إبراهيم سمعان

أثار بيان موسكو حول الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا غضب إسرائيل، بعد أن قالت إن الهجمات هددت سلامة طائرتين مدنيتين في الأجواء اللبنانية، حيث أكد عدد من المحللين الإسرائيليين أن حرية العمل في سوريا قد تقلصت بشكل كبير بالنسبة لتل أبيب.

 

واتهم مصدر أمني في تصريح لوكالة “أسوشيتد برس” روسيا بعدم الوفاء بوعدها حول إبقاء القوات الإيرانية على بعد 80 كم من حدود الجولان المحتل، مع الاعتراف بأن الطائرات الإسرائيلية مسؤولة عن الضربات الأخيرة في سوريا.

 

ووفقا لموقع ” agoravox” الناطق بالفرنسية فإنه برأي أيهود يعاري، المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية: هذه هي المرة الأولى التي تصف فيها روسيا الهجوم الإسرائيلي بأنه استفزاز ، وهذا يشير بوضوح إلى أن وزارة الدفاع الروسية قد نفذ صبرها.

أما المحلل العسكري روني دانييل فأكد أن الموقف الروسي يقودنا إلى نقطة حرجة، لأنهم يرفضون رفضًا قاطعًا حرية الهجمات الإسرائيلية ويريدون وضع حد لها. ولا أعتقد أن إسرائيل قادرة على الاستجابة لهذا الطلب.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” من جهتها علقت على هجوم الثلاثاء بالقول: في ضوء نهاية الفوضى هناك، انتهت قدرة إسرائيل على تنفيذ هجمات على سوريا دون دفع الثمن.

 

وشهدت العلاقة بين موسكو وتل أبيب توترا أيضا قبل أكثر من ثلاثة أشهر بعد إسقاط الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية روسية عن طريق الخطأ خلال ردها على صواريخ إسرائيلية.

ورأى المحلل والصحفي تسفي يحزقيلي أن فرص العمل في سوريا تغلق بلا هوادة، ومن المشكوك فيه أن تتمكن إسرائيل من قيادة الهجمات متى شاءت، لأن نوافذ العمل هذه تختفي، والسؤال الآن هو: هل ستنجح إسرائيل في منع الوجود الإيراني بعد الانسحاب الأمريكي؟ من الصعب أن نقول 100٪ أن إسرائيل ستنجح.

وخلافا للسابق يشير المحللون الإسرائيليون إلى أن أنظمة الدفاع الجوي السورية أصبحت قادرة الآن على التعامل مع صواريخ تل أبيب، خاصة أنها اعترضت عددًا منها خلال الهجوم الأخير.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري، أن الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ معادية أطلقها الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأراضي اللبنانية، وأن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط معظم الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها، وأن الأضرار اقتصرت على مخزن ذخيرة وإصابة ثلاثة جنود بجراح.

وأرسلت روسيا أنظمة “أس-300” إلى سوريا في الشهر الماضي، بعد إسقاط طائرة عسكرية روسيا بنيران الدفاعات الجوية السورية خلال هجوم ضد اللاذقية، ما أدى إلى مقتل 15 عسكريا كانوا على متنها، وعقب ذلك تراجع عدد الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا بشكل حاد .