العدسة – معتز أشرف:

رصد “العدسة” ملامح وتفاصيل المخطط الإعلامي الأسود للسعودية والإمارات لإفشال مونديال العرب في قطر 2022 ، وخلص إلى وجود سياسة ممنهجة للتشويه والإفشال عبر المنصات الإعلامية وهو ما نستعرضه ..

ملامح المخطط  

وفق رصد لـ”العدسة” لعدد من منابر السعودية والإمارات الرسمية وأبرزها البيان وعكاظ وسبق ، فقد اتفقت السياسة التحريرية للمنصات الرسمية في البلدين على “استايل بوك” متشابه إلى حد كبير، ومضامين إعلامية متقاربة، ووسائل هجوم واحدة في الهجوم على مونديال 2022 الذي تنظمه قطر.

ويرصد المتابعون تكثيف كبير للشائعات والأخبار المجهلة والتعميم في استخدام العبارات والكذب وعدم إسناد التصاريح لمصادر معلومة والاستغراق في التجهيل ، مع التشويه والتحريض المتواصل ضد المونديال ، وقد خلطت السياسات التحريرية للمنصات السعودية والإماراتية ، بين مضامين الحصار التي تتحدث عن مزاعم دعم قطر للإرهاب وبين المضامين الجديدة لتشويه المونديال ، حيث استخدمت بعض الأساليب في ارتباك واضح بحسب مراقبين خاصة ما يخص الإرهاب ، وهو ما أظهر المواد المنشورة في حالة فجة من اللامهنية وعدم المصداقية خاصة في ظل وجود خصومة سياسية واضحة بين الإمارات والسعودية من جهة وبين قطر من جهة أخرى.

 أكاذيب “بلاتر” !

مزاعم لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» السابق جوزيف بلاتر المتهم بالفساد حول المونديال ، كانت الحدث في المنصات الإعلامية السعودية والإماراتية ، رغم نفي قطر للمزاعم وتفنيدها.

ففي السعودية وفي صحيفة عكاظ الرسمية ، لم تترك المونديال العربي في قطر ، دون تشويه أو هجوم خلال الأيام القليلة الماضية ، فقامت باستخدام القصة سريعا ، ونقلت عن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» السابق جوزيف بلاتر المتهم بالفساد أن قطر فازت بحق تنظيم كأس العالم 2022 بعد تدخل سياسي من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لدى نائب رئيس الفيفا ميشال بلاتيني بحسب مزاعمه .

جريدة “الشرق الأوسط” الموالية للسعودية ، بعد ساعات نشرت ذات القصة بتفاصيل أكثر ، وزعمت أن “بلاتر” “أشعل القضية بتصريحاته المؤكدة أن الإمارة الخليجية استخدمت التدخلات السياسية من أجل الفوز بشرف التنظيم”، مضيفة إليها رواية صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية مدفوعة الأجر من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد التي كشفتها قطر وكذبت تفاصيلها فيما كشفت تقارير صحفية أنها ممولة للإضرار بالحلم العربي في 2022 في قطر بشراكة بين بن زايد وروبرت مردوخ الإمبراطور الصهيوني في الأوساط الإعلامية.

المفارقة أن “بلاتر” يقضى عقوبة الحرمان من العمل الرياضي؛ بسبب قضايا الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في مايو 2015، وتحديدًا عقب فوزه بولاية جديدة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يشير فيها بلاتر إلى تدخلات سياسية حوّلت مسار التصويت لمصلحة قطر في ديسمبر 2010، ولكن تجددت .

ولم تنسى “البيان” الإماراتية التي نشرت ذات القصة الخبرية في 20 يونيو 2017 ، أن تتناولها مجددا خلال هذه الأيام ولكن بزواية أخرى ، وتحت عنوان ملون ويعاني من التضخم ” غضب عالمي واسع من فساد الدوحة.. وسحب الاستضافة يتصدر الدعوات ومطالبات بريطانية بالتحقيق في «مونديال العار»”، كتبت البيان في 31 يوليو 2018 تقريرا مطولا من مراسلها من لندن يتحدث في عبارات تتميز بالتعميم والتجهيل والأكاذيب عن مونديال 2022 انطلاقا من قصة جوزيف بلاتر، مع إعادة نشر أكاذيب صحيفة “صنداي تايمز” والاحتفاء بها.

المفارقة أن جريدة البيان تحدثت عن رأي من اسمتهم “الجماهير الإنجليزية” بتعميم وتجهيل في المطالبة بسحب كأس العالم من قطر ، وقالت الجريدة نصا : عبرت الجماهير الانجليزية وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبها الشديد من هذه الوثائق، التي تؤكد أن قطر قامت بأدوار قذرة لضرب خصومها من أجل استضافة كأس العالم. وقال أحد الجماهير: «سيكون من المناسب أن يتم سحب تنظيم كأس العالم من قطر، نحن من سننظم كأس العالم في إنجلترا»، وقال آخر: «ليس من حق قطر أن تستضيف كأس العالم، بريطانيا جاهزة للاستضافة»، بينما أكد آخر: «إنجلترا بإمكانها استضافة مونديال 2022 أفضل من قطر» في عبارات انشائية مفضوحة المضمون ولا علاقة لها بالمهنية وفق مراقبين، والمفاجأة ان نفس العبارات تقريبا مع التجهيل  نشرتها صحيفة عكاظ في تقرير بعنوان :”  «ديلي ستار»: إنجلترا ستستضيف مونديال كأس العالم 2022 “.

ووفق ما نشرته صحيفة “الخليج” الإماراتية اليوم الثلاثاء، فقد دعا عضو البرلمان البريطاني داميان كولينز، رئيس مجلس إدارة لجنة الثقافة والإعلام والرياضة، لفتح تحقيق “نظيف ومستقل” فيما يخص الاتهامات الأخيرة، وقال “كولينز” في تصريح لراديو 5 المباشر على “بي بي سي”: “التقيت بمصدر الوثائق بنفسي، وشاهدت الأدلة التي قدّمها، أعتقد أن هذه التطورات خطيرة وهناك حاجة لفتح تحقيق نظيف ومستقل؛ إذا خرق القطريون اللوائح يجب أن يعاقبوا”، وتتضمن هذه العقوبات غرامات أو فقدان حق الاستضافة.

من جانبه رد شقيق أمير قطر، الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، على جوزيف بلاتر، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”: “إذا أردت الترويج لأحد كتبك فإن هناك من يرشدك إلى أسوأ الطرق وأقلها مصداقية، وعليك فقط أن تنشر إحدى الأكاذيب الكبيرة في ذلك الكتاب، ثم تعطي نوعا من النشوة الزائفة لأولئك الذين لفقوا أكبر كذبة في التاريخ السياسي الإقليمي ضد البلد الأعلى نموا والأكثر تميزا”.

استنطاق المصادر سلبا !

عمدت وسائل الاعلام الاماراتية والسعودية المشاركة في الحملة ضد قطر ومونديال 2022 الي استنطاق مصادرها سلبا وتجييش الاراء ضد الحلم العربي ، دون مصداقية ، وفق ما هو مرصود من “العدسة”، حيث خضع لمضامين حملة الحصار علي قطر بشكل مبالغ فيه .

وتحت عنوان ” رياضيون لـ«البيان»: النزاهة أساس المنافسة.. والدوحة لم تلتزم بها” استندت الجريدة إلى مزاعم “بلاتر” للتعليق عليها رغم نفيها وتنفيدها في مفارقة غريبة ، وهو ما يكشف السياسية التحريرية للجريدة ضد المونديال ، فضلا عن أنها أخذت رأي اثنين من الرياضيين فقط ولكنها في العنوان عمدت إلى التعميم .

وتحت عنوان تحريضي ”  مونديال 2022 أكبر من قطـر” ، كتب محرر ” البيان ” بصياغة تضليلة وبتعميم كبير ” طالب إعلاميو مونديال روسيا 2018، الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بسحب فوري لنهائيات كأس العالم 2022 من قطر، وناشد صحافيو مونديال روسيا 2018 «فيفا»، التدخل السريع” دون أن يذكر اسماء لأحد أو تقارير احصائية تشكل هذا الرأي الصارخ بالاكاذيب.

وفي ذات الاطار تحركت صحيفة “سبق” السعودية الرسمية بنفس المضامين ونفس الاسلوب التضليلي الفج ، وفي تقرير بعنوان : مؤامرة نشر السم” تضع “مونديال قطر” في مهب الريح.. دولتان تتأهبان وهنا تفاصيل الـ4 أيام” ، نقلت الجريدة عن ما اسمتهم ” أستراليون طالبوا بسحب ملف استضافة مونديال 2022 من قطر”، ونقلت عن المتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة هناك دون أن تذكر اسمه أن الاتحاد يراقب التهم الجديدة لملف قطر .

فزاعة الارهاب !

رغم الاداء القطري العالي في محاربة الارهاب والعنف ، وتأكيد مؤسسات دولية وعربية حرص الدوحة على ملاحقة الارهابيين ، فقد لجئت وسائل اعلام اماراتية وسعودية الي اثارة فزاعة الارهاب للتأثير السلبي علي حضور المونديال .

صحيفة سبق السعودية  لجأت إلى تضخيم الأمر في تقرير حمل عنوان :” “داعش” و”القاعدة” في كأس العالم.. نكتة عن قطر “أمراء يموّلون الفوضى وأسئلة محرجة”، وامتلأ التقرير بالتساؤلات والافتراءات حول دعم قطر لارهابيين ، زاعمة أنّ أهم المواجهات المهمة في المونديال سيكون طرفاها تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، وهو ما حرصت عليه جريدة البيان الاماراتية كذلك في تغطيتها للمونديال واستخدمت رسوم تخيلية عن ذات الاتهام.

المفارقة أن جريدة البيان نفسها في 2012 قبل فرض الحصار نشرت تقريرا عن ” اتفاقية بين قطر والإنتربول لتأمين مونديال 2022″ ، جاء فيه ” وقعت اللجنة العليا لكأس العالم “قطر 2022 ” ، اتفاقية مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) لدعم سلامة وأمن كأس العالم 2022 في قطر”.

وأوضحت أن مجموعة الإنتربول تضم خبراء في الأمن الرياضي مختصين في إنفاذ القانون، وخبراء أمنيين من جميع أنحاء العالم، وستتولى تقديم الدعم والاستشارة للجنة العليا لقطر 2022 في مجال الاستراتيجيات الأمنية، وفي الأطر والممارسات الخاصة بالملاعب والأشخاص والمواقع في أنحاء قطر، للمساعدة، وهو ما يكشف اختلاف واسع في السياسيات طبقا للحصار المفروض الان علي قطر والذي ثبت فشله مرارا وتكرارا بحسب المراقبين.