العدسة – معتز أشرف:

لم تمر صورة استلام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد راية تنظيم مونديال 2022 ، مرور الكرام في إمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ، حيث شبت فيها نيران الغيرة من جارتها وبدأت حملة مسعورة لقتل الحلم العربي.

“العدسة” يرصد تفاصيل المخطط الأسود لتضييع حلم العرب في مونديال 2022 بقطر ويدق ناقوس الخطر من ألعاب صبيان بن زايد ضد الحلم العربي !.

ملايين الرشاوي

البعد المالي في المخطط حاضر ، ودفاتر الشيكات توقع بأرقام كبيرة ، مقابل ضرب التنظيم القطري للمونديال والذي يتقدم للأمام رغم الضربات، وهو ما كشفه موقع “إنترسبت” الاستخباراتي الأمريكي، نقلا عن وثائق سربت من “البريد الإلكتروني لسفير أبوظبي في واشنطن يوسف العتيبة، أظهرت “مزيداً من الأدلة على سعي أبوظبي لسحب تنظيم كأس العالم من قطر، باستخدام ملايين الدولارات، وفتح عدة جبهات ضد ملف قطر”.

الوثائق التي نشرت في اواخر 2017 كشفت أن سعي الإمارات يتمثل في خطة أعدّها بنك “هافيلاند” الخاص في لوكسمبورغ، والذي تملكه عائلة الممول البريطاني المثير للجدل ديفيد رولاند، حليف ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، بهدف تخفيض قيمة السندات في قطر؛ ومن ثم زيادة تكاليف التأمين عليها، ما يؤثر سلباً على العملية النقدية في البلاد، مع استغلال فرض الحصار الذي فُرض على قطر في 5 يونيو الماضي من قِبل الإمارات والسعودية والبحرين.

من جانبها كشفت قطر اللعبة مبكرا ، ورد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، المسؤولة عن استعدادات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم أن “استعدادات المونديال القطري لم تتأثر بالانخفاض الذي طرأ على أسعار النفط، نتيجة الأحداث الدائرة بمنطقة الشرق الأوسط”.

وكشف تقرير لصحيفة التايمز البريطانية بعنوان “خمس سنوات على مونديال قطر 2022” أن حصار قطر أحد أسبابه محاولة منع تنظيم الدوحة لكأس العالم ، مستعرضة العديد من الرشاوي التي دفعت من أجل هذا الهدف، وهو ما رصدته صحيفة الجارديان مؤخرا .

الشبكة الإعلامية !

ومن أبرز خيوط المخطط الأسود ، منصات الإعلام الإماراتية والدولية التي دفع لها نظام بن زايد الرشاوي كذلك ، وتركز علي تحرير مكثف للعديد من المواد الموجهة سلبيا ناحية تنظيم قطر للمونديال ولكنها بحسب المراقبين والمتخصيين مكشوفة فضلا عن تعريتها بأنباء عن مقابل مالي دفع فيها أو شراكات مع الإمارات .

وفي 16 من يوليو 2017 نقل موقع thelocal” ” السويسري، تصريحات عن سحب المونديال من قطر بطلب من الإمارات ودول أخرى بالتوزاي مع نشر ذات المضمون في وسائل الإعلام العربية والأجنبية المدعومة سعوديًا وإماراتيًا ، ولكن نفي “الفيفا”، تلقيه أي طلب رسمي لسحب تنظيم كأس العالم 2022 من الدوحة.

وفي الفترة نفسها برز تقرير مفبرك لمؤسسة “كورنرستون جلوبال” العالمية للاستشارات التي يترأسها غانم نسيبة، ذات العلاقات القوية مع أبو ظبي وبعض رجالاتها والحضور الاعلامي ف قنوات السعودية والامارات ، وشكك التقرير في قدرة قطر على الوفاء بالتزاماتها حيال مخططات الاستعداد لاستضافة كأس العالم، ونشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تحت عنوان  “قطر تحت المجهر: هل كأس العالم لكرة القدم 2022 في خطر؟”.

وفي ذات الاطار يرصد المتابعون حالة من الهجوم الشرس من منصات اعلام بن ولي عهد أبوظبي ضد تنظيم المونديال في قطر ، ففي جريدة البيان الاماراتية الرسمية ، السياسة التحريرية في القسم الرياضي تتبني تقارير مفبركة ومناهضة للتنظيم القطري الناجح للمونديال، ومنها تقرير تحت عنوان ” مونديال 2022 أكبر من قطـر” لجأت فيه الى التعميم والتشويش والتجهيل بحسب مراقبين للحديث عن أسباب غير حقيقة لالغاء المونديال ومنها أن الدوحة صغيرة ولن تستوعب الجماهير وعدم تناسب الثقافة العربية الاسلامية في قطر مع ثقافات الدول المشاركة في المونديال !!، ومن المفارقات أنها لجأت للحديث عن رأي من أسمتهم ” الجماهير المونديالية في موسكو” في صيغة تعميمة مجهلة للتحذير من مونديال قطر في مفارقة كبيرة بحسب رصد للعدسة.

موجات الاشاعات !!

لجأت الامارات الي سلاح الحرب النفسية البارز وهو الاشاعات بحسب مراقبين وهو النقطة الثالثة في المخطط ، حيث سربت العديد من الانباء بشكل ممنهج ومكرر ومجهل بغرض النيل من تنظيم قطر للمونديال ، عبر  شبكة دولية معقدة من العلاقات لانتقاد قطر وترويج أنها ضعيفة مالياً، وأن استقرار البلد مشكوك فيه فضلا عن استخدام حملة علاقات واسعة حتى داخل الفيفا، وتأكيد أن قطر لن تكون قادرة على استضافة هذا الحدث العالمي؛ بسبب تعثر المشاريع الخاصة بالمونديال ، وهو ما ثبت فشله باستلام أمير قطر الراية لتنظيم المونديال.

وتحت عنوان ” مونديال 2022يهتز بمفاجأة من العيار الثقيل” نشرت صحيفة الاتحاد الاماراتية الرسمية أحد الاشاعات في ديسمبر 2017 ، نقلا عن الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جوزيف حول مزاعم عن شبهة الفساد في اختيار قطر لتنظيم بطولة كأس العالم في كرة القدم 2022، والمفارقة أن بلاتر،  غادر منصب رئيس «الفيفا» عام 2015 بسبب تهم تتعلق بالفساد !!.

ومن احدث الاشاعات التي نشرت خلال الايام الماضية ، ما نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانية المملوكة لرجل الاعمال روبرت مردوخ وابنه جيمس المعروفان بعدائهما للعرب والمسلمين ، من مزاعم فساد مالي ساهم في استضافة قطر مونديال 2022، في تكرار لذات الإشاعات التي نشرتها في العام 2014 ، وثبت عدم صحتها .

من جانبها ردت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر على تلك الاشاعات مؤكدة رفضها كل الاتهامات التي نشرتها صحيفة صنداي تايمز، وأنها التزمت التزامًا شديدًا بجميع قوانين الفيفا فيما يتعلق بطرح العطاءات الخاصة بشأن مونديالي 2018 -2022.

وأعلن الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم في 2015  في مقابلة مع مجلة جون افريك الأسبوعية عدم بيع صوته في كأس العالم 2022، نافيا المزاعم التي ترددت في هذا الاطار لضرب ملف قطر في تنظيم المونديال.

شهادة مهمة

في المقابل قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شهادة مهمة للتنظيم القطري ، مؤكدا ثقته الكاملة بقدرة قطر على تنظيم مونديال “رائع”، في حين شدد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو أن مونديال قطر 2022 سيكون جميلاً مثل النسخة الحالية التي جرت في روسيا.

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد سدد من جانبه ضربة قوية للمخطط الاماراتي ، وأعلن أن مونديال 2022 “بطولة لكل العرب”، ووعد بنجاحها قائلا : “نعِدكم بنجاح كأس العالم 2022، وثقتنا كبيرة بالشباب العربي لإنجاحه”، وهو ما يرى المراقبون أنه ممكنا.