قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إن فريقا خاصا تابعا لولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” وضع خططا لاغتيال معارضين، وذلك قبل عام من اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين كبارا بالمخابرات السعودية، مقربين من ولي العهد، طلبوا من رجال أعمال أجانب، العام الماضي، الاتفاق مع شركات خاصة لتنفيذ عمليات اغتيال ضد خصوم المملكة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن اجتماعا في مارس 2017 بالعاصمة السعودية، رتبه “جورج نادر”، وهو رجل أعمال أمريكي من أصل لبناني، شارك فيه “جويل زامل”، وهو رجل أعمال إسرائيلي له علاقات بوكالات الاستخبارات والأمن في دولة الاحتلال، ورجال أعمال آخرون، وجرى خلاله مناقشة خطة تمولها السعودية لضرب الاقتصاد الإيراني وإثارة الفوضى هناك.

ووضع منظمو الاجتماع ملياري دولار كتكلفة مبدئية لتنفيذ تلك الخطط، لكنهم فوجئوا بمسؤولين استخباراتيين سعوديين يعرضون عليهم في الاجتماع العمل على تنفيذ اغتيالات لشخصيات إيرانية بارزة، وقال السعوديون إنهم مهتمون بهذا الأمر، لكن رجال الأعمال قالوا لهم إنهم سيراجعون المحامين الخصوصيين لهم ويستشيروهم في الأمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللواء السعودي “أحمد عسيري”، كان من بين المسؤولين السعوديين الاستخباراتيين المتحمسين لفكرة الاغتيالات، وكان حينها لا يزال يتولى منصب نائب مدير جهاز الاستخبارات السعودي، قبل أن تتم إقالته منذ أسابيع قليلة، على خلفية تداعيات اغتيال “خاشقجي” داخل قنصلية السعودية في إسطنبول.

وكشفت الصحيفة أن السعودينن اقترحوا، خلال ذلك الاجتماع، اغتيال “قاسم سليماني”، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ومع رفض رجال الأعمال مسألة التورط في اغتيالات وتصفيات، أخبر “جورج نادر” عن شركة مقرها في لندن قد تقوم بتلك المهام بشكل غير مباشر، وهي شركة تديرها قيادات سابقة بالقوات الخاصة البريطانية.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحد المسؤولين السعوديين الموالين لولي العهد (لم تذكر اسمه) قوله إنهم لم يتفاجئوا بورود اسم “أحمد العسيري” في تحقيقات مقتل “خاشقجي”، نظرا لأنه شخص كان مهتما بسياسة الاغتيالات ومؤمنا بها، وحاول بالفعل إقناع ولي العهد أكثر من مرة بانتهاجها مع خصومه وأعدائه.