إبراهيم سمعان
بعد مرور أسبوع من اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا، كشف طالب سعودي عن تهديد سلطات الرياض لعائلته بعد انتقاده ما يحدث داخل البلاد.
وقالت الإذاعة الكندية، في نسختها الفرنسية، إن أحد طلاب جامعة بيشوب – الواقعة في تقع في مدينة شيربروك-: إن أسرته مهددة من قبل سلطات بلاده بسبب الانتقادات التي أدلى بها على إلى وسائل الإعلام الاجتماعية، مشيرا إلى أن السلطات أخذت اخوه عمر رهينة.
وأوضح هذا الطالب الذي يدعى عمر عبد العزيز للصحفي كلود ريفيست أن هناك ضغوط تمارسها السلطات على عائلته وأصدقائه لإجباره على التوقف عن انتقاد السلطات.
وقال: لن يمنعني ذلك سأستمر في التعبير عن آرائي على تويتر وسأواصل الحديث عما يحدث في المملكة سأستمر في طلب المزيد من التغييرات، اعتقد أن هذه الطريقة لن تؤذيني بل تجعلني أقوى.
وأشارت الإذاعة إلى أن عبد العزيز بدأ نشاطه السياسي عام 2009 عندما انتقل إلى كندا لدراسة اللغة الإنجليزية، وفي 2013، أنهت سلطات المملكة منحته الدراسية وطلبت منه العودة إلى البلاد، وخوفا على سلامته، تقدم بطلب اللجوء لكندا عام 2014 ويعيش الآن كمقيم دائم في كيبيك.
وعندما سأله ريفيست عن الأعمال الانتقامية التي تعرضت لها عائلته وأصدقائه في الرياض، أكد الطالب أن عددا من الاشخاص اقتحموا بيته وأخذوا شقيقه كرهينة “أعتقد أنهم كانوا تابعين للسلطات السعودية، طلبوا من أخي أن يقول لي أن أتوقف عن انتقاد النظام وأن أتحدث عن بعض القضايا المحددة”
وأضاف عمر “اتصل بي أخي وطلب مني ما أمروه به، وتوسل إلي أن أتوقف عن الكلام وأن أبقى صامتا لكنني رفضت”.
وأشار إلى أنه أخبر طلاباً سعوديين آخرين أن لديهم الحق في الإقامة بكندا وأنه لا أحد يستطيع إجبارهم على المغادرة، “أخبرتهم أيضاً أنهم إذا أرادوا التقدم بطلب للحصول على اللجوء، فمن المحتمل قبولهم”، مشيرا إلى أن السلطات السعودية لا ترغب في ذلك، لأنها تعتقد أن هؤلاء الطلاب يمثلون عدواً سياسياً جديداً للنظام.
وعن عزمه مواصلة انتقاده للسلطات السعودية والكشف عن الانتهاكات التي تحدث في المملكة، أوضح عمر “القانون الكندي واضح جدا. إذا كنت تشعر بأنك في خطر ولا يمكنك العودة للعيش في المملكة السعودية، فيمكنك التقدم بطلب اللجوء السياسي”.
وتابع “بالنسبة لي، لو بقيت صامتاً وخفت على سلامة عائلتي وعلى عمري، فإن الجميع سيبقون صامتين، يجب لأن يقول شخص لا، أنا مقتنع إذا عدت إلى السعودية، ستزج السلطات بي في السجن”.
وعندما سئل عن رايه في الأزمة بين الرياض وأوتاوا، أجاب “أعتقد أن الكنديين يجب أن يكونوا فخورين ببلدهم. كندا لم ترتكب أي خطأ، لقد حاولت البلاد مساعدة هؤلاء الناس، إنه هذا الموقف جزء من قيم هذا البلد، هذا هو سبب تقدير كندا على المسرح الدولي”.
يشار إلى أن الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وكندا اندلعت في الخامس من الشهر الجاري، إثر نشر السفارة الكندية بالرياض تغريدة تطالب فيها بالإفراج فورا عن ناشطين سعوديين اعتقلوا في إطار حملة قمع للأصوات المعارضة.
عقب ذلك، أعلنت السعودية استدعاء سفيرها لدى أوتاوا للتشاور وإمهال السفير الكندي 24 ساعة للمغادرة، متهمة بلاده بالتدخل في شؤونها الداخلية، بالإضافة إلى وقف التعامل التجاري مع كندا، بما في ذلك وقف رحلات الخطوط الجوية السعودية من وإلى “تورنتو” ، ونقل نحو 7000 طالب من الجامعات الكندية إلى دول أخرى.
اضف تعليقا