استنكر برلمانيون عراقيون الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى بلادهم، “الأربعاء” 26 ديسمبر.

واعتبر بيان صادر عن تحالف “البناء” أن زيارة “ترامب”، “انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية وتُبين استهتاره وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق”.

ويقود تحالف “البناء”، “هادي العامري”، وهو زعيم فصيل مسلح مدعوم من إيران.

وأضاف التحالف أن الزيارة “تضع الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة التواجد العسكري الأمريكي والأهداف الحقيقية له وما يمكن أن تشكل هذه الأهداف من تهديد لأمن العراق”.

ودعا زعيم كتلة “الإصلاح” النيابية “صباح الساعدي”، في بيان، إلى جلسة طارئة لمجلس النواب لبحث “الانتهاك الصارخ لسيادة العراق وإيقاف هذه التصرفات الهوجاء من ترامب الذي يجب أن يعرف حدوده وأن الاحتلال الأمريكي للعراق انتهى”.

 

ووجه زعيم فصيل “عصائب أهل الحق”، المسلح المدعوم من إيران، “قيس الخزعلي” كلمة إلى “ترامب”، عبر حسابه بـ”تويتر”، قائلا: “رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغما عن أنفك وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك”.

وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي “عادل عبدالمهدي” قد أصدر بيانا، حاول فيه امتصاص ذلك الغضب، مؤكدا أن رئيس الوزراء تم إبلاغه بزيارة “ترامب” قبل حدوثها.

وأعلن المكتب إلغاء لقاء كان مقررا بين “ترامب” و”عبدالمهدي”، بسبب “تباين في وجهات النظر حول كيفية تنظيمه”.

وبحسب ما نقلت “رويترز” عن نواب عراقيون، فقد كان “ترامب” يريد الاجتماع بـ”عبدالمهدي” داخل قاعدة عين الأسد بالأنبار، والتي كان الأول متواجدا بها وسط الجنود الأمريكيين، لكن “عبدالمهدي” رفض الأمر، وأمام إصرار الوفد الأمني والاستخباراتي المرافق لـ”ترامب” على رأيهم، تم إلغاء اللقاء.

وكان “ترامب” وزوجته “ميلانيا”، قد وصلا إلى العراق، الأربعاء، بشكل مفاجئ، وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الزيارة جاءت لتوجيه التهنئة للجنود الأمريكيين العاملين هناك بأعياد الميلاد.

والتقى “ترامب”، مئات الجنود والضباط الأمريكيين بقاعدة عين الأسد، في محافظة الأنبار، غربي العراق، وتحدث عن عدم نيته إنهاء التواجد الأمريكي بالعراق، على غرار ما حدث مؤخرا في سوريا، لافتا إلى أن الجيش الأمريكي قد يتخذ العراق قاعدة لشن عمليات داخل سوريا.

وتأتي الزيارة بعد أيام من الإعلان عن استقالة وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، بسبب خلافات مع ترامب حول الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة.

ومازال هناك نحو 5000 جندي أمريكي في العراق لدعم الحكومة في حربها ضد ما تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية.

قال ترامب إن سبب الزيارة هو أن يشكر بنفسه الجنود لمساعدتهم في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا “عندما أصبحت رئيسا قبل عامين، كانوا جماعة مهيمنة للغاية، (لكن) اليوم لم يعودوا مهيمنين بالدرجة. عمل جيد”.

واستطرد بالقول “لم نعد الخاسرين، يا رفاق. لقد استعدنا الاحترام كأمة”.

وذكرت وكالة رويترز أن ترامب قال إن بوسع الولايات المتحدة “استخدام العراق كقاعدة أمامية إذا أردنا القيام بشيء ما في سوريا”.

ودافع عن قراره سحب القوات الأمريكية من، قائلا “سيخلص الكثير من الناس إلى نفس منهجي في التفكير”.

وأضاف “لقد أوضحت من البداية أن مهمتنا في سوريا كانت تجريد تنظيم الدولة من المناطق التي يسيطر عليها”.

وتابع “قبل ثماني سنوات، ذهبنا إلى هناك في مهمة لمدة ثلاثة أشهر ولم نغادر أبدا. الآن، نحن نقوم بذلك بشكل صحيح وسننهيه (التواجد العسكري)”.

وقال أيضا إن الاعتبارات الأمنية منعته من زيارة القوات الأمريكية في المنطقة منذ عدة أسابيع.