كتب- باسم الشجاعي:
على ما يبدو أن جعبة السلطات التركية لم تخلوا بعد، وأنها تمتلك العديد من الأدلة التي تؤكد تورط المسؤولين السعوديين في عملية اختفاء الصحفي “جمال خاشقجي” الذي فقد آثره منذ 9 أيام.
ويظهر ذلك من خلال التسريبات التي حصلت صحيفة “ديلي صباح” المقربة من الحكومة التركية؛ حيث نشرت، “الأربعاء” 10 أكتوبر، أسماء 15 مسؤولا سعوديًا يشتبه بأنهم نفذوا عملية اغتيال “خاشقجي”.
وبينت السلطات التركية وصول الـ 15 مسؤولا سعوديا إلى تركيا وزيارتهم القنصلية السعودية في اسطنبول في نفس اليوم الذي اختفى فيه “خاشقجي”، 2 أكتوبر 2018، وغادروا عن طريق مطار أتاتورك في نفس اليوم مساءً.
المسؤولين السعوديين، وصلوا من الرياض إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين، الأولى التي تحمل رمز (HZ-SK 2)، وصل على متنها 9 ركاب، وذهبوا إلى فندق قريب من القنصلية وحجزوا حتى 5 أكتوبر، ثم توجهوا على الفور إلى مقر القنصلية بالتزامن مع وجود “خاشقجي” داخلها قبل أن تٌغادر إلى دبي ومنها إلى الرياض.
أما الطائرة الثانية التي تحمل رمز (HZ-SK 1) فقد هبطت في إسطنبول في الساعة الخامسة مساءً وعلى متنها 6 ركاب، قبل أن تقلع بعد ساعة تقريبًا إلى مصر.
وبثت قناة “24” التركية الفيديوهات، التي تظهر تحرك الوفد السعودي من المطار إلى الفندق إلى القنصلية وبيت القنصل، ومغادرتهم للفندق، بالوقت والتسلسل الزمني.
مسار فرقة اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي"
وفقًا لوسائل إعلام تركية.. هذا هو مسار فرقة اغتيال الصحفي #جمال_خاشقجي
Opublikowany przez العدسة – The Lens Środa, 10 października 2018
فريق الاغتيال
ونشرت صحيفة “ديلي صباح” التركية، أسماء المسؤولين السعوديين، الذين وصلوا بالتزامن مع اختفاء “خاشقجي”، وهم:
- “مشعل سعد البستاني” (1987 مواليد)، ملازم في سلاح الجو السعودي، وصل نقطة الجوازات الساعة 01:45، وأقام في فندق ويندهام جراند، وغادر الساعة 21:54 بطائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران.
- “صلاح محمد علي الطبيقي” (مواليد 1971)، طبيب تشريح يترأس قسم الأدلة الجنائية في إدارة الأمن العام السعودي، ورئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وصل إلى مطار أتاتورك في الساعة 3:38 على متن طائرة خاصة يملكها سكاي برايم للطيران، وأقام في فندق موفنبيك، وغادر الساعة 20:29، مع طائرة خاصة.
- “نايف حسن سعيد العريفي” (من مواليد 1986)، وصل الساعة 16:12 وعبر نقطة الجوازات في المطار، وأقام في فندق ويندهام غراند، وغادر الساعة 21:45، بطائرة سكاي برايم.
- “محمد سعد حسين الزهراني” (من مواليد 1988)، عضو من الحرس الملكي، وصل على متن رحلة جوية إلى مطار أتاتورك في الساعة 16:53، و نزل في فندق ويندهام غراند، وغادر اسطنبول في الساعة 21:48 ، على متن طائرة خاصة بسكاي برايم للطيران.
- “منصور عثمان محمد أباحسين” (مواليد 1972)، مساعد شؤون العمليات بالدفاع المدني السعودي، وصل إلى مطار أتاتورك، ودخل نقطة الجوازات في الساعة 16:13، ونزل في فندق ويندهام غراند، غادر في الساعة 21:45، من مطار أتاتورك
- “خالد عايض الطيبي” (من مواليد 1988)، وصل بالطائرة إلى مطار أتاتورك، ودخل نقطة الجوازات الساعة 01:44، ونزل في فندق ويندهام غراند، وغادر الساعة 20:28.
- “عبد العزيز محمد الهوساوي” (مواليد 1987)، وصل إلى مطار أتاتورك ودخل نقطة الجوازات الساعة 01:43، ونزل في فندق ويندهام غراند، وغادر في الساعة 20:28.
- “وليد عبدالله محمد الشهري” (مواليد 1980)، رائد بالقوات الجوية السعودية، وصل إلى مطار أتاتورك بواسطة طائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران، ونزل في فندق موفنبيك، وخرج في الساعة 17.45 مساء للعودة بطائرة الخاصة.
- “ذعار غالب الحربي” (مواليد 1979)، ملازم في القوات المسلحة السعودية، وصل إلى مطار أتاتورك بواسطة طائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران، ودخل الساعة 3:41، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر على متن طائرة خاصة في الساعة 17.40.
- “ماهر عبد العزيز مطرب” (مواليد 1971)، عقيد في المخابرات السعودية، وصل إلى مطار أتاتورك بطائرة خاصة، ودخل نقطة الجوازات الساعة 3:38، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر في 17:57.
- “فهد شبيب البلوي” (مواليد 1985): وصل بطائرة خاصة، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر مرة الساعة 17.45
- “بدر لافي محمد العتيبي” (مواليد 1973)، وصل إلى مطار أتاتورك بطائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران، دخل نقطة الجوازات الساعة 3:41، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر الساعة 17.45 على متن طائرة خاصة.
- “مصطفى محمد محمد المدني” (مواليد 1961)، وصل إلى مطار أتاتورك بطائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر في 00:18 ، على متن رحلة جوية مجدولة.
- “سيف سعد القحطاني” (مواليد 1973)، ضابط في القوات الجوية السعودية، وصل إلى مطار أتاتورك على متن طائرة خاصة تابعة لشركة سكاي برايم للطيران ظهر الساعة 3:41، دخل جواز السفر، ونزل في فندق موفنبيك، وغادر في الساعة 00:20.
الدقائق الأخيرة
منذ اللحظات الأولى للعملية، يصر المسؤولون السعوديون على أن “خاشقجي”، غادر القنصلية بعد فترة وجيزة، الأمر الذي نفته خطيبته التي كانت تنتظره في الخارج.
وعن تفاصيل الدقائق الأخيرة، قالت “خديجة جنكيز”، خطيبة “خاشقجي”، إن “هناك حقيقة، وهي أن جمال دخل ذلك المبنى، ولا يوجد أي دليل على خروجه منه”.
“جنكير”، أوضحت، في مقال لها نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أنها توجهت مع “خاشقجي” إلى القنصلية في إسطنبول من أجل إتمام آخر أوراق معاملة الزواج، وأنه قبل دخوله المبنى، قال لها إن إيذاء الناس واحتجازهم وتوقيفهم في البعثات الدبلوماسية أمر مخالف للقوانين الدولية، وإن تركيا لم تشهد في تاريخها حادثة من هذا القبيل”.
خيوط متشابكة
وفي إطار التحقيقات، التي يجريها فريق التحقيق المكلف بقضية اختفاء “خاشقجي”، تم تحديد ثلاث سيارات تابعة للقنصلية السعودية يعتقد أنها استخدمت في عملية إخفائه.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في فريق التحقيق (لم تسمها) قولها إنه “قد يتم اللجوء إلى عمليات حفر في الأماكن التي تواجدت فيها هذه العربات إن لزم الأمر”.
ويعتقد فريق التحقيق التركي بعد فحص تسجيلات 150 كاميرا مراقبة بالشوارع، أن هناك شاحنة سوداء خرجت من القنصلية السعودية الأسبوع الماضي، لها علاقة بواقعة اختفاء “جمال خاشقجي”.
وتلك الشاحنة واحدة من 6 سيارات كانت تقل الفريق السعودي الذي يعتقد أنه وراء اختفاء “خاشقجي”؛ حيث أظهرت تحليل لقطات، تسلسل زمني للأحداث، والذي جاء كالتالي:
– الساعة (12:14): توقفت السيارة الأولى أمام القنصلية وتبعتها سيارات أخرى ودخل المشتبه بهم إليها.
– الساعة (15:08): سيارتان خرجتا مسرعتين من موقف القنصلية واحدة منها ذهبت إلى بيت القنصل.
– الساعة (15:11): اقتربت سيارة من نوع مرسيدس سوداء “فيتو” إلى القنصلية، وبعد فترة قصيرة جدا دخلت إلى الموقف المغلق لمقر إقامة القنصل.
– الساعة (17:33) خطيبة خاشقجي تقف على الباب وبدأت بتبليغ الصحافة بأنه لم يخرج.
– بين الساعة 19:87 و 20:11 تجمعت المجموعات الثلاث التي سبق أن وصلت لإسطنبول صباح ذلك اليوم إلى الفندق، بسيارات القنصلية.
ستة أشخاص دخلوا إلى مطار أتاتورك وركبوا طائرة خاصة بهم في الساعه (17:40)، والمجموعة الأخرى الساعة (21:00) بطائرة خاصة أخرى.
إجازة للموظفين
ومن الأمور التي زادت الشكوك حول تورط القنصيلية السعودية في أزمة اختفاء “خاشقجي”، أنها قررت في اليوم الذي اختفى فيه أثره، وقبل ساعات من وصوله، منح الموظفون الأتراك الذين يعملون في القنصلية ومنزل القنصل السعودي إجازة ليعودوا إلى منازلهم، وهو ما يعد محاولة لإبعاد أي شهود على الحادثة التي كان يجهز لها.
واختفى “خاشقجي” منذ دخوله قنصلية بلاده الأسبوع الماضي، فيما قالت وسائل إعلام عالمية إنه قتل في مقر القنصلية تحت التعذيب وقطع جسده، لكن حتى الآن لم يصدر تصريح رسمي من الحكومة التركية.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست التي كان يعمل بها “خاشقجي”، “الثلاثاء” 8 أكتوبر، صورة له أثناء دخوله مقر القنصلية السعودية في منطقة بشكتاش بمدينة إسطنبول.
اضف تعليقا