إبراهيم سمعان

بدأت بطولة الأمم الآسيوية لكرة القدم في الإمارات العربية المتحدة في 5 يناير، حيث تعد منافسة خاصة للبلد المنظم، لأنها تأهلت مع المملكة العربية السعودية والبحرين، حيث توجد أزمة دبلوماسية عميقة بين هذه البلدان الثلاث وقطر.

تحت هذه الكلمات نشر “راديو فرنسا الدولي” تقريرا عن كأس الأمم الأسيوية أول بطولة دولية وتقليدية تقام منذ انتهاء كأس العالم 2018 بروسيا.

وقال الراديو: من المقرر أن تقام المباراة النهائية في الأول من فبراير بملعب الشيخ زايد في أبو ظبي، إذ تعد أستراليا حامل اللقب من بين المرشحين، إلى جانب اليابان، البلد الأكثر فوزا بها (أربعة كؤوس)، وكوريا الجنوبية، التي خسرت آخر أربع نهائيات منذ فوزها الوحيد في 1956و 1960.

وأشار إلى أن المسابقة بدأت قوية جدا بمفاجأة كبيرة خلال اليوم الثاني الأحد 6 يناير، بعد هزيمة المنتخب الأسترالي أمام الأردن في المجموعة ب (0-1).

وأكد أن هناك اهتمام كبير بالحدث الرياضي، لأن هذه النسخة السابعة عشرة من كأس آسيا تقام أيضاً في سياق دبلوماسي متوتر، ففي يونيو 2017 اندلعت أزمة الخليج، وقطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصارا عليها، بزعم تمويل الإرهاب، والتقرب مع إيران،وهو ما نفته الدوحة.

 

وبعد مرور عام ونصف، يستمر الصراع ويتصلب، وتظهر آثار المقاطعة السياسية والاقتصادية بطرق شتى، منها منع الحجاج القطريين الراغبين في الذهاب إلى مكة، ومغادرة الدوحة منظمة أوبك، ومواجهة BeIN Sports القطرية قرصنة هائلة من السعودية.

ويبين الراديو أنه لا يمكن وضع أزمة الخليج جانباً في كأس آسيا خاصة وأن إيران وقطر من بين المشاركين وإذا كان الإيرانيون ضمن المجموعة الرابعة مع العراق وفيتنام واليمن، فالقطريون في المجموعة الخامسة وسيواجهون لبنان وكوريا الشمالية والسعودية، وستقام المباراة الأخيرة في 17 يناير.

 

وفي هذا السياق الدقيق، أعلن فيليكس سانشيز، مدرب قطر أنه ناقش هذا الأمر مع لاعبيه وقال: “إنهم يدركون تماماً وأنا واثق من أنهم خلال المسابقة، سيتمكنون من الحفاظ على تركيزهم على الرياضة وعزل أنفسهم عن أي شيء آخر”.

لكن وصول الفريق إلى أبو ظبي شهد توترا ، وتمكن يوم الجمعة، سعود المهندي ، نائب رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من حط رحاله في الإمارات بعد 24 ساعة عصيبة.

 

في اليوم السابق، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن نائبه، وفقا لمعلوماته كان “غير قادر على السفر إلى الإمارات من مسقط عاصمة عمان وأن التحقيق جار” لأنه، وفقا لها ، تم الاتفاق على أن يسافر الجميع بحرية.

 

ونفت اللجنة المنظمة لكأس آسيا أي حظر على سعود المهندي، بيد أنه في نفس الوقت، قال خمسة صحفيين قطريين إنهم مُنعوا من دخول الإمارات عندما أرادوا تغطية كأس آسيا، . ووفقاً لهم تم احتجازهم لمدة 13 ساعة في مطار دبي قبل أن يتمكنوا من العودة.

 

وخلال الأسابيع الأخيرة ، شارك جياني إنفانتينو ، رئيس الفيفا ، في هذا النزاع، وتعهد في مقابلة مع صحيفة الجارديان في نوفمبر ، بأن تكون بطولة كأس العالم المقبلة، المقرر عقدها في 2022 بقطر، فرصة لتخفيف حدة التوتر بين البلد المضيف وجيرانه الخليجيين.

 

وقال “قد تكون كرة القدم وسيلة لبناء الجسور. لقد رأينا ذلك مع منظمي كأس العالم 2026 (كندا والولايات المتحدة والمكسيك) ، والتي أعتقد أنها لا تملك أفضل العلاقات السياسية والدبلوماسية. لكن كرة القدم يمكنها أن تصنع المعجزات”.

 

وفي مطلع شهر يناير، في مؤتمر عقد في دبي، طرح جياني إنفانتينو فكرة إقامة بعض مباريات كأس العالم 2022 في البلدان المجاورة لقطر، من أجل تهدئة التوتر إذا اتخذ قرارا برفع عدد الفرق المشاركة إلى 48.

 

لكن وفقا للراديو إذا كان في اعتقاد إنفانتينو أن كرة القدم يمكنها لعب دور دبلوماسي بين الدول غاضبة فهي لن تكون كافية لحل أزمة الخليج، وتظهر بداية كأس آسيا أنه لن يكون من السهل عودة العلاقات بين قطر والدول الثلاث، ورغم ذلك قد تسمح المباراة المقررة في 17 يناير بين السعودية وقطر قياس درجة التوتر التي لا تزال قائمة من جديد.

طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر من خلال الضغط هنا