إبراهيم سمعان
قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بالعاصمة التركية إسطنبول، يقوض الاستراتيجية الإسرائيلية لإنشاء محور الرياض – تل أبيب – واشنطن لمواجهة إيران.
وتحت عبارتي “صمت مطبق!”، “راديو الصمت!” سلط مراسل المجلة في القدس المحتلة، دانييل كريجل عن عدم رد فعل المسؤولين الإسرائيليين على مقتل خاشقجي في 2 أكتوبر وآثاره الإقليمية المحتملة على الوضع في الشرق الأوسط.
وأوضح أنه يجب القول: بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، ابتداء من رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، هذه القضية يمكن أن تكون بداية انهيار استراتيجية إقليمية وضعت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهدف إلى إنشاء محور بين الرياض وتل أبيب وواشنطن ضد العدو رقم 1: إيران.
وأشار إلى أنه وفقا لدانيال بي شابيرو، السفير الأمريكي السابق في تل أبيب، والعضو الحالي في المعهد الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية، مقتل خاشقجي سيكون “كارثة لإسرائيل”.
وفي مقال افتتاحي نشرته صحيفة “هاآرتس” اليومية، بين السفير السابق أن: عملية القتل هذه، يظهر عدم الوثوق في المملكة العربية السعودية بقيادة محمد بن سلمان كشريك استراتيجي، إنها جريمة مروعة، وبالنسبة للمملكة خطأ استراتيجي.
ومن وجهة نظر دانييل بي شابيرو، تواجه إسرائيل اليوم واقعاً جديداً مفاده: محمد بن سلمان متهور، ولا يمكن الاعتماد عليه ، فهو اليوم الحلقة الأضعف في تحالف إقليمي مناهض لإيران.
وأكد المراسل أن الوضع أصبح صعب للغاية، فمن جهة، لا تستطيع إسرائيل استيعاب موقف الرياض الضعيف ضد طهران أو أنقرة، ومن الناحية الأخرى، من المستحيل أن تظهر كمتحدث باسم السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا.
“النظر إلى إسرائيل، في الولايات المتحدة وأوروبا، على أنها المدافع ومحامي ولي العهد سيكون له تأثير سلبي للغاية على سمعتها”، وبحسب عدد من المحللين، الشيء الوحيد الذي يمكن للسلطات الإسرائيلية فعله الحفاظ على ما يتعلق بالتعاون الأمني مع الرياض.
ويقول الخبراء هناك شيء واحد مؤكد: قضية خاشقجي أضعفت الركيزة الأساسية للإستراتيجية الإسرائيلية في الشرق الأوسط ، وعلاج هذا الأمر من جانب حكومة نتنياهو ضئيل للغاية.
ومع ذلك، بالنسبة للمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية دور جولد، يبقى التهديد الإيراني الأهم، “فبينما إسرائيل تنتظر لمعرفة ما إذا كان أو كيف سيعاقب المجتمع الدولي الرياض على مقتل خاشقجي، ينبغي ألا ننسى أن عدوان إيران الإقليمي لا يزال قائما”.
وبرأي دور جولد إسرائيل بحاجة إلى الاستمرار في مراقبة التهديد الإيراني مع تذكير شركائها الدوليين بأن هذا لم ينخفض، كما أن إسرائيل عليها التحذير في نفس الوقت من فرض عقوبات على السعودية أو تأثرها بهذه القضية، لكن الدبلوماسي السابق يشير إلى أن إطلاق هذه التحذيرات يجب أن يكون خلف الكواليس وليس علانية.
أما بالنسبة لأجهزة المخابرات، فيقول جاد شمرون، عميل بالموساد، هذه القضية تثير الشكوك، ويسأل السؤال التالي: هل يعلمون في الرياض أننا في القرن الواحد والعشرين؟ هذه العملية في اسطنبول هي أشبه بمغامرة أشبال!.
فيما يضيف جاسوس آخر متقاعد “إذا كان يجب علينا محاربة الاستخبارات الإيرانية مع هؤلاء الناس، فلن نفوز!”.
اضف تعليقا