقع خلال الأيام والأسابيع التي أعقبت هذه المأساة، ثم أصبحوا فيما بعد يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي والسلوك، وأصيب العديد منهم بالسرطان.

ونقلت عن سيباستيان فريمونت، مؤسِّس جمعية “صداقة بين رجال الإطفاء” في إيفلين: “أخشى أن تصل حصيلة رجال الإطفاء الذين ماتوا بعد الهجمات، بحلول الذكرى العشرين، إضافة لأولئك الذين ماتوا أثناء المأساة، لـ 343 شخصًا بنيويرك”.

وأكدت الصحيفة أنَّ الغبار الذي تناثر في الموقع، كان يحتوي على أطنان من الأسبستوس والآلاف من المواد المشعة؛ أي خليط من السموم.

وعلى الرغم من أنَّه في عام 2015 تَمّ تمديد قانون  الصحة والتعويض المعروف باسم “Zadroga” الذي يوفّر الرعاية الطبية لمرضى هجمات سبتمبر، لكن هؤلاء يخشون نسيانهم.

 

وقال جون فيل، مؤسِّس الجمعية التي تساعد مرضى الهجمات: “نبدأ في تلقّي العلاج من قبل أطباء صغار جدًا على تذكر الهجمات، ليس لديهم أي فكرة عما مَرَرْنا به”.

متعهد سابق تَمّ استدعاؤه في 12 سبتمبر 2001 للمساعدة في تطهير الأرض، أكّد أنه يناضل الآن من أجل مكافحة الأمراض الجديدة، وتيسير الرعاية المنزلية، فكثير من المرضى “لم يَعُد بإمكانهم التحرك”. ويضيف: “نحن على شفا موجة جديدة من المرضى”.

في بعض الأحيان تستغرق الإصابة بسرطانات الأسبستوس 20 عامًا للظهور، البعض لا يريد أن يعرف أي شيء حتى لا ينتابه القلق”.