العدسة – ياسين وجدي:

بينما تراق دماء الاضاحي على الأرض في المنطقة العربية ، يقدم قادة بارزون ونشطاء في ثورات الربيع العربي وجولات المطالبة بالحقوق صكوك أضاحي من حرياتهم في سجون القمع العربي.
“العدسة” يسلط الضوء على أبرز القادة والنشطاء الموقوفين في مصر والسعودية والامارات والبحرين الذين ضحوا بحرياتهم في عيد الاضحي وسط أوضاع صعبة من أجل عيد كبير حقيقي يسعد انصار الربيع العربي المحاصر وفق ما يؤكدون.

معاناة متصاعدة بمصر !

يأتي العيد في مصر ، وقد انضمت قيادات شابة وبارزة في التيار اليساري والليبرالي وعسكرية وقضائية سابقة لقيادات جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوسط والجماعة الاسلامية والصحفيين والحقوقيين في السجون في العام الخامس من الانقلاب العسكري ، تحت ظروف غير مواتية وصعبة وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وفق المراقبين.

ومن أبرز الأسماء الموقوفة في السجون وتقضي عيد الأضحي خلف الاسوار في مصر وفق مصادر قانونية ، الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في البلاد والدكتور محمد بديع المرشد العام للاخوان المسلمين والدكتور صفوت حجازي امين عام رابطة علماء اهل السنة ومجلس أمناء ثورة 25 يناير في مصر ، والدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز في حزب الحرية والعدالة وميدان التحرير ، والمحامي عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط المصري ، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح زعيم حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق فضلا عن الاف القيادات والنشطاء من مختلف الاتجاهات.

كما يقضي عيد الاضحي خلال الاسوار كل من : الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الاسبق ، والمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق ، ود.صفوت عبد الغني القيادي الابرز في الجماعة الاسلامية في مصر، بجانب حقوقيين وصحفيين ومنهم الصحفيين هشام جعفر ، ومجدي حسين وابراهيم الدراوي ومحسن راضي وعادل صبري والحقوقيين البارزين عزت غنيم وهيثم محمدين ، والنشطاء شريف الروبي وشادي الغزالي حرب ، ووائل عباس.

وبحسب احدث الاحصائيات من التنسيقية المصرية للحقوق والحريات ، استمرت انتهاكات السجون وخاصة الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون ومقار الاحتجاز والمنع من الزيارات ، حيث لفظ المعتقل “ناجي محمد حامد يونس”، 60 عاما، أنفاسه الأخيرة صباح يوم الإثنين 6 أغسطس، داخل مستشفى جامعة المنصورة بعد نقله إليها إثر تدهور حالته الصحية من الإهمال الطبي في محبسه.
ورصدت التنسيقية في الفترة من 4 اغسطس إلى 14 من الشهر نفسه تصاعد الانتهاكات المعتقلين بسجن العقرب “طره شديد الحراسة” كالتعذيب وحرمان من العلاج والدواء والطعام والزيارة ، ووثقت شكوى أسرة المعتقل خالد سحلوب، التي تؤكد تعرضه لإنتهاكات داخل محبسه، وأن إدارة سجن العقرب تتعنت في علاجه بالرغم من إصابته بالأمراض داخل محبسه منذ 50 شهرًا.
كما رصدت التنسيقية تعرض معتقلي سجن شبين الكوم العمومي بالمنوفية من الانتهاكات التي يتعرضون لها داخل محبسهم من منع إدخال الأدوية للمرضى، وتقليل فترة التريض لنصف ساعة بدلا من ساعتين، ونقل بعضهم إلى عنبر «أ» سيئ السمعة.

محاكمات سرية بالسعودية

وفي السعودية تصاعدت الانتهاكات بحق قادة الرأي قبل عيد الاضحي ، ووفق حساب “معتقلي الرأي” على تويتر فقد تأكد أن السلطات السعودية تستعد خلال الأيام المقبلة لعقد محاكمات سرية لـ 8 من أبرز الشخصيات المعتقلة منذ سبتمبر وهم: د.سلمان العودة، ود.عوض القرني، ود.محمد موسى الشريف، ود.إبراهيم المديميغ ود.عادل باناعمة، وعصام الزامل، وخالد العلكمي، وفهد السنيدي.

وأوضح الحساب أنه منذ مطلع العام الجاري، أصدرت السلطات السعودية أحكاماً جائرة ضد 6 على الأقل من معتقلي الرأي، منهم الدكتور محمد الحضيف والصحفي صالح الشيحي وكل من الناشطين عصام كوشك وعيسى النخيفي ومحمد العتيبي وعبدالله العطاوي وكلهم خضعوا لمحاكمات سرية .
وفي ظل الاستعدادت لشعائر الحج ، ضمت قوات بن سلمان إمام الحرم الشيخ الدكتور صالح آل طالب للسجون قبل أيام ، بتهمة القيام بخطبة عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها، ليكون ضيف العلماء في عيد الاضحي بسجون بن سلمان والذين جاء على رأسهم العلماء : سلمان العودة، عوض القرني، علي العمري، عبد المحسن الأحمد، يوسف الأحمد، محمد موسى الشريف، إبراهيم الفارس، علي بادحدح، بجانب عدد من الكتاب، والمفكرين، والاقتصاديين وغيرهم، وأبرزهم: عصام الزامل، عبد الله المالكي، فهد السنيدي، زياد بن نحيت، مساعد بن حمد الكثيري، مالك الأحمد، جميل فارسي، صنهات العتيبي.

ولم تنس السلطات السعودية حرمان ذووي المعتقلين من زيارات عيد الاضحي ، حيث قررت منع الزيارات عن جميع معتقلي الرأي منذ بداية شهر أغسطس الجاري، حتي منتصف سبتمبر المقبل ممطلع شهر محرم من العام الهجري 1440.
الانتهاكات وصلت للقتل ، وقضى التعذيب في السجون قبل أيام على حياة الداعية السعودي المعتقل منذ 22 أبريل 2016، سليمان أحمد الدويش، وذلك بعد أقل من يوم على نشر تغريدات حذّر من خلالها الملك سلمان -بشكل غير مباشر- من منح الثقة لابنه ولي ولي العهد وزير الدفاع، محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ”المراهق والمدلّل”.

قمع اماراتي

وعيد الاضحي في سجون الامارات جحيم لا يتوقف ، وبحسب جمعية ضحايا التعذيب في دولة الإمارات، فإن الانتهاكات التي تمارسها سلطات الإمارات ممنهجة وطالت عشرات الناشطين الإماراتيين من مفكرين وسياسيين وخبراء وصحافيين ورجال دولة، تم توقيفهم منذ 2012، وقضت محاكم سياسية عليهم بأحكام بالسجن تصل إلى 15 عاماً.

ومن ابرز المعتقلين في سجون الامارات ، الحقوقي أحمد منصور والدكتور ناصر بن غيث ، والمعتقلة علياء عبد النور، فضلا عن معتقلي قضية “الإمارات94″ ، ومنهم الدكتور محمد الركن والمحاميان الشهيران الدكتور محمد المنصوري وسالم الشحي؛ والقاضي محمد سعيد العبدولي؛ وأستاذ القانون والقاضي السابق الدكتور أحمد الزعابي؛ والمحامي والأستاذ الجامعي الدكتور هادف العويس؛ والشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي، وهو من كبار أفراد الأسرة الحاكمة في رأس الخيمة؛ ورجل الأعمال خالد الشيبة النعيمي؛ ومدرس العلوم حسين علي النجار الحمادي؛ والمدون والمدرس السابق صالح محمد الظفيري؛ وعبد الله الهاجري، وهو من قادة العمل الطلابي؛ والطالب والمدون خليفة النعيمي.

مركز الامارات لحقوق الانسان استنكر من جانبه مع حلول عيد الأضحى اصدار الرئيس الإماراتي، خليفة بن زايد آل نهيان أمرا بالإفراج عن 704 سجناء ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة وتسديد الغرامات المالية التي ترتبت عليهم تنفيذًا لتلك الأحكام، باستنثناء كما كل عام لمعتقلي الرأي الذين يقبعون في سجون الدولة منذ سنوات لأنهم عبروا عن رأيهم بطريقة سلمية في عدد من القضايا الداخلية أو السياسة الخارجية للدولة ولم يرتكبوا أي جنح أومخالفات تستوجب اعتقالهم رغم المناشدات الدولية للإفراج عنهم، ورغم وجود عدد من المعتقلين يعانون من تردي حالتهم الصحية نتيجة ظروف الاعتقال.
وقال في بيان له :” تتعمد السلطات في كل مناسبة تجاهل معتقلي الرأي و تحرمهم من العفو الذي هو في امس الحاجة له باعتبارهم لم يرتكبوا أي جريمة سوى أنهم عبروا عن رأيهم و طالبوا بالتغيير”مضيفا أن اكثر من 200 معتقل رأي يقبعون في سجون الدولة من سنوات بأحكام تترواح بين 15 سنة و 3 سنوات دون الغرامات المالية و سحب الجنسيات و التضييق على أهاليهم.

انتقام بحريني !

ويستقبل ما يقرب من 4000 سجين منهم 12 امرأة، عيد الأضحي في سجون البحرين ، وسط حملة قمع وانتقام ممنهج بحسب توصيف الحقوقيين ، الذين وثقوا مجموع حالات الاعتقال التعسفي منذ العام 2011 أكثر من 12 ألف حالة، بينهم 330 امرأة، و968 حالة لأطفال بينهم 3 طفلات، بالتزامن مع تعرض أكثر من 4000 مواطن للتعذيب أو لإساءة المعاملة والحاطة بالكرامة الإنسانية، مع اكتظاظ الزنازين بنحو يتجاوز 50% من طاقتها الاستيعابية.

ومن أبرز المعتقلين في البحرين الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق المعارضة والناشطين الحقوقيين نبيل رجب، وعبدالهادي الخواجة، وباقر الساري وحسين عباس ، فضلا عن أكثر من 156 عالما من علماء الدين الشيعة على خلفية خطاباتهم أو قناعاتهم العقائدية أو آرائهم السياسية منهم د أحمد الماجد.
التعذيب هو سيد الموقف في سجون البحرين ، ووثقته منظمة أمريكيون للديمقراطية وحقوق الإنسان أبريل الماضي حيث رصدت أكثر من 1000 حالة تعرضت لانتهاكات عديدة في سجون البحرين، وقالت: إنَّ حوالي 77% منهم تعرضوا للتعذيب بمختلف أنواعه، و83% منهم إلى الاعتقال التعسفي، وأنَّ هناك 400 طفل ضمن المعتقلين في وقت التوثيق.