بدأت القوات السعودية، اليوم “الجمعة” 13 يوليو، الانسحاب من مطار الغيضة المدني في محافظة المهرة أقصى شرق اليمن، بموجب اتفاق مع المعتصمين وُقع مساء أمس

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن مصدر في اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء المهرة (لم تسمّه) قوله: “وقع قائد القوات السعودية، محضر الاتفاق مع مدير شرطة المحافظة نيابة عن المحافظ “سعيد باكريت”، كما وقعت اللجنة التنظيمية للاعتصام كممثل عن المعتصمين، الذي يتضمن تنفيذ النقاط الـ 6 التي رفعها الاعتصام أهمها تسليم منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون لقوات الأمن والجيش المحلية، ورفع القيود المفروضة على حركة التجارة والاستيراد والتصدير في المنفذين والميناء، والعمل على إعادة مطار الغيضة الدولي إلى وضعه السابق كمطار مدني تحت إشراف السلطة المحلية بالمحافظة وتسليمه لقوات الأمن التابعة لها”.

ومنذ أيام تسود حالة من الغضب والاحتجاج، في مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة المتاخمة للحدود العمانية؛ حيث يعتصم المئات من السكان هناك، للمطالبة بسيادة المؤسسات الحكومية والسلطة المحلية، ورفضًا لوجود قوات التحالف السعودي الإماراتي، وإدارتها منافذها البرية والجوية.

وكانت السعودية- التي تقود التحالف العسكري ضد “الحوثيين”- دفعت، في ديسمبر الماضي، بقوات عسكرية إلى المهرة، تمركزت في مطار الغيضة، وتولت إدارته، وإدارة منفذي شحن وصرفيت البريين، وميناء نشطون البحري.

وانضم إلى المعتصمين أبناء قبائل كلشات المهرية، وأبناء قبيلة الصيعر، الذين توافدوا إلى ساحة الاعتصام المستمر منذ نحو 3 أسابيع.

وتفاعل العشرات من اليمنيين مع الاحتجاجات الغاضبة في المهرة، واصفين إياها بأنها مؤشر على تزايد الغضب من الوجود الإماراتي في المحافظة البعيدة تمامًا عن الصراع في اليمن.

وكان الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي” وجّه بتشكيل لجنة يشرف عليها نائبه الفريق “علي محسن الأحمر” الذي التقى، “الثلاثاء” الماضي، محافظ المهرة “سعيد باكريت”، كما التقت اللجنة قيادة الاعتصام، وأكدت اهتمام القيادة السياسية بمطالب المعتصمين وضرورة التجاوب معها.
وخلال العام الماضي، حاولت الإمارات تشكيل قوات موالية لها في المهرة أسوة بقواتها في جنوبي اليمن، التي صادرت نفوذ حكومة “هادي”، وسيطرت على الموانئ والمطارات في عدن والمخا والمكلا.

لكنها اصطدمت برفض الأهالي ورجال القبائل في المحافظة التي تشكل بُعدًا قوميًا وأمنيًا لسلطنة عمان.

وعقب فشل أبوظبي، نشرت السعودية قوات كبيرة في المحافظة وسيطرت على منفذي شحن وصرفيت على الحدود العمانية، وانتشرت قواتها في مطار الغيضة وميناء نشطون، مبررة ذلك بحماية الحدود ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية لـ”الحوثيين” عبر السلطنة.

وتصاعد زخم الاعتصامات خلال الأيام الماضية بعد أن انضم للمعتصمين وكيل محافظة المهرة “علي سالم الحريزي” الذي وصف انتشار السعوديين في المحافظة بـ”الاحتلال”.