في محاولة لتدفئة العلاقات مع حليفها التاريخي (الولايات المتحدة)، استدعت المملكة العربية السعودية امرأة، فبعد قضية خاشقجي والخلافات حول الوضع في اليمن، تحاول المملكة الوهابية أن تبدو حديثة في نظر الغربيين وتسعى لعملية تواصل حقيقية.
هذه المرأة اسمها ريما بنت بندر بن عبد العزيز آل سعود ولكن غالبا ما تدعى في وسائل الإعلام ريما بنت بندر، وهي أميرة، ويوم السبت 23 فبراير، سمحت السعودية، لأول مرة، من خلالها بدخول عبارة سفيرة إلى قاموسها الدبلوماسي.
ووفقا لراديو “فرانس إنفو” ستمثل ريما بنت بندر المملكة في واشنطن، وهو منصب مرموق عندما نعرف حجم العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ووضع المرأة في المملكة.
مختنقة من قضية الصحفي جمال خاشقجي، الذي قتل في سفارة الرياض بإسطنبول واتهام ولي العهد محمد بن سلمان بالتورط في مقتله، إضافة إلى قرار الولايات المتحدة بسحب القوات الأمريكية التي لا تقاتل ضد القاعدة من اليمن بناء على طلب من الكونجرس، كان لا بد للسعودية من عمل شيء ما.
أخذت المملكة العربية السعودية المبادرة، كما تفعل في كثير من الأحيان عندما تريد أن تبدو حديثة، ومن خلال امرأة أو النساء، يسعى ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، بإغراء الغرب.
فقد سمح للنساء بقيادة السيارة ، لكن الأزواج الذكور هم الذين يشترون السيارة، كما سمح للنساء بالذهاب إلى الملعب لحضور مباريات كرة القدم لكن لا يمكن أن يهبن إلى الملعب إلا برفقة أزواجهن أو بوجود “وصي”، وباختصار المرأة في المملكة السعودية هي أن تكون قمة في الحداثة.. لكن حداثة على الطراز القديم.
وتعيش الأميرة ريما بنت بندر بشكل رئيسي في الولايات المتحدة حيث نمت قدراتها للدفاع عن النساء، وستكون محاميا في الميدان، بالولايات المتحدة، والمتحدثة باسم بلد حيث يقبع فيه عشرة نشطاء وراء القضبان، وحيث يسيطر نظام ولاية الذكور، وتطبيق يسمى أبشر يمكن من خلاله السيطرة على حركة المرأة في البلاد.
فهل سيكون لهذا التعيين التأثير المطلوب؟ وهل ستنخفض الحمى بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؟
من جهتها ترى كلارنس رودريجيز التي عملت لمدة 12 عامًا مراسلة بالرياض ومؤلفة كتابRévolution sous veil ، في مجلة “باري ماتش” السعودية لن تستطيع من خلال هذه الخطوة جعل العالم ينسى قضية خاشقجي، وبالأخص الكونجرس الأمريكي الذي أشار إلى أن ولي العهد مسؤول عن اغتيال هذا الصحفي المعارض.
كما أكدت أنه رغم تصريحات ريما بنت بدر المليئة بالأمل، تنسى الأميرة أن السعوديات يعانين من خلال نظام ولاية الذكور، ومن المؤسف ايضا أن هذه الأميرة التي تم تصنيفها عام 2014، من قبل مجلة “فوربس” في المركز ال200 ضمن النساء الأقوى في العالم العربي لم تدافع عن الأحد عشر المسجونات والتي تعرضن للتعذيب في السعودية.
وبينت أنه من خلال تعيينها في هذا المنصب المرموق، يريد الأمير محمد بن سلمان أن يرسل إشارة للحداثة، والانفتاح لكن هل ينخدع العالم مجددا؟
يمكنك مطالعة النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا و هنا
اضف تعليقا