قالت وكالة “رويترز” إن الإمارات سعت من خلال فريق تجسّس يضم عملاء سابقين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأمن القومي، إلى التجسس على هواتف أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الدولة العُماني للشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، وأيضًا نائب رئيس الوزراء التركي السابق، محمد شيمشك.
وكشف تحقيق الوكالة الذي استند إلى مقابلات مع 9 من العاملين الأمريكيين في المشروع الذي أُطلق عليه اسم “الغراب الأسود”، فإن محاولات التجسّس شملت أيضاً الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان.
نائب رئيس الوزراء التركي السابق الذي كان هدفاً لوحدة التجسس الإماراتية قال: إن “التطفّل على هاتفه عبر الإنترنت كان مروّعاً ومزعجاً للغاية”، وفق ما جاء في التحقيق الذي نشرته وكالة “رويترز”، اليوم الأربعاء.
في حين علّقت كرمان بأنها استُهدفت؛ وهي تعتقد أن السبب كونها واحدة من قيادات الربيع العربي، مشيرةً إلى أنها تلقّت على مدى سنوات العديد من الإخطارات من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تحذّرها من تعرّضها للقرصنة.
وسعى الفريق التجسّسي المتخصص بالأمن السيبراني، والذي شكّلته الإمارات من أجل ملاحقة معارضيها وأعدائها، إلى محاولة اختراق الهواتف الشخصية للمستهدَفين بمساعدة أداة تجسّس يطلَق عليها اسم “كارما”، وهو ما يبيّن مدى فاعلية تأثير انتشار أسلحة الأمن السيبراني، وخاصة عندما تكون بيد دول صغيرة.
وبحسب العاملين في المشروع، فإن برنامج “كارما” يُتيح إمكانية الوصول إلى هواتف “آيفون” ببساطة؛ وذلك من خلال تحميل أرقام الهواتف أو حسابات البريد الإلكتروني في نظام الاستهداف الآلي.
ويشير التحقيق إلى أن “البرنامج قوي وفاعل؛ لأنه -على عكس العديد من البرامج- لا يحتاج إلى أن يقوم المستهدَف بالنقر على رابط يتم إرساله عبر آيفون”.
وليس من الواضح إلى الآن ما إذا كان البرنامج ما زال يُستخدم، حيث يؤكّد العاملون في المشروع أن التحديثات التي قامت بها آبل، خلال 2017، جعلت منه أقل تأثيراً.
وبحسب “رويترز”، فإن “كارما” يمكنه العمل على استغلال مئات من هواتف “آيفون” في وقت واحد، حيث يلتقط البيانات والصور والرسائل.
وتنقل الوكالة عن مايكل دانبيل، وهو رجل عمل سابقاً في إدارة الأمن السيبراني بالبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، قوله: “إن 10 دول فقط، من بينها أمريكا وروسيا والصين، قادرة على تطوير مثل هذا النوع من البرامج”.
من جهته يرى باتريك واردل، الباحث السابق في وكالة الأمن القومي والخبير بشركة “آبل” في مجال الأمن، إن “كارما” وما يشبهه يجعل من الأجهزة الشخصية مثل “آيفون” أكثر عُرضة لعصابات القرصنة.
وبحسب العملاء الأمريكيين الذين عملوا في البرنامج التجسّسي للإمارات، فإن “كارما” سمح بجمع الأدلة من عشرات الأهداف؛ من بينهم ناشطون مُنتقدون للحكومة، منافسين إقليميين في قطر، والمعارضة الإماراتية، وحركة “الإخوان المسلمين”.
واشترت الإمارات هذا البرنامج من أحد البائعين خارج البلاد، دون أن تتمكّن “رويترز” من تحديد منشأ هذا البرنامج. ووفق 3 من العملاء السابقين، فإن “كارما” يعتمد على خلل في نظام التراسل في شركة “آبل”، وقالوا إن هذا العيب يسمح بزرع برامج ضارّة من خلال تطبيق الرسائل، حتى لو لم يكن مالك الهاتف يستخدم التطبيق.
اضف تعليقا