إبراهيم سمعان

أكدت صحيفة “ها آرتس” الإسرائيلية أن الرئيس السوري بشار الأسد تمكن من الفوز بالحرب الأهلية في بلاده، والتي دامت 7 سنوات، بالمساهمة في صنع تنظيم “داعش”.

أوضحت الصحيفة في تحليل لـ “ألكسندر جريفنج” أن الخبراء يرون أن الأسد كي يضمن الفوز ساعد في احتضان التطرف الذي أدى إلى صعود تنظيم “داعش” ونشر المزيد من الجهاديين في سوريا ، وهي العناصر التي يتعهد الآن بتدميرها في إدلب.

ونقل عن روبرت فورد ، سفير سوريا في عهد الرئيس باراك أوباما وسفير الولايات المتحدة السابق في البلاد وهو الآن زميل في معهد الشرق الأوسط في واشنطن وأستاذ في جامعة ييل، قوله في صحيفة نيويورك تايمز في يونيو 2014 “أقنع الأسد الكثير من الغرب بأنه خيار أفضل من المتمردين للمساعدة في محاربة داعش”.

ومضى “جريفنج” يقول “في عام 2011 ، بعد أشهر من بدء الانتفاضة ضد الأسد في درعا، أطلق نظامه آلاف المتطرفين من السجون السورية الشهيرة الآن”.

ولفت الكاتب إلى أن الأسد قام بإشاعة الفوضى والإرهاب للتشكيك في المعارضة وضمان عدم تدخل الغرب ضده.

وأضاف “يوضح خبير الحرب السورية كريستوفر فيليبس كيف ربط الأسد المعارضة بالجهاديين في كتابه الشامل “معركة سوريا: التنافس الدولي في الشرق الأوسط الجديد”.

ونقل عن “فيليبس”، قوله لصحيفة “هآرتس”: “من الصعب معرفة مدى نجاح إستراتيجية التشكيك”.

كما نقل عن محمد آل سعود، المنشق السوري والذي يعمل مع الائتلاف الوطني للقوى الثورية والمعارضة السورية، قوله لمجلة “نيوزويك” في عام 2014 “في عام 2011 ، تم الإفراج عن غالبية قيادة داعش الحالية من السجن من قبل الأسد. لا أحد في النظام اعترف بهذا ، أو شرح السبب “.

 

ومضى الكاتب يقول “كان قائدا جماعتين إسلاميتين كبريين، وهما حسن عبود من أحرار الشام وزهران علوش من جيش الإسلام، في سجون الأسد في أوائل عام 2011. وبالإضافة إلى ذلك، بينما بدأ تنظيم داعش يتجذر في سوريا وينتشر في العراق، فإن الأسد سمح للتنظيم بالنمو”.

ونقل عن “فيليبس” قوله في صحيفة “ذي أتلانتك” في أغسطس إن هذا كان براجماتيا بشكل جزئي، حيث كان تنظيم “داعش” في الشرق المحيط، بينما هدد متمردون آخرون المناطق الغربية ، لكنه كان أيضا استراتيجيا.

ونقل عن عضو سابق في مديرية المخابرات العسكرية السورية ، واحدة من أكثر من 12 وكالة مخابرات سرية سورية، قوله لصحيفة “ذي ناشونال” الإماراتية في عام 2014 “لم يقم النظام فقط بفتح باب السجون وإخراج هؤلاء المتطرفين ، بل سهل عملهم ، في إنشاء ألوية مسلحة”.

ونقل عن فيليبس، قوله إن الأسد اختلق رواية لإضافاء الشرعية، حيث صور المعارضين بأنهم عنيفين وأجانب وإسلاميين طائفيين على أمل أن نظامه والجهاديين هما الخيار فقط أمام السوريين والعالم.

وبحسب “فيليبس”، فقد كان حزب الله مفتاحا أساسيًا لبقاء الأسد، مشيرا إلى أن  أعضاء حزب الله هم أول المقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى جانب الأسد وقادوا الطريق في معارك رئيسية ، موضحا أن قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني كان العقل ، ولكن قوات حزب الله كانت المنفذ الموثوق.

وتابع الكاتب “كان العامل الرئيسي الآخر الذي سمح ببقاء الأسد هو قوة الحكومة السورية قبل الحرب”.

ونقل عن ” فيليبس” قوله إنه في عام 2000 ، عندما وصل الأسد إلى السلطة ، كان قد ورث نظاماً انقلابياً من والده حافظ الأسد.

ومضى الكاتب يقول “البنية التي بناها حافظ مستمرة حتى يومنا هذا . لا روسيا ولا إيران تسيطران على الدائرة الداخلية للسلطة السورية “النخبة”، وبقيت تلك الدائرة موالية للأسد باستمرار خلال الحرب الأهلية. وهي مكتظة بالعلويين ، الطائفة التي تنتمي إليها عائلة الأسد ، والتي لا تمثل سوى 10 بالمئة من السكان السنيين. وبينما عانى جيش الأسد من هجرات جماعية وخسر أكثر من نصف جنوده في السنوات الأربع الأولى من الحرب ، بقي هيكل السلطة حول الأسد مواليا له”.