دائما ما يتم الحديث عن الاتفاق الودي بين محمد بن سلمان وجاريد كوشنر. فولي العهد السعودي، وصهر الرئيس الأمريكي، وهما في الثلاثينات من العمر، يحافظان على علاقات وثيقة، وهو شيء يثير الاهتمام.

 

المشكلة بالنسبة لهذين الشخصين، وفقا لصحيفة “le monade arab” هي صداقتهما، خاصة وأن الأول أمر باغتيال صحفي سعودي، في أروقة قنصلية الرياض في إسطنبول، في أكتوبر الماضي.

كان جمال خاشقجي ينشر باستمرار مقالاته بـ “واشنطن بوست”، منذ ذهابه إلى المنفى في الولايات المتحدة، وهي الصحيفة التي طالبت بإجراء تحقيق في هذه العلاقة، وهي أساس السياسة الأمريكية وفقًا لبعض المحللين.

“لم يعد سرا أن الرجلين كانا على اتصال دائم منذ مجيء إدارة ترامب. لكن بينما انقلب الكثير من الناس داخل وخارج حكومة الولايات المتحدة ضد ولي العهد منذ مقتل خاشقجي ، ظل صهر الرئيس مرتبطًا بصداقته مع بن سلمان”، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.

وأضافت أيضا “يبدو أن كوشنر قد نصح بن سلمان حول كيفية تهدئة العاصفة منذ اندلاع أزمة خاشقجي، وحثه على حل نزاعاته في المنطقة وتجنب المزيد من الحرج”.

 

(انقلابات الدم)

هناك تحدٍ كبير، على كلا الجبهتين اللتين وقف ورائهما ولي العهد منذ وصوله إلى السلطة عام 201، ففي مارس من نفس العام، ورط المملكة العربية السعودية، وكذلك العديد من الدول العربية والإسلامية، في الصراع اليمني، لدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يحارب المتمردين الحوثيين (الشيعة)، والنتيجة، بعد 4 سنوات: عشرات الآلاف من الوفيات، بحسب شبكة بلدي الإعلامية (ACLED)، وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا للأمم المتحدة (UN).

وبعد ذلك بعامين، في عام 2017، قام محمد بن سلمان بقطع العلاقات الإقليمية مع قطر، بدعوى أنها اقتربت أكثر من إيران، العدو اللدود للسعوديين.

اغتيال جمال خاشقجي، إضافة إلى سجن عدد من الشخصيات السعودية في نوفمبر 2017 ، وأيضًا إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على الاستقالة، أصبح أيضًا من بين “انقلابات” الدم السياسي أو الجيوسياسي للأمير، وغالبًا ما يشار إليه على أنه “متهور”  أو من “دعاة الحرب”.

ووفقًا لمارتن إنديك، من ”  Council on Foreign Relations ” وهي مؤسسة فكرية أمريكية غير حزبية ، فإن “العلاقة بين جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان هي أساس سياسة دونالد ترامب ، ليس فقط فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية ، ولكن أيضا تجاه المنطقة”.

 

مصالح مالية

تحتاج الإدارة الأمريكية بالفعل إلى دعم ولي العهد السعودي في القضية الإسرائيلية – الفلسطينية وكذلك لوقف تأثير إيران، العدو الأول لترامب. وبرأي صحيفة نيويورك تايمز، كان القائد الشاب قد أقام عمداً علاقة حميمة مع صهر الرئيس الأمريكي، من أجل الحصول على الرضا (السياسي) لواشنطن، في مقابل الاستثمار بكثاف في الولايات المتحدة خاصة في الشركات التابعة لعشيرة ترامب.

البعض في وزارة الخارجية ، كانوا قلقون من احتمال التلاعب من قبل محمد بن سلمان، الذي لا يزال يحافظ على علاقات وثيقة مع جاريد كوشنر. وفي نيويورك تايمز الخميس 21 مارس، قال ديفيد كيركباتريك: ” منتقدو ترامب زعموا في كثير من الأحيان أن المصالح المالية تحكم تعاملات إدارته مع حكام الخليج الغني بالنفط، ولأنهم مستثمرون كبار في العقارات الأمريكية، فمن المتوقع أن يعود كل من ترامب وجاريد كوشنر إلى أعمالهم التجارية والاستثمارات العقارية عندما يغادران البيت الأبيض”. بمعنى آخر، سيستفيد الرئيس الأمريكي وصهره من الجغرافيا السياسية لإرضاء مصالحهم المالية (المستقبلية).

مزيج بين المال والسياسة، من شأنه أن يؤكد أيضا العلاقة بين جوش كوشنر والنخبة السعودية، فعلى رأس إحدى شركات رأس المال المخاطر، نجد شركة ثرايف كابيتال، التي أسسها جوش كوشينر، الشقيق الأصغر لجاريد كوشينر، وهو ديمقراطي ادعي أنه ضد المرشح الجمهوري في عام 2016، حيث كان جوش في الرياض في أكتوبر 2017 ، قبل قليل من زيارة صهر دونالد ترامب لولي العهد السعودي.

ويقول ديفيد دي كيركباتريك، إن الشركة جمعت مليار دولار في وقت ما بعد رحلة جوش إلى المملكة العربية السعودية، فعندما خرج جاريد ليتحدث عن السياسة، كان جوش هناك من أجل العمل.

وعلى الرغم من أن جاريد كوشنر قطع علاقته بشركة أخيه في الوقت الذي دخل فيه البيت الأبيض، إلا أنه كان يناقش السياسة الأمريكية مع حكام المملكة في نفس الوقت تقريبا الذي كان فيه أخوه يتحدث عن أعماله مع كبار مساعديه.

كما حصل جاريد كوشنر على ما لا يقل عن 8.2 مليون دولار من الأرباح الرأسمالية من مختلف الصناديق التي تديرها ثريف كابيتال أثناء عمله في البيت الأبيض، وفقًا لوثيقة مالية صدرت في مايو 2018.

طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا