حالة من الذعر والقلق انتابت الأسرة الحاكمة في السعودية، مع قرب موعد الحراك السلمي في السعودية الذي دعت له أطراف مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في 15 سبتمبر الجاري.

وكانت الدعوات لحراك سلمي في السعودية قد بدأت في 21 أغسطس الماضي، عقب تغريدة تغريدة للمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني طالب فيها الدوحة بعدم “قمع” ما زعم أنه “حراك” سلمي معارض، فما كان من معارضين سعوديين إلا أن تلقفوا دعوته، واعتبروها حجة ضد السياسة السعودية الرسمية الرافضة للمظاهرات الشعبية السلمية.

وعلى موقع تويتر، غرد حساب يحمل اسم #حراك_15_سبتمبر بياناً يدعو المواطنين السعوديين للاستعداد لهذا الحراك، قائلاً: “بناءً على هذا التغيير في سياسة الحكومة السعودية، وبناءً على أن الوضع أسوأ من قطر بكثير، فإننا ندعو إلى حراك سلمي بعد صلاة الجمعة يوم 24 ذي الحجة 1438 الموافق 15 سبتمبر، وذلك في كل المدن الكبرى، على أن تحدد الأماكن والمساجد لاحقاً”.

ورغم أن الدعوة نُشرت في الثاني والعشرين من أغسطس، فإن التفاعل معها ازداد زخمه بعد انتهاء موسم الحج، حيث توالت التغريدات تحت وسم (هاشتاغ) #حراك_15_سبتمبر، والتي كان أبرزها فيديو لسيدة تقول إنها سعودية ويحمل حسابها اسم “نحو الحرية”، أيدت فيه الحراك السلمي، مستعرضة انتقاداتها لسلطات المملكة، ومشجعة الناس على الانضمام بقولها: “الظالم لن يعطيكم حقكم، عليكم أن تتحركوا لتأخذوه”.

واختتمته بقولها: “صارِحوه.. انصحوه.. ولا تنافقوه”، في إشارة إلى العاهل السعودي.

وفور انتهاء موسم الحج يبدو أن “ابن سلمان” ولي العهد السعودي قرر التفرغ لقمع هذا الحراك، فوسع من دوائر الاعتقال حتى لمن يلتزمون الصمت ولم يشاركوا بالتحريض أو الدعوة لهذا الحراك.

ووفقا لموقع “الخليج الجديد” فأن السلطات السعودية شنت حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 20 داعية وشخصية بارزة تأكد منهم الداعية «سلمان العودة» والشيخ «عوض القرني» ومدير قناة فور شباب «علي العمري».

وتباينت الأراء والأسباب حول اعتقال كل تلك الشخصيات، بين من يقول أن السبب هو خوف “بن سلمان” من مشاركة هؤلاء الدعاة في الحراك المرتقب، وبين من يقول أن السبب الرئيسي لاعتقالهم هو رفض هؤلاء الدعاة توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر.

وأكدت مصادر خليجية أن هؤلاء الدعاة تلقوا اتصالات من المستشار في الديوان الملكي «سعود القحطاني» المقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان» ، بالإضافة لمدير عام قناة العربية الإعلامي السعودي «تركي الدخيل» يطلبان منهم مهاجمة قطر فورا، فكان ردهم الرفض وقال أحدهم نصا: بكرة تتصالحوا ويسود وجهنا نحن.

فكان رد الفعل الفوري هو اعتقالهم وقد يتم توجيه إليهم اتهامات تتعلق بدعم الإرهاب مستندين لتغريدات قديمة تعود لـ2011 عن الثورات والثورة السورية.

وعن اعتقال «العودة»، قالت المصادر إنه «قبل المغرب جاء ثلاثة من أمن الدولة وأخذوا الداعية السعودي (سلمان العودة) للتحقيق بسبب تغريدته التي قال فيها (‏ربنا لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم)».

وفي السياق ذاته قال المغرد الشهير «مجتهد» في تغريدة على «تويتر» «واعتقال عوض القرني أيضا».

وأعاد «مجتهد» نشر تغريدة لحساب «العهد الجديد» قال فيها: «اقتحمت مساء أمس قوة من الديوان منزل الشيخ عوض القرني، واقتادته إلى مكان مجهول، ولم يتم إخبار أي أحد عن أسباب أو مكان الاعتقال».

وكان «القرني»» قد غرد في وقت سابق تعليقا على الأمر ذاته بالقول «أنباء متواترة عن بدء اتصالات وسيتلوها حوار بين المملكة وقطر لحل المخالفات بما يحفظ مصالح الجميع (اللهم ألف بين القلوب)» كما أرفق مع الخبر بياني وكالتي الأنباء السعودية والقطرية الخاص باتصال أمير قطر مع بن سلمان».

من جانبه قال الإعلامي السعودي «تركي الشلهوب» على حسابه بتويتر» إن السلطات أقدمت على اعتقال الدكتور علي العمري».

ولفت في تغريدته إلى أن عدد المعتقلين أمس واليوم تجاوز 20 شخصا، فيما لم يصدر أي تصريح رسمي بخصوص حملة الاعتقالات.