كتب- باسم الشجاعي:
بعبارات واحدة وصياغة متقاربة، دشّنت منصات دول الحصار على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما بات يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني“، حملةً ضد أمير دولة قطر الشيخ “تميم بن حمد”، تحت وسم ” #لندن_ترفض_زيارة_تميم”.
الحملة الإلكترونية “المشبوهة” يقودها المثير للجدل القطري “خالد الهيل”، الذي دعا المعارضين للنظام القطري للمشاركة في مظاهرة احتجاجية ضد زيارة أمير الدوحة، التي قال إنها “سرية” إلى لندن، فضلًا عن اليميني المتطرف زعيم حزب الاستقلال البريطاني “سابقًا” “نايجل فراج” .
وكتب، عبر حسابه على موقع “تويتر”: “أدعو الجميع للمشاركة فى المظاهرة الاحتجاجية ضد زيارة “تميم بن حمد” السرية إلى لندن”.
“الهيل” تابع قائلًا: “يجب الضغط على “تميم بن حمد” لإلغاء زيارته إلى بريطانيا فى هذا التوقيت”.
أدعو الجميع للمشاركه في المظاهره الاحتجاجية ضد زيارة تميم بن حمد السريه الى #لندن
التفاصيل هنا ??#لندن_ترفض_زيارة_تميم #OpposeQatarVisit#ProtestQatarEmir pic.twitter.com/qbMTTRzTvC
— Khalid Al-Hail خالد الهيل (@khalidalhaill) July 21, 2018
والملفت للانتباه، أنَّ الذي دشن الحملة ضد قطر وأميرها، زعيم حزب الاستقلال البريطاني “سابقًا”، “نايجل فراج”، المدعوم إماراتيًا؛ حيث قام “الهيل” بإعادة نشرها.
وبعدها بساعات قام “الهيل”، بنشر عبارات وصياغة متقاربة، من تغريدة “فراج”، ما يؤكد أنها ممنهجة للنيْل من قطر وأميرها عبر إلصاق بعض التهم “غير الصحيحة”، والتي تفتقر إلى معلومات حقيقية.
✅ Backs Iran
✅ Supports Hamas
✅ Persecutes gays
❌ Mass left wing protests https://t.co/gmTz24cMWY
— Nigel Farage (@Nigel_Farage) July 20, 2018
ولم تلق الحملة، حتى كتابة تلك السطور، أي تفاعل يذكر على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة “تويتر”.
ورصد موقع “العدسة” بعد مرور أكثر من 20 ساعة على تدشينها، ما يزيد عن 50 تغريدة أغلبها من حسابات وهمية، أو ما يُعرَف بـ”الذباب الإلكتروني”.
وبحسب تغريدات “الهيل” و”فراج”، من المقرر أن يصل أمير قطر في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم “الاثنين” 23 يوليو الجاري؛ حيث سيلتقي رجال أعمال، و في وقت لاحق سيلتقي مع أعضاء البرلمان البريطاني، ويأتي ذلك في الوقت الذي لم يعلن فيه رسميًا عن الزيارة من الطرفين (لندن– الدوحة).
معارضه مدفوعة الأجر
وفقًا لتاريخ “الهيل” المطلوب للإنتربول الدولي لتورطه في عدد من الاتهامات، فهذه ليست المرة الأولى التي يشنّ فيها حملات مدفوعة الأجر ضد بلاده.
فقد سبق وأن عقد في العاصمة البريطانية، لندن، مؤتمرًا في سبتمبر الماضي، تحت اسم “معارضة قطرية”، وحمل عنوان “قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي”، والذي أُحِيط وقتها بكثيرٍ من السّرية والإجراءات الأمنية (الفندقية).
وكان “الهيل” القطري الوحيد بين المشاركين؛ حيث تنوَّع الحضور بين يمينيين متطرفين وإسرائيليين، ومعادين للإسلام والمهاجرين، ومتورِّطين في قضايا فساد ورشى، ومدافعين عن الانتهاكات السعودية في اليمن، ليكشف بذلك حقيقة الحملة الإماراتية التي تقودها أبوظبي لتشويه صورة الدوحة.
فكان من بين الحضور، البرلماني البريطاني “دانيال كوجنسكي”، من “حزب المحافظين”، والمعروف بدفاعه الشديد عن حكومة المملكة العربية السعودية، و”آلان مندوزا”، العضو في جمعية أصدقاء “إسرائيل”، من حزب المحافظين أيضًا، وعضو مؤسس لجمعية “هنري جاكسونط المحافظة، والتي تعرف بعدائها للمهاجرين المسلمين ومناصرتها لـ”تل أبيب”.
ويضاف إلى القائمة الجنرال الإسرائيلي السابق “شلومو بروم”، والذي انتقل بعد تقاعده من عمله في الجيش الإسرائيلي، لتسويق السلاح الإسرائيلي عالميًا عن طريق التباهي بفاعليته في قتل الفلسطينيين.
وسبق هذا المؤتمر، تدشين “الهيل”، الفتي المغمور وقتها بحسب ما وصفته وسائل الإعلام ، وحيدًا حركة “تمرد قطر” من العاصمة المصرية، القاهرة، وذلك في يوليو 2014، أي بعد عام من الانقلاب على الرئيس “محمد مرسي”، والذي قادته دولة الإمارات عبر حركة محلية تحمل نفس الاسم، وهو ما يفسّر دلالة التوقيت والمكان.
وهذا الحال أيضًا مع “نايجل فراج” زعيم حزب الاستقلال البريطانى “السابق”؛ حيث تربطه علاقات بالتحقيقات التى تجريها المباحث الفيدرالية حول تورُّط موسكو في التعاون مع حملة “دونالد ترامب”، خلال الانتخابات الرئاسية، والمتهم فيها أطراف إمارتية أيضًا على رأسها ولي عهد أبو ظبي الأمير “محمد بن زايد”.
وتربط “فراج” علاقة بـ”روجر ستون” مستشار “ترامب” السياسى الذي اعترف أنه على اتصال مع أحد قراصنة الإنترنت، وتظنّ وكالات الاستخبارات الأمريكية أنه عميل لـ”موسكو”، وذلك وفق ما كشفته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ومن المعروف عن “فراج” عداؤه للإسلام؛ حيث سبق وأن اقترح حظر النقاب عام 2010، فضلًا عن تبنّي حزبه “الاستقلال البريطاني” تجريم الشريعة الإسلامية.
فتش عن الإمارات
تحركات “خالد الهيل” في لندن أو القاهرة، أو “فراج” لا يمكن أن تتم دون الإشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك وفق ما أكدته منظمة “سبين ووتش” البريطانية المعنية بمتابعة قضايا الفساد السياسي ومراقبة جماعات الضغط.
“المنظمة” اتهمت في تقريرها الذي جاء تحت عنوان “الإمارات العربية تخرب الديمقراطية في بريطانيا” ، أبو ظبي بدعم الثورات المضادة في دول الربيع العربي بهدف الحيلولة دون انتشار الديمقراطية في الخليج والشرق الأوسط.
وكشف “التقرير” أنَّ أبو ظبي حاولت الضغط على لندن لإلصاق تهم الإرهاب بقطريين بارزين، بينهم أشخاص من العائلة الحاكمة، وذلك عبر أحد وسطائها وهو مدير مركز دراسة التطرف في جامعة “كينغز كوليدج” لإعداد بحث يربط قطر بالإرهاب، وأن يسلمه لصحفيين تثق بهم أبو ظبي في لندن مقابل عقد مع المركز بقيمة عشرين ألف دولار شهريًا.
وتلا ذلك قيام “خالد الهيل” بدفع أموال إلى النواب والهيئات الإسرائيلية لحضور مؤتمرات في فنادق لندن الكبرى تهدف إلى تشويه سمعة قطر والضغط لسحب تنظيم بطولة كأس العالم عام 2022 منها، كما أشارنا في بداية التقرير.
واستند التقرير إلى مراسلات ومستندات وأرصدة مالية لشركات علاقات عامة بريطانية عملت لصالح دولة الإمارات، وتلقت أموالًا من أجل حشد الدعم البرلماني وتوجيه دفة التغطية الإعلامية عبر أبحاث مدفوعة وممارسة ضغوط على الحكومة.
اضف تعليقا