شنت الأكاديمية والمعارضة السعودية، مضاوي الرشيد، هجوما على محمد بن سلمان ولي عهد السعودية بسبب حملة الاعتقالات الأخيرة  التي قام بها ضد عدد من الدعاة في المملكة، مؤكدة أن تلك الإجراءات تكشف عن  نية المملكة  للعودة إلى تسعينيات القرن الماضي وسجن هؤلاء لفترات طويلة.

وأكدت مضاوي الرشيد المقيمة خارج السعودية، في مقال لها، أن نظام آل سعود يتعامل مع أي معارضة فيها كما لو كانت مؤامرة تحاك ضدها من قبل حكومات أخرى، ولا يعترف النظام بأن ذلك قد يكون ناجما عن مطالب مشروعة طال انتظارها وما زالت الدولة تنكرها.

وأضافت: “لا بد أن النظام السعودي يشعر بعبء فشل سياسته الإقليمية الأخيرة والتغييرات القيادية المحلية المتتابعة. ويبدو أن الرجل الذي يهيمن على مقاليد الأمور، ولي العهد محمد بن سلمان، بات في البيت وحيدا، فقد تخلص من الأمراء الآخرين المنافسين له، أعمامه الكبار ومعاصريه ممن يفوقونه خبرة، وفي الوقت ذاته يخشى أقاربه، ولعله إذا ما زلت قدماه فإنه لا يجد من يأخذ بيده أو يرمي له بحبل النجاة”.

وأكدت الرشيد أن محمد بن سلمان لا يأبه لإجماع العائلة، ولا بإقرار المجتمع، ولا يهمه استخدام وسائل أكثر نعومة.

وأوضحت  أن بعض الدعاة المعتقلين مؤخرا كانوا اعتقلوا في السابق، ومنهم الدكتور سلمان العودة الذي قضى خمس سنين في السجن بسبب اعتراضه على وجود قوات أجنبية في البلاد أثناء غزو العراق للكويت.

ولفتت إلى أن أتباع وطلاب العودة نظموا وقتها مسيرة للاحتجاج على اعتقاله، وسجلت المسيرة بالفيديو وأطلق عليها وقتها “انتفاضة البريدة”.

وعن أسباب الاعتقال، قال الرشيد “النظام السعودي يسعى إلى تخويف وردع الشخصيات الإسلامية الأبرز والأشهر في البلاد وذلك لتوجيه الرسالة إلى أتباعهم.

وكان العودة على سبيل المثال احتفى بالربيع العربي وقال إن الناس حين تفقد الأمن فإنها تخرج إلى الشوارع تطالب بحقوقها، وأفلت حينها من الاعتقال لكنه ظل محط الأنظار، وتحت المراقبة.

وجاءت أخيرا الأزمة الخليجية، فضل  فيها “العودة” الصمت لكن النظام السعودي شك في كل من صمت بعد أن امتنعوا عن تأييده علانية، واتهمهم بالولاء المزدوج والتصرف كطابور خامس.