قضت محكمة مصرية بحبس القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور “محمد البلتاجي” لمدة عامين إثر إدانته بإهانة القضاء.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن محكمة جنايات القاهرة عاقبت “محمد البلتاجي” (55 عامًا)، “الأربعاء” 26 ديسمبر، بالحبس عامين بتهمة إهانة المحكمة خلال إحدى جلسات الاستماع لشهود الإثبات في القضية المعروفة إعلاميا بــ”اقتحام السجون”.
وأوضحت الوكالة أن المحكمة لاحظت خلال جلستها السابقة (في نوفمبر الماضي) أن البلتاجي ابتسم إثر قرار بمنعه من الاسترسال في توجيه الأسئلة إلى شهود الإثبات، وطلبت منه عدم الاسترسال ووجهت إليه تهمة إهانة القضاء.
وهذا الحكم أولي قابل للطعن عليه أمام محكمة النقض -وهي أعلى محكمة طعون- خلال 60 يوما من صدوره، وفق القانون المصري.
وأمس، شهدت محكمة جنايات القاهرة، مواجهة ساخنة بين الرئيس المصري المخلوع “حسني مبارك”، والقيادي الإخواني “محمد البلتاجي”، خلال نظر القضية المعروفة إعلاميا بـ”اقتحام السجون”.
وسمحت هيئة المحكمة، لـ”البلتاجي” الذي يحاكم في القضية، بتوجيه أسئلة لـ”مبارك”، الذي حضر للإدلاء بشهادته.
وسأل “البلتاجي” مخاطبا “مبارك”: “ما قولك بعد رواية الأحداث في وقوع اعتداء أجنبي مسلح بعد وقوع ثورة 25 يناير المباركة، في الوقت الذي قال فيه قائد الجيش الميداني الثاني بأنه نفى التسلل؟”، فأجاب بأنه ليس له علاقة بالشهادة.
وتساءل “البلتاجي” ثانيا: “تحدثت عن غضب الشارع وأنك وضعت حلولا وأسبابا ولم تشر من قريب أو بعيد إلى حدوث مؤامرة من قبل ذلك، فلمَ هذا التناقض؟”.
وأجاب “مبارك” بأن “مصر كلها تعلم بالمؤامرة والمخطط، وأنه أرسل لجنة للتشاور مع المتظاهرين ومعرفة مطالبهم، ولكن لم تكن لهم مطالب، فعلم بأنها مناورة ومؤامرة”، على حد قوله.
وتابع “البلتاجي” أسئلته، التي أوردتها وسائل إعلام محلية: “علمت بدخول عناصر مسلحة أجنبية قتلوا وخربوا، فلماذا لم يُلقَ القبض عليهم، أو يُقتل أحد منهم، أم أن القوات المسلحة عاجزة؟”.
ورد “مبارك”، بالقول: “غير صحيح والقوات المسلحة قادرة، وهم أرادوا وضعها في الواجهة، وتتحول الأمور إلى كارثة، لكي تضرب وتقتل، ولكن المعتدين كانوا عند قوات حرس الحدود وضربوا في أقسام الشرطة”.
وعلق “البلتاجي” على إجابات الرئيس المخلوع، بالقول: “هل توافق في أن أدعو اللهم من كان كاذبا في ذلك اليوم خذ بصره واعمِه؟”.
وهذه المرة الأولى، التي يواجه فيها “مبارك”، وجها لوجه، مع قيادات جماعة “الإخوان”، والرئيس الأسبق “محمد مرسي” أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، الذي انقلب عليه الجيش المصري في 3 يوليو 2013، بقيادة وزير الدفاع حينها “عبدالفتاح السيسي”.
ويحاكم “مرسي” و”البلتاجي” في قضية “اقتحام السجون”، إضافة إلى 27 من قيادات جماعة “الإخوان المسلمون”، الذين صدرت بحقهم أحكاما تراوحت بين الإعدام والسجن المشدد، لكن محكمة النقض قضت في نوفمبر 2016 بإعادة محاكمتهم من جديد أمام دائرة قضائية مختلفة.
اضف تعليقا