كشف محللون عن أن التقرير الذي بثته شبكة “سي إن إن” الأمريكية حول نقل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات أسلحة إلى الميليشيات اليمنية وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وراءه هدف مشترك غامض.
وكانت الشبكة الأمريكية ذكرت في تقرير نشرته مؤخرا أن التحالف العربي نقل أسلحة أمريكية الصنع إلى تنظيم القاعدة، بهدف شراء ولاء الميليشيات أو القبائل وتعزيز العناصر المسلحة والتأثير على المشهد السياسي في اليمن وفقا لخبراء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن المتحدث باسم التحالف، العقيد تركي المالكي نفيه بشدة لهذه الاتهامات وأكد التزام دول التحالف في مواجهة الجماعات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة.
وتقول صحيفة “لوريون لو جور” هذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها اتهامات للتحالف بشأن إقامة علاقات والتواصل مع المليشيات المرتبطة بالقاعدة، مشيرة إلى أن وكالة “أسوشيتد برس” كانت كشفت في 6 أغسطس الماضي عن وجود اتفاقات سرية بين مقاتلي القاعدة والتحالف العربي.
وقالت التحالف تفاوض على مغادرة مقاتلي القاعدة لمدن استراتيجية من خلال السماح لهم بالفرار بمعداتهم أو من خلال دعوتهم للانضمام إلى صفوفه، منوهة إلى أن عناصر القاعدة انسحبت في 2016 من مدينة المكلا الساحلية، ومحافظتي أبين وشبوة، مقابل تعويض مالي ودمج بعض المقاتلين في مجموعة الحزام الأمني في عدن بدعم من أبو ظبي، التي نفت هذه الاتهامات.
وتقول الباحثة في جامعة أكسفورد إليزابيث كيندال هناك هدف غامض خلف العلاقة بين القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتحالف، وهي محاربة الحوثيين.
وأضافت عندما دخل التحالف الذي تقوده السعودية الحرب في عام 2015، وجد نفسه يقاتل بجانب تنظيم القاعدة، كان ذلك بسبب مشاركتهم في محاربة عدو مشترك، وهم الحوثيون، وأيضا نفوذ إيران التي تسعى السعوديو والإمارات لإحباط توسعها في المنطقة بأي ثمن.
وتقول “لوريون لوجور” إن القتال ضد الحوثيين وضعف الحكومة اليمنية ساعد تنظيم القاعدة في الحصول على الزخم على الأرض من خلال مضاعفة العلاقات مع زعماء القبائل المحليين، حيث بلغ مقتليه ما بين 6و 7 آلاف، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وبحسب مايكل هورتون، الباحث في مؤسسة جيمس تاون، الحرب التي أطلقها التحالف في اليمن عام 2015 خلق مساحة مثالية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إذا سعى التنظيم لملء الفراغ الذي خلفه تفكيك القوات المسلحة اليمنية وهياكلها الحكومية المحدودة.
وبحسب كيندال إطالة أمد الحرب وزيادة قوة القاعدة، جعل التحالف العربي يركز على النضال الفعال ضد المنظمة، حيث أنشأت الإمارات ميليشيات محلية في الجنوب، ليس فقط لمحاربة القاعدة ولكن أيضا تفكيك المنظمة من خلال استقطاب المجاهدين ودمجهم في ميليشياتهم الخاصة.
وتقول كيندال: النظر لهذا الأمر من الوهلة الأولى يشير إلى أن التحالف يتعاون مع القاعدة، لكن في الواقع التحالف يستعين من الباطن بالقاعدة لاستمالة المتعاونين المحتملين، وتقلب العلاقات بين مختلف الجهات الفاعلة على الأرض وتجانس أجندتها يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع في اليمن.
وأكدت أن السؤال الحقيقي الآن هو إلى أي ستظل هذه المليشيات التي تدعمها الإمارات مدينة بالولاء للائتلاف العربي وماذا سيحدث لهؤلاء الرجال المدربين تدريبا جيدا والمدججين بالسلاح بعد الحرب، وتقول من الممكن أن ينضم بعضهم فيما بعد إلى تنظيم القاعدة لتنفيذ هدف مشترك.
طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا
اضف تعليقا