إبراهيم سمعان
عُين وزيرا للدفاع ووليا للعهد، لكنه في الواقع هو الحاكم الفعلي للبلاد، فهو محدث بلاده دون ديمقراطية، الذي يشتري الأسلحة ويستخدمها عندما يتعلق الأمر بفرض آرائه في العالم العربي، ليس السعودي محمد بن سلمان، ولكنه محمد بن زايد آل نهيان، الرجل القوي في دولة الإمارات العربية المتحدة .
تحت هذه الكلمات وصفت صحيفة “ويست فرانس” ولي العهد الإماراتي بالمستبد العربي مستقبلا، وذلك بالتزامن مع استقباله في الإليزيه من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون.
وأكدت أن بن زايد هو المعلم والملهم لنظيره ولي العهد السعودي، فإذا كان الأخير الثلاثيني الطموح المتورط في قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي والملقب بـ MBS، هو الأكثر شهرة، فإن MBZ الخمسيني الهادئ، بالتأكيد الأكثر تأثيراً.
وتابعت وفقا للمتخصص في الأنظمة الملكية العربية في معهد ساينس بيو أجنيس ليفالوا “محمد بن زايد هو ملهم محمد بن سلمان” .
وأشارت الصحيفة إلى أن MBZ البالغ من العمر 57 عاما، هو واحد من أبناء زايد بن سلطان آل نهيان، أمير أبو ظبي الذي وحد الإمارات السبع الصغيرة في الخليج عام 1971 وترأس الدولة حتى وفاته عام 2004، ليخلفه الأخ الأكبر خليفة بن زايد آل نهيان لكن دوره تقلص إلى حد كبير بعد السكتة الدماغية التي تعرض لها عام 2008.
وأوضحت أنه منذ ذلك الحين ، ظهر MBZ، الطيار والقائد العام للقوات الجوية، ذلك المستبد المستنير، الذي طور البلاد لما بعد النفط من خلال الاستثمار في التعليم، كما أنه يُعد ويسلح الجيش ليصبح قوة حقيقية، ونرى ذلك من خلال الحرب التي تشنها بلاده مع السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن منذ ثلاث سنوات، أو دعم الجنرال خليفة حفتر في ليبيا.
وأكدت أنه بالنسبة لفرنسا، محمد بن زايد حليف كبير، فأبو ظبي حصلت لنفسها على فرع من متحف اللوفر، كما تقدم للجيش الفرنسي قاعدة دائمة في الظفرة وتشتري آيرباص.
والتقى الرئيس الفرنسي الأربعاء محمد بن زايد آل نهيان، حيث ناقشا الاستثمارات الإماراتية في فرنسا والتي ترغب باريس في زيادتها خلال الفترة القادمة، وأيضا عدد من قضايا الشرق الأوسط، ولا سيما حرب اليمن والوضع في ليبيا.
وانتهزت منظمة حقوقية فرنسية هذه الفرصة وست مواطنين يمنيين وتقدمت بدعوى في باريس ضد ولي عهد أبو ظبي، حيث تتهم هذه الجهات محمد بن زايد بالتواطؤ في عمليات التعذيب وجرائم الحرب على الأراضي اليمنية،
فمنذ نحو أربعة أعوام يقود محمد بن زايد ومحمد بن سلمان تحالفاً ضد الحوثيين في اليمن، من دون تحقيق أي نتائج على أرض الواقع، كما يؤكد المراقبون ، فيما أدت غارات تحالفهما في سقوط آلاف المدنيين بينهم العديد من الأطفال وتسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتستند الدعوى إلى تقرير أعده خبراء من الأمم المتحدة جاء فيه أن هجمات للتحالف السعودي الإماراتي ربما تشكل جرائم حرب، وأن عمليات تعذيب جرت في مركزين تسيطر عليهما القوات الإماراتية.
اضف تعليقا