لم يتأخر قائد الانقلاب المصري “عبدالفتاح السيسي”، وولي عهد أبوظبي  “محمد بن زايد”، وولي عهد السعودية “محمد بن سلمان”، خلال السنوات الماضية عن شن حملات شعواء لفرض الرقابة على الإسلام، ووسمه بأنه دين الإرهاب.

وفي مقابل ذلك لم تجد مديرة شرطة نيوزيلاندا، “نائلة حسن“،  أكثر الكلمات تعبيرًا لمواساة ذوي ضحايا الهجوم الإرهابى الذى استهدف المصلين بمسجدين بوسط نيوزيلاندا، إلا بتحية الإسلام والثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمة ألقتها لأسر وأقارب ضحايا المسجدين.

وبحسب  فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي استهلت الشرطية خطابها بتحية الإسلام وبالحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أنها مسلمة وفخورة بإسلامها، وكشرطية صدمت من الحادث الذي راح ضحيته 50 شهيداً وعشرات المصابين.

وتابعت : الشرطة لا تدخر جهدًا يمكن القيام به، وتقوم بكل شيء من أجل الضحايا.

وبكت “حسن”، خلال حديثها في ميدان أوتيا وسط مدينة أوكلاند، معبرة عن حزنها جراء الحادث الأليم وما خلفه من مصابين وشهداء.

وقالت نائلة حسن، وهي صاحبة أعلى رتبة يصل إليها ضابط مسلم في نيوزيلند، للحشد المجتمع بهذه المناسبة إنَّها “فخورة بكونها مسلمة وقائدة في شرطة نيوزيلندا”، مضيفة “هذه رسالة تحذير للتأكيد على أمن وسلامة إخواننا وأخواتنا ومجتمعاتنا في جميع أنحاء نيوزيلندا”.

على عكس ذلك، نجد قائد الانقلاب المصري “عبد الفتاح السيسي“، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ، في شهر فبراير الماضي، يطالب الدول الأوروبية بمراقبة المساجد وبإصلاح الخطاب الديني.

واعتاد “السيسي”، في لقاءاته مع المسؤولين الأوربيين أو من أي دولة أخرى على حثهم على مراقبة الممارسات بدور العبادة وما تقوم به وما تنشره.

وسِجِل “السيسي” في الحرب على بيوت الله حافل، وظهر ذلك خلال استهدافها في تدريبات القوات المسلحة ، كما تظهر مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

كما تجرأ نظام “السيسي” على مدار السنوات الماضية على هدم خمسة مساجد بدعاوى مختلفة، كان آخرها مسجد “نور الإسلام” بالإسكندرية، بعدما قام بهدم مساجد أخرى.

وذلك في الوقت الذي لا يستطيع نظام الانقلاب أن يهدم معبدا أو كنيسة، بل قام بوضع ميزانية تجاوزت المليار جنيه لترميم معابد اليهود والكنائس.

وقبل مساجد الإسكندرية، هدمت قوات الأمن المصرية عدة مساجد في محافظة شمال سيناء، ضمن مسلسل متكرر لهدم المساجد الذي بدأ مع العمليات العسكرية للجيش عقب الانقلاب على الرئيس “محمد مرسي”.

وفي عام واحد أمر السيسي بتوسعة 3 كنائس وصرَّح ببناء 4 أخرى جديدة بالإسكندرية، فيما هدمت ميليشياته 39 مسجدًا بينها مساجد أثرية وأخرى مضى عشرات السنين على بنائها.

وأصدر قضاء “السيسي” الشامخ، في 2015، قراراً بغلق المساجد الصغيرة الأقل من 80 متراً؛ بدعوى “حماية النشء من التشدد والتطرف”، وقد ترتَّب على هذا القرار غلق أكثر من 27 ألف مسجد صغير “زاوية” على مستوى الجمهورية، وفق تقديرات رسمية.

وعلى ما يبدو أن “السيسي” يسير على خطى “محمد بن زايد”، فقد سبق وقال نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد “زيغمار غابرييل”، إن ولي عهد إمارة أبوظبي طلب منه عدم التغافل عن الشباب المسلم في المساجد الألمانية، ونصح بتشديد الرقابة عليهم.

وقال غابرييل في أعقاب زيارته لأبو ظبي، في مارس 2015، إن ابن زايد حذره من “انزلاق الشباب المسلم إلى التطرف، لأن هذا الأمر في النهاية سيصيبنا جميعا”.

“بن زايد”، زاد قائلا: “يتعين على المجتمع الألماني أن يكون متيقظا لمن يخطب في المساجد، وماذا يخطب، ولا يجوز أن يكون خطباء من باكستان أو أي دولة معينة في الأرض هم الخيار الوحيد أمام المسلمين في ألمانيا للاستماع إليهم”.

ولي العهد السعودي أيضا لم يغرد خارج السرب، حيث وافقت المملكة العربية السعودية على التخلي عن إدارة أكبر مساجد بلجيكا التي أعارته للرياض في عام 1969 الأمر الذي أتاح لأئمة تدعمهم الرياض التواصل مع جالية متنامية من المهاجرين المسلمين مقابل الحصول على النفط بأسعار تفضيلية للصناعات البلجيكية.

وقبل أن تتولى السعودية إدارته في أواخر الستينيات من القرن الماضي كان المسجد الكبير عبارة عن مبنى غير مستخدم شيد لكي يكون الجناح الشرقي في المعرض الكبير في عام 1880.

وحولت الأموال السعودية المبنى إلى مسجد لكي يسد احتياجات مهاجرين من المغرب استقدمتهم الحكومة للعمل في مناجم الفحم وفي مصانع البلاد.

وتتولى رابطة العالم الإسلامي مؤسسة دعوية تمولها السعودية، وتتخذ من مكة مقرا لها لإدارة المسجد.

وتزامن هذا الاتفاق مع مبادرة سعودية جديدة لم تعلن على الملأ لكن مسؤولين غربيين ذكروا بعض جوانبها لوكالة “رويترز”، وتهدف لإنهاء دعم المساجد والمدارس الدينية في الخارج والتي توجه إليها اتهامات بنشر الأفكار المتشددة.