تطرق تقرير نشرته صحيفة الشرق القطرية، إلى العلاقات الإماراتية الإسرائيلية والتطبيع بين البلدين، متطرقا إلى أبعاد هذه العلاقة، مستندا إلى تسريبات ويكليكس وتسريبات بريد العتيبة.

التقرير قال إن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا في مجالات متعددة منذ افتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي في أبوظبي 2015 كما استضافت في العام ذاته منتخب الجودو الإسرائيلي، مرورا باغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح بتواطؤ مع الموساد في 2010. في المقابل تمنع أبو ظبي رفع علم فلسطين داخل الأماكن العامة ومؤسساتها الرسمية. فعلاقات الصداقة باتت في ازدهار وصلت للشراكة في المشاريع الاقتصادية والمناورات العسكرية وتبادل الرحلات الجوية.

وأشار التقرير إلى أن أبو ظبي أصبحت واحدة من أهم مناطق العمليات الأمنية والاستخبارية والتجارية للاحتلال في المنطقة العربية، لافتا إلى ما كشفته وسائل إعلام عبرية في وقت سابق، عن تعاقد الإمارات مع شركة ” إيه جي تي” الأمنية الإسرائيلية لتأمين حماية مرافق النفط والغاز مقابل عوائد مادية، ويشمل التعاقد إقامة شبكة مراقبة مدنية في أبو ظبي.

وورد في إحدى البرقيات الدبلوماسية التي سربتها ويكيليكس أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان يمتلك علاقات شخصية جيدة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني.

وفي أكتوبر 2015 استضافت الإمارات منتخب الجودو الإسرائيلي. في المقابل تمنع أبو ظبي رفع علم فلسطين داخل الأماكن العامة ومؤسساتها الرسمية، وتقوم بترحيل أي فلسطيني ينتمي لأي حركة من حركات المقاومة الفلسطينية وتقوم بتصفية أعماله بعد اعتقاله.

وتطرق التقرير إلى ما كشفته وكالة شهاب للأنباء، أن أوجه التطبيع والعلاقات شملت مشاركة سلاح الجو الإماراتي في المناورات الأمريكية العسكرية المعروفة باسم “العلم الأحمر” 2016 وأخرى في اليونان هذا العام.

وأظهرت الصور التي التقطت طائرات “أف 16” التابعة للإمارات إلى جانب طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الأمريكي في قاعدة سلاح الجو اليونانية. وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد كشفت أن طائرة خاصة تطير مرتين في الأسبوع بين تل أبيب وأبو ظبي.

عراب التطبيع

وبحسب التقرير، يعد سفير الإمارات في واشنطن عراب التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب، فضلا عن تعاون سياسي على أعلى المستويات، حيث تشير التقارير الإسرائيلية إلى العلاقات الخاصة التي نسجتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني ، مع نظيرها الإماراتي عبد الله بن زايد، وفقًا لما تم تسريبه في إحدى وثائق ويكيليكس على لسان السفير الإسرائيلي، يعقوف هيدس، والتي أبلغ فيها دبلوماسيين أمريكيين بأن الأخير طور علاقات شخصية جيدة، لكن الإمارات غير مستعدة للقيام علنا بما تقوم به سرًا.

وتشير تقارير صحفية غربية إلى أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية قد توطدت قبل سنوات، وتحديدًا بعد الجدل الذي أثاره حصول شركة إعمار الإماراتية على حقوق إدارة أحد الموانئ الأمريكية خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وكشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مساعٍ قام بها العتيبة للقاء بـ”أب” القبة الحديدية الإسرائيلية إبان العدوان على غزة العميد عوزي روبين.

وتظهر رسائل بريد العتيبة المسربة تقاربا ملحوظا من التعاون الخفي بين الإمارات ومركز أبحاث المحافظين الجدد الذي يموله الملياردير الموالي لإسرائيل شيلدون أديلسون، الحليف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعد من أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتحدة.

وبحسب “العربي الجديد” توطّدت العلاقة أكثر بين اللوبي الإماراتي، حين كان لا يزال طري العود في الولايات المتحدة، مع اللوبي الإسرائيلي الأكثر نفوذًا خلال السجال الذي سبق توقيع الاتفاق النووي الإيراني وزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وإلقاء خطابه الشهير أمام الكونجرس. فاختار السفير الإماراتي العتيبة التنسيق مع “إيباك” واللوبي الإسرائيلي للضغط على إدارة أوباما ومنعها من توقيع الاتفاق.

وحسب معلومات نقلها تقرير نُشر في “هافينغتون بوست” عن مسؤول أمريكي سابق، فإن آراء السفير الإسرائيلي رون ديرمير والسفير الإماراتي يوسف العتيبة متفقة تمامًا في كل القضايا، خصوصا العداء لإيران ومحاربة الإسلام السياسي.
وكان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد هو عرّاب الاجتماع والقناة السرية التي جمعت الطرفين الروسي والأمريكي، في متابعة التحقيقات في التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة وتقصي طبيعة الاتصالات التي أجراها عدد من مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع مسؤولين روس، ووقتها تحدثت مصادر إعلامية أمريكية عن أدوار محتملة قام بها مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون، على الأقل على صعيد ترتيب اجتماعات سرية بين مسؤولين ورجال أعمال روس وأفراد من فريق ترامب.

الجدير بالذكر أن أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي إلى الإمارات كانت لعوزي لانداو، وزير البنية التحتية الإسرائيلي، في مؤتمر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة عام 2010. لحق هذه الزيارة زيارة أخرى لسيلفان شالوم للمشاركة في مؤتمر للهيئة الأممية نفسها.