كشف المواطن القطري محمود الجيدة تفاصيل ماحدث معه في سجون أبو ظبي، وأسباب سفره إليها، وطبيعة الدعاوى القضائية التي يحركها هو و اثنين آخرين قطريين ضد الإمارات.
جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني أجرته معه قناة الحوار في لندن، أسهب خلاله في شرح ادعاءات التعذيب التي قرر مقاضاة من وصفهم بـ”مسؤوليين” إماراتيين حاليين، أشرفوا على تعذيبه، مشيرا أن جميع من نكل به في السجن كانوا إماراتيين.
وقال الجيدة، إنه قضى 27 شهرا في السجون الإماراتية، منها ثمانية شهور ونصف في السجن الانفرادي، مؤكدا أن أول ثلاثة أيام من اعتقاله كانت الأكثر سوءا، إذ تم ضربه على وجهه وسائر جسده وتم حرمانه من النوم طوال هذه الأيام الثلاثة.
وألمح الجيدة أكثر من مرة إلى “شيخ” (لم يحدد هويته، ولكن انطباعات ناشطي الخليج والإمارات يمكن أن تعرفه بسهولة) كانت تذهب إليه صور التحقيق معه، وإبلاغه أولا بأول بما يتعرض له من تعذيب وتساؤلات، طوال فترة التحقيق.
وكشف الجيدة عن بعض التساؤلات والتهم التي كانت موجهة له ولم يتم إثبات أي شي منها، كعلاقته مع شخصية إماراتية ناشطة (لم يذكرها الجيدة)، وعلاقته بجماعة الإخوان، وعلاقته بأمير قطر السابق الشيخ حمد، وإدخال أموال للإمارات، فضلا عن اتهامه “بإعادة تشكيل ما وصفه الجيدة بتنظيم إماراتي أسقطته أبوظبي”، على حد قوله.
وسخر الجيدة من هذه الاتهامات ولا سيما الاتهام الأخير، مشيرا أن الفيديو الذي بثه الإعلام الإماراتي على أنه اعترافاته، قد خضع “للمونتاج والدوبلاج” على حد تعبيره، وأنها أخرجت من سياقها، وأنه تم تسجيلها بالأساس لذلك “الشيخ”.
ونوه الجيدة إلى أنه كان يتمنى أن ينسى ما تعرض له في سجون الإمارات، ولكن عرض أبوظبي لفيديو باعترافاته بطريقة استهدفت الضغط على بلاده، جعلته يقرر بصفة شخصية بالتشاور مع معتقلين آخرين برفع قضية على 10 مسؤولين إماراتيين بتهمة التعذيب، نافيا أن يكون لحكومة بلاده أي دور في هذا التوجه.
وعن سبب اختياره بريطانيا لمقاضاة من يتهمهم “بتعذيبه”، عبّر الجيدة عن أسفه لعدم وجود قضاء في قطر أو الإمارات أو السعودية لرفع مثل هذه القضايا، مشيدا بالقضاء البريطاني، معتبرا أن المملكة المتحدة أفضل دولة في العالم في مجال حقوق الإنسان، على حد تقديره.
اضف تعليقا