إبراهيم سمعان

طالت الانتقادات الملك الإسباني السابق مع العائلة السعودية، التي تربطه بها علاقات الوثيقة، ما مكن مدريد من الفوز بعقود مهمة جدا في المملكة الخليجية، ورغم المكانة التي يحظى بها خوان كارلوس في المجتمع إلا أنه لم يسلم من الانتقادات بسبب لقائه بولي العهد السعودي في دبي والمتهم بتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وتحت عنوان “صورة العار”  نشرت صحيفة “الموندو” الاسبانية المحافظة صورة الملك السابق خوان كارلوس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اللقاء الذي جمعهما في أبو ظبي، وهي اللقطة التي نشرتها وزارة الخارجية السعودية على تويتر الاثنين ونقلتها العديد من الصحف الإسبانية.

وقالت  “إلموندو”: إن الملك ملتزم باحترام أشياء معينة، يجب أن تكون له رؤية تجاه الدولة حيال ما هو مناسب، وخلال هذه الفترة كان من الأفضل ألا يتم تصويره مع ولي العهد السعودي.

واستنكر حزبي بودموس وإزكييردا أونيدا اليساريين على الفور، هذا اللقاء غير المتوقع بين الملك السابق الذي حضر سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في أبوظبي والأمير السعودي الذي يقوم بجولة عربية وذلك على خلفية اتهامه في مقتل خاشقجي.

 

وعلى تويتر، كتب بابلو إيتشينيك، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في بوديموس، هي تنسيقية تعمل ببرنامج اليسار الاجتماعي ضد الفساد السياسي والاقتصادي في إسبانيا وأصبحت حزبا سياسيا :: إنه يذل إسبانيا والإسبان”.

 

من جهتها قالت البرتو غارزون،  المسئولة في حزب إزكييردا أونيدا  على نفس المنصة الاجتماعية : “إن صداقات البوربون هي انعكاس لعصر يجب أن ينتهي”.

وفي خضم هذا الجدل، سعى متحدث باسم العائلة المالكة للتقليل من هذا الاجتماع من خلال الادعاء أنه كان ضمن الترحيبات البروتوكولية ، وليس له أهمية مؤسسية ولم يسبقه عقد اجتماع .

وتنازل الملك خوان كارلوس، وهو من سلالة بوربون الإسبانية عن العرش، عام 2014، بعد عدة فضائح ، لصالح ابنه فيليبي السادس، الذي حاول منذ ذلك الحين استعادة مجد التاج.

 

ولدى خوان كارلوس علاقات وثيقة مع العائلة المالكة السعودية ، مما مكن إسبانيا من الفوز بعقود مهمة للغاية في المملكة خلال الفترة الماضية.

 

وكانت صحيفة “لاتريبين” كشفت في وقت سابق أنه بعد الأزمة التي نشبت بينهما خلال الفترة الماضية وكادت تنسف العلاقات الدبلوماسية، بسبب قرار الحكومة الإسبانية وقف تصدير قنابل ليزر للسعودية على خلفية جرائمها في اليمن، وتراجعها فيما بعد، أن الملك السابق كلمة السر وراء هذا التراجع.

 

وقالت الصحيفة الفرنسية إن كارلوس هو من جنب الحكومة الاشتراكية الجديدة أزمة كبيرة كانت على وشك الوقوع بين السعودية وإسبانيا، وبالتالي أنقذ عقدًا عسكريًا ضخمًا وقعته مدريد مع الرياض، وكذلك وزير دفاع بلاده من الاستقالة.

 

ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية ، فإن وكالة المخابرات المركزية ليس لديها أي شك حول مسؤولية محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إن أجهزة الاستخبارات لا تملك معلومات “مؤكدة”.

 

وبعد أن أنكرت في البداية اختفاء الصحفي المعارض والمنتقد للعائلة المالكة، اعترف السعودية في نهاية المطاف تحت ضغط دولي أنه قتل وقطعت أوصاله في قنصليتها بإسطنبول.