أقر “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية في اليمن، مساء أمس “السبت” 1 سبتمبر، بقصف حافلة مدرسية في صعدة؛ ما أدى إلى مقتل 50 شخصًا، بينهم 40 طفلاً.

وقال المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن (تابع للتحالف) “منصور المنصور”، في مؤتمر صحفي عقده، في العاصمة السعودية الرياض، إن “التحقيق شمل الطلعات الجوية في منطقة ضحيان يوم الحادث، وتم فحص شرائط فيديو من الطائرة التي نفذت الغارة”.

وأوضح “المنصور” أن الضربة الجوية جاءت بناء على معلومات استخباراتية أفادت بأن الحافلة تقل قيادات حوثية مسلحة.

ولفت “المنصور” إلى أن “إدارة الغارة على ضحيان لم تتوافق مع قواعد الاشتباك للتحالف، فالهدف لم يكن يشكل خطرا آنيا على قوات التحالف، كما أن قصف الحافلة في منطقة مدنية لم يكن مبررا في ذلك الوقت وتفويت استهدافها في مناطق خالية من المدنيين”.

وطالب “المنصور” قوات التحالف بمحاسبة المتسببين في الأخطاء بالغارة، مؤكدا أن تأخر استهداف الحافلة كان خطأ ينبغي التحقيق فيه.

ودعا المتحدث باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن قوات التحالف لتقديم مساعدات للمتضررين من الغارة.

من جانبه، قال التحالف، في بيان له، إنه اطلع على ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن، معربا عن أسفه لتلك الأخطاء.

وأعلن التحالف قبوله بالنتائج وما خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، مشيرا إلى أنه فور الحصول على تلك النتائج بشكل رسمي سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبت ارتكابهم لتلك الأخطاء.

يشار إلى أن أول رد فعل من التحالف، أكد أن الغارات كانت “عملا عسكريا مشروعا”، استهدف مقاتلين “حوثيين” أطلقوا في وقت سابق صاروخا على مدينة جازان جنوبي المملكة، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين.

لكن التحالف تراجع بعد ذلك، بعد المواقف الدولية المنددة بالمجزرة والصور المروعة التي تداولتها وسائل الإعلام للأطفال القتلى والجرحى، وأعلن فتح تحقيق في الحادث، لافتا إلى أنه سيعرض تفاصيل التحقيق فور اكتمالها.

وتزايدت في الآونة الأخيرة، الغارات الجوية لـ”التحالف العربي” التي تستهدف مدنيين، وأسفرت عن سقوط العشرات بينهم نساء وأطفال، وسط انتقادات أممية ودولية لتكرار الغارات ضد المدنيين.

ومنذ عام 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا، بطلب من الرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي”، للتصدي للانقلاب الذي قام به “الحوثيون”، المدعومون من إيران، في عام 2014، واستولوا من خلاله على مفاصل الدولة.

وخلفت الحرب أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

 

وفي السنوات الماضية، حذرت “الأمم المتحدة” مرارا من ارتكاب أطراف النزاع في اليمن بما فيها “التحالف العربي”، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب، خاصة استهداف المدنيين والمنشآت العامة بالغارات الجوية.