كتب: باسم الشجاعي:

يبدو أن صمود القطريين في وجه دول الحصار الذي يدخل عامه الثاني، أزعج السعودية والإمارات، وهو مادفع الرياض وأبو ظبي لشن حملة ممولة –مدفوعة الأجر مسبقًا- لتشوية صورة الدوحة وأميرها عالميًا خلال زيارته الأخيرة إلى لندن.

ومن هذا المنطلق، ظهر اسم شركة العلاقات العامة التي تدعى Arabian Enterprise Incubators ، والمعروفه اختصارا باسم ” AEI”، والتي قادة الحملة الأخيرة ضد أمير قطر في لندن، والتي يديرها “آدم هوسيار”.

فحسب المعلومات المتوفرة عن “آدم”، فقد بدأ ظهوره عام 2008، بالمملكة العربية السعودية؛ حيث عمل في شركات دولية تزود الخدمات الأمنية لوزارة الداخلية السعودية.

شارك هوسيار في عام 2012 ، في إدارة “AEI Saudi” -شركة استشارية تم تسجيلها في الرياض في عام  2002 وتعمل في العلاقات العامة- وتعد أحد الأذرع السعودية؛ حيث يستغلها ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، لتنفيذ سياسته، وتلميع صورة بلادة والدفاع عن سياسته الداخلية.

ووفقا لم نشر موقع “العدسة”، في وقت سابق، فإن الشركة السعودية، هي التي وقفت وراء الحملة الدعائية مدفوعة الثمن التي تمّ تدشينها قبيل زيارة أمير قطر إلى لندن، في 22 يوليو الجاري.

وقادة الشركة السعودية بالتعاون مع القطري الهارب “خالد الهيل”، حملة ضد زيارة الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”؛ حيث رصدت بعض الإعلانات مدفوعة الأجر في مناطق بالعاصمة البريطانية لندن، مناهضة للدوحة وأميرها.

ويبدو أن شركة “AEI Saudi”، هي التي تقف أيضا وراء التظاهرة الرافضة لزيارة أمير قطر؛ حيث كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن قيام وكالة “إكسترا بيبول” للتمثيل، في بريطانيا بعرض منشور على “الإنترنت” للمشاركة في وقفة احتجاجية ضد الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، مقابل 20 جنيها إسترلينيا للفرد.

ورفضت الوكالة تحديد هوية المستأجر، إلا أنه من المرجح أن تكون شركة “AEI Saudi” التي وقفت وراء تلك الحملة، إضافةً إلى “خالد الهيل” الذي سبق الزيارة بتدشين حملةً  موسعة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تحت وسم “#لندن_ترفض_زيارة_تميم”، بالتعاون مع اليميني المتطرف زعيم حزب الاستقلال البريطاني “سابقًا”، “نايجل فراج”، بحسب ما كشفته العدسة في تقرير سابق .

و”خالد الهيل”، المعروف عنه أنه مدعوم ماديًا من قِبل الإمارات والسعودية، وفق ما أكدته منظمة “سبين ووتش” البريطانية المعنية بمتابعة قضايا الفساد السياسي ومراقبة جماعات الضغط.

وهذه المرة ليست الأولى التي تدعوا دول الحصار للتظاهر ضد قطر؛ حيث سبق وكشف تحقيق استقصائي لشبكة الإذاعة والتلفزيون في ألمانيا (في دي آر) أن المتظاهرين الذين احتجّوا ضدّ دولة الدوحة على هامش قمة العشرين في هامبورغ بداية شهر يوليو من العام الماضي، كانوا مموّلين.

وتلك التظاهرة أفردت لها وسائل إعلام دول الحصار مساحةً واسعة في تغطيتها، مع أنّ عدد المشاركين كان محدوداً بحسب ما أكدت القناة في تحقيقها.

وفي التفاصيل التي نشرتها القناة على موقعها الإلكتروني، فإنّ رجل أعمال مصريا موّل الاحتجاج المزيّف في إطار حملة التحريض ضدّ قطر؛ حيث استأجر مجموعة من اللاجئين العرب في هامبورغ للتظاهر، بمساعدة وسطاء.

 

الراعي الرسمي لـ”بن سلمان”

الحملة تشوية زيارة أمير قطر لم تكن هي الأولى من نوعها من الحملات مدفوعة الأجر التي قامت بها شركة “AEI Saudi”؛ حيث سبق وأن قامت بالترويج لزيارة ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” إلى لندن في مارس الماضي، وفق ما كتب “آدم هوزيير”، على موقع الشركة.

وكانت حملة الإعلانات التي قادتها  “AEI Saudi”؛ تشيد بإصلاحات ولي العهد وتغطي لندن ، في محاولة واضحة لإغراء البريطانيين.

وظهرت الإعلانات على لوحات الإعلانات، وعلى سيارات الأجرة، وعلى الشاحنات والصحف.

في بعض الحالات، انحرفت المعركة إلى منطقة سخيفة بحسب ما وصفتها مجلة “واشنطن بوست” في تقريرًا لها؛ حيث أوضحت أن الإعلانات المؤيدة للسعودية كانت توضع إلى جانب مقالات على الإنترنت تنتقد ولي العهد.

وظهر هذا التناقض على صحيفة “الجارديان”، فأثناء قراءة مقال كتبته وزيرة خارجية حزب العمل، “إيميلي ثورنبيري”، تحت عنوان “البساط الأحمر البريطاني للحاكم السعودي بلا خجل”، تظهر إعلان من منظمة تسمى مؤسسة AEI السعودية التي تروج للبلاد.

و شملل الإعلان صورة لولي العهد “محمد بن سلمان”، مع امرأة تقود السيارة، وكتب تحتها “إنه يمكّن للمرأة للسعودية”.

وهو مادفع المتحدث باسم “الجارديان”، للتعقيب على إعلانات AEI السعودية التي أثارت ضجة وقتها، قائلًا إن “قبول الإعلان والرعاية لا يؤثر بأي حال على موقعنا التحريري.. نحن نعمل في كثير من الأحيان، على تحدي أنشطة الشركات والمؤسسات التي تمثل أيضًا معلنينا ورعاتنا “.

كما نشرت صحف أخرى مثل “الفايننشال تايمز” إعلانات من AEI Saudi، وكلما قرأت المزيد من المقالات عن المملكة العربية السعودية -بغض النظر عن مدى أهميتها-، كلما زاد عدد الإعلانات التي تتلقاها في تصوير البلد بشكل إيجابي.

ومنذ صعود نجم الأمير “محمد بن سلمان” في البلاد، وتعس السعودية لإقامة مراكز علاقات عامة في عواصم آسيوية وأوروبية عدة، بينها باريس وبرلين ولندن، كجزء من محاولة جديدة لتغيير صورتها الإعلامية السلبية أمام الرأي العام العالمي.

وزادت هذه المحاولات في الوقت الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية انتقادات عدة على خلفية قيادتها حصارًا ضد دولة قطر، ودورها في حرب اليمن.

وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، هذه المراكز هي من تولت إصدار البيانات الصحفية وإدارة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.