العدسة – ياسين وجدي :
يبدو أن “عبد الفتاح السيسي” رأس النظام المصري الحالي وقائد الانقلاب العسكري في العام 2013 ، على موعد مع الفضائح والسقطات دائما مع المقابلات التلفزيونية منذ تصدره للمشهد العام.
“العدسة” يرصد أبرز المقابلات التلفزيونية التي سببت إحراجا له في السنوات الأخيرة ، وفي مقدمتها الحوار المرتقب مع قناة قناة سي بي إس CBS الأمريكية ، والتي تكشف سقطاته دائما على انحياز تام للكيان الصهيوني واهتمام شخصي بموقعه وسلطته وفق ما جرى رصده.
سقطة “سي بي إس” الأمريكية!
كانت قناة سي بي إس CBS الأمريكية، آخر سقطات رأس النظام المصري الذي طالب سفيره بواشنطن عدم بث المقابلة الصحفية التي أجراها برنامج 60 دقيقة مع “عبد الفتاح السيسي” بسبب المواضيع الحساسة التي حملتها المقابلة وتطرق لها ، ولكن كان الرد قويا على طلب السلطات المصرية بالإعلان عن موعد إذاعة الحلقة الأحد 6 يناير.
القناة كشفت مبكرا عن أن “السيسي” أقر بعلاقته الوثيقة بالكيان الصهيوني ، وتدخلات الصهاينة في شبه جزيرة سيناء تحت مزاعم مكافحة الإرهاب الداعشي حيث أعلن أنه تم السماح لجيش الاحتلال الصهيوني بإستخدام قواته الجوية في المنطقة من باب التنسيق والتعاون في سقطة كبيرة قد تثير اعتراضات معتادة من تيارات رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني تتحدث عن الحفاظ على السيادة المصرية.
حالة النكران والتبرير سيطرت كذلك على “السيسي” وفق ما معلن من البرنامج حتى الآن ، حيث برر استخدام القوة المميتة في فض اعتصام رابعة ومسؤوليته عن مقتل مئات المدنيين بأن “الوضع كان صعبا، في ظل وجود مسلحين خلال هذه الاعتصامات ” بحسب مزاعمه التي نفاها حقوقيون في وقت سابق وطالبوا بمحاكمته دوليا على المذبحة التي جرت ، كما نفى “السيسي” وجود أكثر من 60 ألف سجين سياسي في مصر، رغم ارتفاع عدد السجون إلى 52 سجنا في عهده ، واحتلال مصر المرتبة الأولى عربيًا في عدد السجناء بحسب تقرير صادر عن المركز الدولي للسياسات الجنائية بعدد 106 ألف سجين، مع نهاية شهر فبراير 2018.
مقابلة قديمة !
وفي سبتمبر 2016 ، تعرض “السيسي” لسخرية واسعة بعدما بث التلفزيون الحكومي المصري، حواراً قديماً للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أجراه قبل عام مع شبكة “بي بي إس”، بدلاً من حوار أجرته نفس القناة مع السيسي وقتها ما أدى إلى فصل مسؤولين من التلفزيون المصري.
الحلقة القديمة ترافقت مع انتقادات من إعلاميين مصريين مواليين للسيسي وجهوا اتهاماتهم لجماعة الإخوان المسلمين، حيث زعم النائب مصطفى بكري، أن إذاعة حوار قديم للسيسي بدلاً من حواره الأخير بالأمم المتحدة دليل جديد على أن جماعة الإخوان ما زالت متغلغلة داخل جهاز التلفزيون المصري، ما أدى إلى إحراج السيسي والدولة المصرية، بينما تعامل آخرون مع الحوار على أنه حقيقي مناقشين ما جاء فيه ، وهو ما أثار سخرية كبيرة مما حدث.
الإعلامي الموالي للنظام أحمد موسى وصف ما حدث وقتها قائلاً إنه فضيحة بكل المقاييس، وليس مجرد خطأ مهني، كما شن موسى حملة شديدة على مسؤولي التلفزيون المصري، متسائلاً باستنكار: “بتهرجوا مع رئيس الجمهورية؟ بتهزروا في شغل الرئيس؟”، وشكك في نواياهم قائلاً: “مين بيشتغل لحساب مين؟”.
وأجرى السيسي الحوار القديم مع شبكة PBS News Hour الأميركية في سبتمبر 2015، تناول خلاله عدة موضوعات أبرزها الهجوم على الإعلام المصري ، ما استدعى دهشة الإعلامي الموالي له تامر أمين وانتقادها وقت إذاعته مجددا ، ولكنه تراجع بعد أن يتبين له أن الحوار كله قديم.
ولكن في الحوار الجديد كشف “السيسي” عن أنه دائماً يخاطب رئيس الوزراء الصهيوني والرأي العام في الكيان الصهيوني من أجل “إقامة دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل”.
مقابلة الشاهد !
وفي 13 نوفمبر الماضي ، أثارت مقابلة أجراها “السيسي ” مع صحيفة الشاهد الكويتية جدلا واسعا وهجوما عليه بعدما أطلق انتقادات للربيع العربي زاعما أن “ما يسمى بالربيع العربي جاء بسبب واقع خاطئ بمعالجة خاطئة”، ووصفه بالفوضى الخلاقة التي خلفت الدمار والخراب في العديد من الدول العربية.
صحيفة واشنطن تايمز الأميركية كشفت التناقض في تصريحات السيسي ، حيث كان قد أثنى قبل في العام 2016 على الجماهير المصرية التي أشعلت انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفا إياها بأنها أحيت “المبادئ النبيلة” وأسست لـ”مصر جديدة”، ولكنها ترى أن “السيسي ” لم يعد يهتم بذلك بعد أن قضى على روح الربيع العربي في بلاده، ثم بدأ إعلان عدم تأييده لتلك الثورات.
“أنا مش قادر أديك”!
وقادت المقابلة التلفزيونية التي أجراها “السيسي ” مع الإعلاميين المصريين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى في برنامج “الطريق إلى الاتحادية” في مايو 2014 قبل الانتخابات الرئاسية الأولى ، إلى حملة سخرية من “السيسي” وإحراج له حتى الآن.
السيسي قال رداً على سؤال عن الاحتجاجات الفئوية أنت مش محتاج تقولي هات.. أنا لو أقدر أديك هديك من عيني… بس أنا مش قادر… هتاكلوا مصر يعني… هتموتوها يعني، لو ما صبرتوش، أنا مش هقولك أقدر أعمل معاكم إيه، أنا مش قادر أديك، لو قادر من عينيا”.
الناشطون وقتها سرعان ما حمل هؤلاء على موقع “ساوند كلاود” أغنية ريمكس من تصريحات السيسي مع لازمة “أنا مش قادر أديك”، لتتحول إلى أغنية ملازمة للسيسي طوال فترة رئاسته وفق ما هو مرصود.
مقابلة التسريبات !
وفي أكتوبر 2013 ، كانت وسائل الإعلام مع موعد مع بدء إطلاق التسريبات التي خرجت من حوار أجراه عبد الفتاح السيسي مع ياسر رزق رئيس تحرير جريدة “المصري اليوم”وقتها، والذي فجر موجة من السخرية والهجوم على السيسي ، وكشفت العديد من الأسرار التي حاول التغطية عليها، ومن أبرزها مطالبة السيسي بوضع مادة في الدستور تحصنه في منصبه وزيرا للدفاع وتسمح له بالعودة لمنصبه في حال ترشح للرئاسة ولم ينجح.
كما تنبأ “السيسي” وفق التسريبات بأنه سوف يتولى رئاسة جمهورية مصر العربية في الفترة القادمة وانتهاء مصيره كمصير الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات ، وذلك عبر رؤية منامية له.
وانطلقت بعدها العديد من التسريبات التي تكشف عن سخرية السيسي والجنرالات من رعاتهم في الخليج العربي ويجذبون الخيوط لخداع المحاكم ووسائل الإعلام والدول المجاورة ويكتنزون مليارات الدولارات في حسابات بنكية خاصّة تابعة للجيش وخارجة عن سيطرة الحكومة المدنية.
واعترف الكاتب الصحفي ياسر رزق بصحة التسريبات التي دارت بينه وبين عبد الفتاح السيسي إبان إجراء حوار معه لكنه اتهم “التنظيم الدولي للإخوان” بأنه وراء تسريب تلك الكواليس ، فيما لازالت التسريبات مادة هجوم ضد “السيسي” حتى الآن.
اضف تعليقا