إبراهيم سمعان
منذ ازدياد الضغط على المملكة العربية السعودية بشأن الصحفي السعودي جمال خاشجقي الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول، خاصة بعد روايتها حول مقتله التي شكك فيها كثيرون، لوحت الرياض بسلاح النفط للنجاة من العقاب.
وتقول صحيفة “لو فيف” البلجيكية الناطقة بالفرنسية: في محاولة لإنهاء أي محاولة من الغرب بفرض حصار عليها بعد مأساة الصحفي خاشقجي، تمرر السلطات السعودية عدة رسائل من خلال وسائل الإعلام الرسمية.
وأضافت ” لقد ألمحت إحدى هذه الرسائل أن زعزعة استقرار أو مقاطعة المملكة السعودية ستؤدي إلى زعزعة استقرار رأس المال النفطي، من الواضح أنه إذا كانت الدول المستوردة للنفط غير راضية بالفعل عن سعر برميل عند 80 دولار، فما الذي سيحدث غداً إذا بلغ سعر النفط 200 دولار أو أكثر؟”.
ونوهت بأن الحكومة السعودية لم تصرح بتهديدها مباشرة، على وسائل الإعلام، لكن الجميع فهم جيدا ماذا تعني وأن هذا تهديد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للسعوديين استخدام سلاح النفط للوصول إلى غايتها، أي طي صفحة اغتيال هذا الصحفي المعارض، وباختصار يعود الوضع إلى مكان عليه قبل هذه الدراما؟
وبحسب الصحيفة يظهر التاريخ أن السعوديين استخدموا سلاح النفط بالفعل، في 1973-1974، خفض الإنتاج بنسبة 5 ٪ شهريا حتى انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، علاوة على ذلك، فرضت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في ذلك الوقت حظرا على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
والنتيجة بسيطة: بينما عادت الأموال على المدى القصير إلى خزائن المملكة، خفضت الدول الغربية على المدى الطويل ، اعتمادها على النفط بقوة من خلال الاعتماد على مصادر أخرى للطاقة، الفحم والغاز والنووي.
وأكدت أنه ومنذ ذلك الوقت، خسرت السعودية الكثير من أسهم السوق التي لم تستردها منذ ذلك الحين، لكن هذا ليس كل شيء، فاستخدام السلاح النفطي لإسكات المنتقدين أمر غير مجد اليوم، لماذا؟ لأن سوق النفط أكثر تنوعا وأصبحت عالمية.
وتبين الصحيفة أنه من خلال رفع الأسعار لإسكات الولايات المتحدة، على سبيل المثال، فإن السعوديين سيؤثرون أيضاً على الصين والهند، وهما أكبر سوقين بالنسبة لها مستقبلا.
فهذين البلدين، والدول الآسيوية بشكل عام سوف تفقد ثقتها وتتحول إلى روسيا ومصادر أخرى لتعويض حاجتها من النفط، ناهيك عن أن الولايات المتحدة تنتج اليوم نفطا أكثر من السعودية وتستورد جزءا صغيرا فقط من الذهب الأسود من هذه المنطقة.
وبين “لو فيف” أن الأسوأ من ذلك، إذا كان السعوديون سيرفعون أسعار النفط بشكل مصطنع، فإن ذلك سيعجل من نمو السيارات الكهربائية، علاوة على ذلك، ناهيك عن الجانب الاقتصادي، تعتمد المملكة العربية على الولايات المتحدة على أسلحتها، وعلى صيانتها ولتدريب جنودها.
وباختصار، من دون الولايات المتحدة، ستكون السعودية هدفا سهلا لجارتها إيران، ولهذا السبب، وبغض النظر عن الرسائل الإعلامية، السعودية لن تكون قادرة على استخدام سلاح النفط إلا إذا أرادت الانتحار.
اضف تعليقا