العدسة – ياسين وجدي:

تحذيرات متتالية تطول الولايات المتحدة الأمريكية بين يوم وآخر ضد تسليحها الارهابيين ، ولكن يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر على دعم قائمة بعينها من المنظمات الارهابية التي تضر بخصومه في ذات الوقت الذي يندد بأي تنال من حلفاءه.

“العدسة” يرصد بعضا من التنظيمات الارهابية التي تحتل الاولولية في قائمة دعم الارهاب التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد ترامب.

تنظيم “بي كا كا”

تنظيم “بي كا كا” مصنف منظمة إرهابية من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي، اثار دعمه امريكيا  بالسلاح تعنيف من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ضد الولايات المتحدة الأمريكية طالبها بوضوح بالتوقف عن تسليح تنظيم “ي ب ج” الجناح السوري المسلح لتنظيم “بي كا كا” .

 

أوغلو أشار إلى أن الولايات المتحدة كانت تشحن الأسلحة إلى تنظيم “ي ب ج” باستخدام 5 آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن فضلا عن تكوينه جماعة ضغط لاستغلال النفوذ في واشنطن موضحا أن في حملة الإرهاب التي استمرت لأكثر من 30 عاما ضد تركيا، كان تنظيم “بي كا كا” مسؤولا عن مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال.

الرعاية الأمريكية لذلك التنظيم الارهابي ليست محض اتهام، بل هي موثقة ومحل بحث ودراسة للعديد من المراكز البحثية ، ومنها ما اعلنه “لوك كوفى” الخبير لدى مؤسسة التراث الأمريكية، حول تسليح الولايات المتحدة لتنظيم “بي كا كا/ب ي د” الإرهابي، بأنه “لعبة خطيرة”، معتبرًا الموقف الأمريكي في هذا الشأن “ضيق أفق”، مؤكدا أنها هناك اتفاقات بين تنظيمي “بي كا كا/ب ي د”، وتنظيم الدولة يزيد الخطر من الدعم الامريكي.

منظمة “غولن” الإرهابية

وصنفت الحركة الدينية التي أسسها فتح الله كولن رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة كمنظمة إرهابية في  31 مايو 2016  ، ومتهمة بحسب النيابة التركية بتدابير انقلاب عسكري والتورط في اراقة دماء المئات في تركيا.

 

وبحسب لائحة الاتهام الموجهة ضد “منظمة الكيان الموازي الإرهابية” بزعامة فتح الله غولن، فإن الأخير يعمل تحت إمرة الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية حيث يعمل “عملاء من CIA على التغلغل في دول مختلفة وجمع معلومات استخباراتية تحت ستار مدارس تابعة للمنظمة الإرهابية في تلك الدول”.

وكشف  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بدفع مبلغ يتراوح بين 800 و850 مليون لتنظيم “فتح الله غولن” الارهابي ، وأن “الولايات المتحدة خصصت أرضا بمساحة 400 فدان لفتح الله غولن ليدير تنظيمه من هناك”.

تنظيما القاعدة وداعش

وبحسب دراسة بعنوان ” دور أمريكا ودول إقليمية في رعاية التنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش”، فإن للولايات المتحدة والدول الغربية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان ، والتي أسفرت عن خروج الجيش السوفيتي مهزوما من أفغانستان وتصاعد نشاط وقوة تنظيم القاعدة، والمرحلة الثانية، بعد نجاح أبو مصعب الزرقاوي في بناء تنظيم التوحيد والجهاد والذي انصهر بعد ذلك مع بعض فصائل المقاومة العراقية في مواجهة الاحتلال الأمريكي، ثم النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة التي نجح فيها تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في التمدد في سوريا وإعلان الخلافة الإسلامية في سوريا والعراق وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن.

 

الدراسة استندت الي  تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات هيلاري كلينتون بالدعم الأمريكي لإنشاء القاعدة  التي أكدت على أن المخابرات الباكستانية لعبت دورا كبيرا في دعم التصور الأمريكي لوقف محاولة التمدد الروسي في أفغانستان، واستخدام المجاهدين العرب كأداة من أدوات الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الاتحاد السوفيتي السابق ، مشيرة إلى أن القاعدة على الأقل في مرحلة التأسيس كانت جزءاً من تصور أمريكي هدفه الانفراد بقيادة العالم وتأكيد نهاية التاريخ كما أشار ” فوكوياما”.

وأوضحت الدراسة أن تنظيم داعش في تقدمه في الموصل في يونيو 2014 م، بالأساس على كميات الأسلحة الضخمة من المعدات أميركية الصنع، خصوصا تلك التي تركها الجيش العراقي منذ بداية المواجهات وتحولت إلى قدرات عسكرية بيد داعش، بجانب تنفيذ استراتيجية التراخي في التصدي لتنظيم داعش لمنحة بطريقة غير مباشرة فرص للتقدم .

وبحسب تقرير لموقعروسيا اليوم فإن الولايات المتحدة بسياساتها النفعية الخطرة، عبر استغلاها للنزعات الدينية، رعت تنظيم القاعدة ، وحين نهشها صبت جام غضبها على أفغانستان ثم العراق، وعلى ليبيا في وقت لاحق، فتوسعت البيئة الحاضنة للإرهاب، وصار خطر هذه الظاهرة يهدد أمن العالم برمته.

الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، فيليب جيرالدي، أكد في هذا الاطار أن امريكا ساهمت في ظهور تنظيم القاعدة كما تساهم الان في دعم الأكراد في سوريا في اشارة الى التنظيمات الارهابية التي تدعمها الولايات المتحدة هناك ومنها  تنظيم “بي كا كا”.

اليمن شاهدة على الرعاية الامريكية لتنظيم القاعدة كذلك ، ووفق التحقيق الاستقصائي لوكالة أسوشيتد برس الأميركية فإن التحالف السعودي الاماراتي في اليمن عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة الارهابي وقام بتمويله ، بناء على دعم ورعاية أمريكية .

هيئة تحرير الشام أكدت كذلك العلاقة بين امريكا وتنظيم داعش الارهابي ، وأوضحت في بيان لها في وقت سابق  أن تصنيفها كجماعة إرهابية يأتي في إطار استهداف الكيانات السنية، في مقابل دعم الميليشيات الإيرانية والشيعية، في ظل سياسية امريكية تعمل في إطار خدمة مصالح تنظيم “داعش”، والتنظيمات المتطرفة الأخرى مثل حزب العمال الكردستاني بي بي كا  الارهابي الذي مكنت له بعد تهجير الأهالي من مناطق سيطرته.

 الكيان الصهيوني

يأتي الكيان الصهيوني على رأس الكيانات الارهابية التي تحتل الاراضي العربية وتلقى اهتماما ودعما امريكيا غير مسبوق ، رغم ارتكابها جرائم ارهابية منظمة ضد الشعب الفلسطيني تصنف دوليا على أنها ارهاب دولة.

 

ورصدت العديد من الوثائق والكتب ومنها كتاب “من هم الإرهابيون؟ حقائق عن الإرهاب الصهيوني والإسرائيلي”، وكتاب “دولة الإرهاب” للكاتب الأميركي توماس سواريز، العديد من الحوادث والوقائع الإرهابية التي قامت بها المنظمات اليهودية الصهيونية في فلسطين، لإجبار بريطانيا والمجتمع الدولي على الاعتراف بتأسيس دولة الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة، وما تبع ذلك من مذابح وجرائم.

وتعتبر دولة الاحتلال الصهيوني أكبر متلقٍّ لمساعدات واشنطن الاقتصادية والعسكرية، ويقترب الدعم الأمريكي الذي تلقه الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين عام 1948 وحتى 2017، من الـ 130 مليار دولار، بحسب التقديرات الرسمية، إلا أن تقديرات أخرى تقول إنه وصل إلى نحو 270 مليار دولار.

الازدواجية الأمريكية

وطبقا للعديد من الدراسات والباحثين فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من الازدواجية في مواجهة الإرهاب، حيث تعتمد السياسة الأمريكية على الإعلان عن مكافحة الإرهاب من ناحية وتمويل ودعم الجماعات الإرهابية من ناحية أخرى، فتمد يدها للدول العربية لتكافح الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتمد يدها الأخرى للجماعات المسلحة والمتطرفين من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والتوسعية، لا سيما تجارة السلاح.

 

مركز دراسات الاسلام السياسي أكد في تحليل موقف حديث أن مصالح الكيان الصهيوني في القلب من مصالح الولايات المتحدة، وإدارة ترامب، ولذلك لا يتحدث الرئيس الأمريكي في خطاباته عن الإرهاب الصهيوني في إسرائيل، على الرغم من إدانته لما أسماه “الإرهاب الإسلامي” وهو وصف خاطئ لأن الإرهاب لا دين له، ويقتصر حديثه على الإرهاب الداعشي الذي هو بالاساس أمريكي الصنع.