ربما تعتقل الأنظمة المستبدة بعض الدعاة  المقاومين لهم والرافضين لحكمهم والذين يدعون عليهم ليل نهار، على المنابر وفي الدروس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لكن من غير المعقول  أن يتم اعتقال أحد العلماء  فقط لأنه دعا للحكام بتأليف القلوب”.

هذا ما حدث بالضبط مع الشيخ الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، حيث قام نظام آل سعود باعتقاله مساء اليوم، على خلفية تغريدة كتبها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” دعا فيها لحكام قطر والسعودية بتأليف القلوب وجمع الشمل بما فيه مصلحة الشعوب.

وكانت العودة قد كتب على حسابه الشخصي بتويتر أول أمس “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءا عليك أنت كما أثيت على نفسك … اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم” في تعبير منه عن فرحه بالاتصال الذي جرى بين تميم بن حمد أمير قطر، ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الأمر الذي أوحي بفك الحصار المفروض على قطر وإنهاء الأزمة الخليجية.

لكن سرعان ماسحبت السعودية نفسها مجددا من عمليات التصالح، وأعلنت استمرار الحصار، وهاجمت قطر، وأدعت أنها حرفت فحوى وحقيقة الاتصال بين “تميم وبن سلمان”.

وعلى الفور يبدو أن صانع القرار في السعودية، قرر اعتقال كل من أبدى فرحة بالتصالح مع قطر، والذين كان في مقدمتهم الشيخ سلمان العودة.

وقد أثار اعتقال العودة، موجة كبيرة من السخرية والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر مغردون ونشطاء أن مافعله النظام السعودي، دليل واضح على أن “بن سلمان” لايسعى ولا يرغب في أن تحل الأزمة الخليجية، وأنه ومن يحركه يرغبون في إشعال نار الفتنة بين البلدين.