إبراهيم سمعان

رغم الرفض  الشعبي بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة للجزائر، في إطار جولته الخارجية التي شملت الإمارات والبحرين ومصر وموريتانيا، بهدف تحسين صورته بعد اتهامه بمقتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول.

 

صحيفة ” tsa-algerie” في نسختها الفرنسية سلطت الضوء على الأسباب التي دفعت السلطات لبسط السجادة لابن سلمان والموافقة على هذه الزيارة التي تأتي قبيل اجتماعات أوبك في فيينا.

وأوضحت أن الجزائر تريد من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أن تقف بجانبها في محادثات فيينا المقرر عقدها هذا الأسبوع لتحقيق استقرار الأسعار.

وأشارت إلى تصريحات مصطفى قيطوني، وزير الطاقة ، الأسبوع الماضي التي قال فيها إن الجزائر تعمل حالياً على “تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء في منظمة الأوبك والدول غير الأعضاء”.

ففي فيينا ، سيشارك مصطفى قيطوني ، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الطاقة، في الاجتماع الثاني عشر للجنة المراقبة الوزارية المشتركة بين أوبك وغير الأعضاء في أوبك ، المسؤولة عن “مراقبة الامتثال للتطورات الطوعية للإنتاج، وفقا لإعلان التعاون الموقع في 30 نوفمبر 2017”.

ونوهت بأنه سوف يتم فحص تقرير اللجنة من قبل مؤتمر كارتل 175 الوزاري المقرر عقده في 6 ديسمبر،  كما سيحلل تطور أسواق النفط منذ اجتماع 22 يونيو 2018 (في فيينا) ودراسة التوقعات للسوق عام 2019.

 

الجزائر تريد المزيد من الاستثمارات السعودية

الجزائر تعتزم الاستفادة من زيارة ولي العهد لتعزيز الموقف الاستراتيجي بشأن استقرار الأسعار، وقد دافع مصطفى الغيطوني عن السعودية، مؤخرًا ، قائلاً إن الرياض رفعت حصص الإنتاج بشكل طفيف “للتغلب على التراجع في العرض، الناجم عن تراجع إنتاج فنزويلا و ليبيا”.

 

وقالت الصحيفة اتفقت كل من الجزائر والرياض على أن إطار التعاون بين أوبك والدول غير الأعضاء سيتم تمديده إلى ما بعد عام 2018 من أجل مراقبة أفضل للسوق، فالجزائر التي تواجه صعوبات في الميزانية وتلجأ إلى التمويل غير التقليدي، لديها مصلحة في ضمان عدم هبوط أسعار النفط لتفادي الديون الخارجية على المدى المتوسط.

 

ففي يوليو، قدمت وكالة التنمية الوطنية للاستثمار في الرياض قرصا للاستثمار  بالجزائر “خاصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة المتجددة والسياحة”، ومن المحتمل أن يتم الإعلان عن مشاريع سعودية مهمة في الجزائر نهاية زيارة ولي العهد.

 

وأكدت أنه يرافق محمد بن سلمان وفداً كبيرا من رجال الأعمال والشخصيات المؤثرة، مشيرا إلى أن الاستثمار الجزائري – السعودي في البتروكيماويات ستصل قيمته 5 مليارات دولار.

 

“لدى الحكومة الجزائرية مصلحة في بسط السجادة الحمراء  لمحمد بن سلمان هذه فرصة لبناء علاقات قوية مع ولي العهد المعروف بقربه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وهي تعلم أن الرياض يلعب دورا رئيسيا في سوق النفط وأنه من الضروري الحصول على دعمه لمنع المزيد من التراجع في أسعار النفط”، كما يقول خبير في العلاقات الدولية.

 

“فإضافة إلى أن ولي العهد يسعى من خلال الجزائر، لتحسين صورته بعد قضية خاشقجي يريد محمد بن سلمان الاستفادة من دعم الجزائر لوضع حد للحرب في اليمن، حيث يتعرض لضغوط دولية قوية لإنهاء هذا النزاع المدمر، فكلا الطرفين لديه مصلحة في نجاح هذه الزيارة”. يوضح الخبير.

 

دور وساطة في اليمن

على الصعيد السياسي ، تأمل المملكة العربية السعودية ، التي تكافح للخروج من المستنقع اليمني، في الاعتماد على المساعدات الجزائرية لإيجاد حل سياسي للصراع من خلال الوسائل الدبلوماسية، خاصة وأن الجزائر تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران.

وذكرت الصحيفة أن الجزائر لن ترفض دور الوسيط خاصة وأنها بقيت حذرة بشأن الأزمة في اليمن والنقد الدولي للسعودية بسبب هذه “الحرب”، وبالتحديد عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

ولفتت إلى أن الجزائر العاصمة تعتزم طرح أفكارها حول مكافحة تمويل الإرهاب لأن الرياض تبدو أكثر حساسية تجاه هذه القضية مما كانت عليه في الماضي، فالجزائر ، التي تعرف الدور السعودي في ليبيا والساحل ، تريد أن تكون الأمور أكثر وضوحًا مع المملكة.

وخلصت الصحيفة إلى أن وضع محمد بن سلمان بعد مقتل خاشقجي، يمكن أن يجبره على الاهتمام والاستماع إلى ما يعرضه الجزائريون، موضحة أنه لا ينبغي كذلك استبعاد خطة لتنسيق أكبر بين البلدين، من حيث الأمن والسياسة.