العدسة – ياسين وجدي:

بحناجر غاضبة كان الاستقبال اللائق دوما بوليا عهد السعودية وأبو ظبي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وكانت الهتافات ساخنة ، والمشاركات حاشدة ، تحت لافتة واحدة وهدف واحد لم يتغير هو محاكمة ابنا سلمان وزايد على جرائم الحرب والتواطؤ خاصة في اليمن.

“العدسة ” يأخذكم في جولة سريعة عبر أبرز الميادين التي شهدت غضبا بارزا ضد الأميريين الملاحقيين بالمحاكمة الدولية، وأبرز ما جرى فيها من مطالبات .

ميدان تايمز سكوير

نبدأ بالمحطة الأخيرة ، وهي تايمز سكوير ، ميدان ضاحية مانهاتن الشهير في نيويورك والذي يقع عند تقاطع شارع برودواي والجادة السابعة، والذي بات ساحة ملاحقة لبن زايد وبن سلمان، والمطالبة بمحاكمتهما دوليا ، حيث انتشرت لافتات ضخمة على جدران المباني في الميدان منذ مساء “الأحد” 23 سبتمبر، تدعو إلى محاكمة الأميرين على الجرائم التي ارتكبوها في اليمن بالتزامن مع انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

المظاهرات في مانهاتن عرض مستمر ، ومن أبرزها ما شهده شهر مارس الماضي حينما تظاهر ناشطون وممثلون عن منظمات حقوقية أميركية في نيويورك أمام موقع انعقاد الملتقى الأميركي السعودي للمديرين التنفيذيين وبلدية نيويورك في مانهاتن .

الأهداف محددة ، والسبب اليمن ، هتافات لا تتغير ولافتات متوازية المعني ، كتب عليها الناشطون شعارات تندد بالأثر الإنساني الكارثي الذي سببه التدخل العسكري السعودي والإماراتي في اليمن و تطالب بوقف الدعم العسكري الأميركي للسعودية، وعدم التعاون مع مجرمي الحرب في اليمن.

 

وفي أبريل الماضي تظاهر ناشطون يمنيون أمام فندق فورسيزن الذي يقيم فيه محمد بن سلمان في مدينة بالو التو بولاية كاليفورنيا للتنديد بالحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها على اليمن.

 داونينغ ستريت

داونينغ ستريت ، هو أشهر شارع في قلب لندن بإنجلترا، يطل عليه منزل رئيس الوزراء، ومنزل وزير المالية ، وبه أبرز المظاهرات ضد محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ، والتي رفض فيها جرائم الأميريين احتجاجا على ارتكاب مجازر بحق مدنيين في اليمن من قبل السلطات السعودية والإماراتية .

 

ومن أبرز المنظمين لهذه المظاهرات ائتلاف المؤسسات المناهضة للحرب، بما فيها “الحملة ضد تجارة الأسلحة” وائتلاف “اوقفوا الحرب”، واللذين رفعا شعارات “ارفعوا أيديكم عن اليمن وأوقفوا القصف فورا” و”لا تجعلوا اليمن يعيش في خوف”.

 

ومن أبرز المشاهد في هذه المظاهرات اللندنية الأخيرة ، مشهد ظهر فيه ثلاثة أشخاص، أحدهم تقمص شخصية ترامب، والآخر ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، والثالث شخصية ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وقامت شخصية ترامب الافتراضية باقتياد ابن سلمان وابن زايد، بشكل “مهين”، مع تساقط أوراق مالية على الأرض، في إشارة إلى المليارات التي جناها ترامب من الشخصيتين.

“باريس” تلفظه !

وفي فرنسا كانت غضبة الشوارع التي نظمها ناشطون حقوقيون يمنيون وفرنسيون في العاصمة باريس بالقرب من برج إيفل ضد الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا في أبريل الماضي.

 

مجموعة السلام من أجل اليمن والتي شاركت بكثافة في الفاعليات قالت بوضوح : إن الحكومة السعودية مسؤولة إلى حد كبير عن القتلى والأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن، تشاركها الامارات”.

 

الرابطة اليمنية لحقوق الإنسان أحد الفاعلين في فرنسا ، قدمت بالتزامن مع المظاهرات شكوى قضائية ضد ولي العهد السعودي بتهمة التواطؤ في التعدذيب مع تشكيل طرف مدني، وأودعت الشكوى لدى قضاة مختصون في جرائم الحرب في المحكمة العليا في باريس، ولازالت رهن التحقيق.

اليمن يغلي

ومن الخارج إلى المحيط العربي ، كان اليمن بطبيعة الحال يغلي من التحالف السعودي الإماراتي ، وشهد العديد من الفعاليات ضده ، ومؤخرا خرجت  مظاهرات يمنية غاضبة في مطلع الشهر الجاري في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق البلاد.

الغضب وصل إلى تمزيق صور محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، وقيادات إماراتية، كما داس المتظاهرون على عَلم الإمارات بالأقدام، فيما ردد المتظاهرون الغاضبون شعارات ضد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مثل “برا برا يا سلمان.

وفي مايو الماضي خرج سكان أرخبيل سقطرى اليمنية عن بكرة ابيهم اعتراضاً على الوجود الإماراتي بالمدينة ودعماً لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولقى محمد بن زايد هجوما كاسحا من المحتجين.

 

وفي مايو الماضي شهدت حضرموت ومحافظات يمنية أخرى فضلا عن عدن، في الذكرى الثالثة لتحريرها من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، احتجاجات هي الأقوى ضد الوجود الإماراتي، المتحكم بالمدينة وعدد من مدن الجنوب ، دعت لثورة شاملة ضد الامارات ، وأحرق شباب غاضبون في عدن  اعلام الامارات

والعراق

ولم تغب العراق عن ميادين وشوارع الغضب ضد ابني سلمان وزايد، حيث نظم  آلاف المحتجين في شارع فلسطين شرقي بغداد في ابريل الماضي مظاهرات حاشدة تعلن رفضهم “التطبيع” مع المملكة العربية السعودية التي حملوها مسؤولية “الإرهاب” الذي عاشه العراق واليمن.

 

ورفع المتظاهرون، لافتات وصوراً تندد بسياسة ولي العهد السعودي في عدد من دول المنطقة، كما أعلن المتظاهرون رفضهم لأي زيارة يقوم بها ابن سلمان للعراق أو تحسين العلاقات مع السعودية، وحملوا لافتات كتب عليها “بن سلمان مجرم حرب”.

وفي الاردن

وفي صورة لافتة شهد الأردن هبة جماهيرية بعشرات الآلاف في الشوارع بمظاهرات ومسيرات تلقائية، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب نقل سفارة بلاده إلى القدس، ولكنها استهدفت مع ترامب الأمير محمد بن سلمان الذي وُصِفَ وشُتِم عبر مكبرات الصوت بصورة غير مسبوقة.

وفي ضاحية عبدون الرّاقية، بالقرب من مجمع السفارة الأمريكية في عمّان، هتفت الحناجر بكل قوة للمرة الأولى :” علّي صوتك من عمّان … يا محمد بن سلمان… يا عميل الأمريكان”،و” علّي صوتك من عمّان… ضدَّك يا بن سلمان”، ولازال الغضب مستمرا ضد الاميرين.