العدسة- باسم الشجاعي:
أعلن الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال الإسرائيلي حل الكنيست (البرلمان)، والمضي قدما في انتخابات برلمانية مبكرة في إبريل المقبل.
ويحمل قرار تبكير انتخابات الكنيست في طياته رسائل داخلية وأخرى خارجية، يأتي على رأسها هيمنة معسكر اليمين على المشهد السياسي الإسرائيلي، وتحكم رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” بخيوط اللعبة السياسية في البلاد.
ويبدو للوهلة الأولى، أن قرار تبكير موعد الانتخابات يعود إلى فشل الائتلاف الحكومي في التوصل إلى توافق حول مشروع قانون التجنيد الخاص بـ”الحريديم”، ولكن “نتنياهو” أدرك أن حكومته لن تعمر طويلاً، وأن عليه أن يختار الوقت المناسب للتوجه لانتخابات مبكرة، متخذًا من مسألة التجنيد ذريعة لهذا التوجه.
وحسب الاستطلاع، الذي أجرته صحيفة “معاريف” العبرية، فإن حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو قادر على تأمين 30 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، وأغلبية داخل كتلته اليمينية القومية، على ما أوردت “أسوشيتد برس”.
وجاء في المرتبة الثانية الحزب الذي لا يزال يفترض أن يرأسه قائد الجيش السابق، بيني غانتس، الذي لم يعلن بعد ما إذا كان سيخوض الانتخابات، حيث يستطيع الفوز بثلاثة عشر مقعدا.
وأظهر الاستطلاع أن الأحزاب اليسارية، وتلك التي تصنف على أنها وسطية، ستحقق نتائج محدودة.
وشمل استطلاع “معاريف” 500 إسرائيلي، وبلغ هامش الخطأ بـ4.3 نقطة مئوية.
مواجهة اتهامات الفساد
لكن محللين لفتوا الانتباه إلى أن هناك مخاوف قانونية لدى “نتانياهو” لعبت دورا حاسما في ذلك؛ حيث أبلغ مدعي عام الدولة “شاي نيتسان”، الأسبوع الماضي أنّه بصدد الانتهاء من توصياته في ثلاث قضايا فساد منفصلة على أن يسلمها إلى الادعاء العام.
وذكرت تقارير صحافية أنه سيوصي بتوجيه الاتهام رسميًا بالفساد إلى “نتانياهو” بدون إعطاء تفاصيل إضافية.
ويريد “نتانياهو” مواجهة هذه الاتهامات المحتملة بتفويض انتخابي جديد، وهو يراهن أنّ المدعي العام لن يصدر قراره قبل أبريل المقبل.
وفي حالة إعادة انتخابه، سيكون “نتانياهو” أول رئيس وزراء يتجاوز الفترة التي أمضاها الأب المؤسس لدولة “إسرائيل”، “دافيد بن غوريون” في المنصب لأكثر من 13 عاما، بين 1948 و 1963.
ورغم عدم وجود تهديد حقيقي لـ”نتانياهو”، لا يزال من الممكن أن تبرز بعض الشخصيات فجأة خلال الحملات الانتخابية.
وتتجه الأنظار نحو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق “بيني غانتس” الذي تقول استطلاعات الرأي إن أداءه سيكون جيدا إذا ترشح للانتخابات، لكنه لم يعلن نواياه في هذا الشأن.
وإذا كان “نتانياهو” سيكسب على الأرجح الرهان الانتخابي، فإن القضايا القانونية ضده ستظل سارية ومن المرجح أن يضطر للتعامل معها في نهاية المطاف.
صفقة القرن
قد يكون تبكير الانتخابات أمر جيد بالنسبة للفلسطينيين، و خاصة في موضوع تأجيل خطة ترامب والتي تعرف بـ”صفقة القرن” التي تضاءلت احتماليات إعلانها.
ومن المرجح أن لا يقوم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بإعلان خطته ” المجهولة ” قبل استقرار الحكومة في “إسرائيل”، أي حوالي شهر يوليو المقبل.
وقال مسؤول بارز في البيت الأبيض، “الاثنين” 24 ديسمبر، إن إعلان حل الكنيست الإسرائيلي وإجراء انتخابات مبكرة سيؤثر على موعد إطلاق خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي من المنتظر أن تعلن واشنطن عنها خلال الأشهر المقبلة.
ولفتت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية إلى أن التصريح الأمريكي يوضح أن الإدارة في واشنطن لم تحدد إلى الآن موعد الإعلان عن الخطة، التي قال “ترامب” في وقت سابق إنه سيعلن عنها بحلول يناير المقبل، والتي لم يُفصَح عن الكثير من محتواها.
و”صفقة القرن”، حسب تسريبات إعلامية، تعتمد بشكل رئيسي على إغراءات مالية من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للفلسطينيين، تقدمها دول خليجية على رأسها الإمارات والسعودية، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإعلان قرية “أبوديس” شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين.
ولا تتضمن خطة “ترامب” أي مقترحات حول انسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة.
تصعيد ضد غزة
أما بالنسبة لعملية التهدئة مع غزة المحاضر فمن المرجح أن يحرص “نتنياهو” على عدم التهدئة القطاع في الأيام المقلبة، لنيل أكبر عدد من أصوات الناخبين.
وتنذر الضغوط التي يتعرض لها “نتنياهو” بإمكانية تفكيره بشن عملية عسكرية أو حرب موسعة في قطاع غزة، للرد على كافة منتقدي سياساته في القطاع، خاصة بعد الاتفاق الأخير الذي عارضه الإسرائيليون، واعتبروه استسلامًا أمام حركة “حماس”.
ومن الممكن أن يجد “نتانياهو” مبررا للتصعيد؛ حيث تشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعدا في عمليات المقاومة، مؤخرا، كان آخرها في 13 ديسمبر الجاري، والتي قتل فيها 3 جنود إسرائيليين بعدما أطلق فلسطيني النار صوبهم قرب مدينة رام الله، بعد ساعات من إعلان قوات الاحتلال اغتيال “أشرف نعالوة” و”صالح عمر البرغوثي” منفذا عمليتي “بركان” و”عوفرا”.
كما يشارك الفلسطينيون للأسبوع الـ 40 على التوالي، في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار؛ للمطالبة بتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 194 الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين، وللمطالبة بكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو 11 عاما.
ومنذ اندلاع أحداث مسيرة العودة نهاية مارس الماضي، استشهد مايقرب من 250 فلسطينيا، فيما أصيب أكثر من 25 ألفا آخرين بالرصاص الحي والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
أما على صعيد عملية تبادل الأسرى فضمن المعطيات المعلنة فلا يتوقع حصول تطورات جوهرية بهذا الملف ، حتى العام 2020.
اضف تعليقا