إبراهيم سمعان

على الرغم من الحظر الذي فرضته الحكومة الألمانية في أعقاب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، تواصل شركة ألمانية بيع الأسلحة للسعودية.

 

وأعلنت مجلة “ستيرن” والبرنامج التلفزيوني “ريبورت ميونيخ” الذي يبث على القناة الأولى الألمانية أنه على الرغم من الحظر الصريح لحكومة المستشارة أنجيلا ميركل، تواصل “راينميتال” تسليم الأسلحة إلى الرياض من خلال فروعها الأجنبية في إيطاليا وجنوب أفريقيا.

 

وكانت ألمانيا أعلنت هذا الحظر المؤقت في 19 نوفمبر رداً على الفضيحة الدولية التي أحاطت بوفاة الصحفي المنشق السعودي جمال خاشقجي، ووفقا لصحيفة شبيجل، نقلا عن مصادرها الخاصة، يمكن رفع الحظر في أوائل عام 2019.

وقتل خاشقجي فور دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر الماضي، وتضاربت روايات الرياض بشأن مقتله، في حين تشك دول غربية ومؤسسات حقوقية دولية بها، مطالبة الرياض بكشف الحقيقة وإجراء تحقيق أكثر شفافية.

ورأت صحيفة ” algeriepatriotique” الناطقة بالفرنسية أن الحظر المفروض من قبل الحكومة الألمانية في قضية خاشقجي ليس أكثر من مناورة سياسية ، فقط لجعل الاعتقاد بأن برلين تهتم بحقوق الإنسان، ولذلك كذبت ألمانيا.

وأوضحت أن هيلموت ميرش، عضو مجلس إدارة راينمتال ، قال في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مصرفيين منتصف نوفمبر الماضي أن كلا من قنوات التصدير التابعين للشركة في إيطاليا وجنوب إفريقيا لم تضرر من الحظر.

 

وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية أكدت مؤخرا أن ألمانيا وافقت خلال الستة أشهر الماضية على توريد أسلحة للدول الثمانية الأخرى في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بقيمة 21.8 مليون يورو.

ورغم مشاركة السعودية في حرب اليمن، أمرت الحكومة الجديدة منذ توليها منصبها في مارس الماضي بتوريد أسلحة للسعودية بقيمة 254 مليون يورو.

وأوضحت أن حكومة ميركل أصدرت 87 تصريح أسلحة للدول المشاركة في هذا التحالف خلال الفترة من 14 مارس وحتى 23 سبتمبر الماضي، الأمر الذي أثار الجدل، حيث إن الائتلاف الحاكم اتفق على وقف تصدير الأسلحة لكافة الدول المشاركة “على نحو مباشر” في حرب اليمن.

 

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بسبب الحرب العنيفة الدائرة منذ نحو أربعة أعوام، بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة بقوات التحالف السعودي الإماراتي، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين، المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل التحالف بالنزاع في مارس 2015، بدعوى دعم حكومة هادي.

وقُتل في الحرب اليمنية، منذ التدخل السعودي، أكثر من 10 آلاف يمني، في حين أصيب أكثر من 53 ألف شخص، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.