صحيفة “لوريون لوجور”: هذه هي “خلافة داعش”  التي رواها السوريون

2019-03-28T14:38:24+02:00الخميس - 28 مارس 2019 - 2:38 م|الوسوم: , , , |

لقد غير تنظيم “داعش” مسار الحرب السورية، وأصبح منذ عام 2014، القضية الرئيسية للنزاع في نظر الغربيين، وبالتالي، حجة قوية لتبرير خطاب النظام القائم على معادلة “الأسد أو الفوضى”، إضافة إلى تعقيد الوضع الجيوسياسي في هذا البلد.

 

لكن بالنسبة لكثير من السوريين، داعش هو وحش من بين آخرين، سرق ثورتهم، في البداية نظر إليه البعض كحليف ضد النظام، فيما أكد آخرون أن دمشق تخلت عنهم وجميعهم في  النهاية أصيبوا بصدمة تجاه جماعة إرهابية أخضعتهم للعنف والإرهاب.

صحيفة “لوريون لو جور” الفرنسية نقلت خلال مقابلة العديد من السوريين شهادات مروعة من المناطق الرئيسية في البلاد، عن كيفية الوضع وقت وجود “خلافة داعش”.

“عندما استولوا على مدينتي ، اعتقدت في البداية أنهم أهل خير. لكن بعد مرور عام، بدأوا في إظهار وجه الشر” يتذكر عارف ما حدث في صيف عام 2013، عندما سقطت مدينة الباب، وهي مدينة صناعية وزراعية في شمال شرق محافظة حلب، في أيدي الجماعات المتمردة بعد قتال مرير ضد قوات بشار الأسد.

بعد بضعة أشهر، تمكن داعش، من أن يكون له اليد العليا من خلال السيطرة الكاملة على المدينة التي غاصت بعد ذلك في جو تشدد متزايد، فالمقاهي وغيرها من الأماكن التي تعتبر غير متوافقة مع الرؤية الصارمة للسادة الجدد تغلق الواحدة تلو الأخرى.

 

عارف، من عائلة سنية، كان يبلغ من العمر 16 عامًا في ذلك الوقت، ويضيف ” إن رؤية أخلاقهم وطريقة حثهم على فعل الخير وعدم التفكير في عللهم جعلني سعيدًا. أصبحت المدينة مزدهرة مرة أخرى، حتى الفقراء يعيشون بشكل جيد”.

 

ويؤكد الشاب البالغ من العمر 21 عامًا ، وهو متزوج الآن وأب لطفل، على الرغم من قصف النظام، كان لدينا شعور بالأمان، غير أن “نظرة التطرف” لدى داعش لم تستغرق وقتًا طويلاً، إذ تحملت المدارس والجامعات وطأة أيديولوجية مصممة على ترسيخ نفسها على المدى الطويل.

في 29 يونيو 2014 ، أعلنت الجماعة “الخلافة ” بين العراق وسوريا وأطلق عليها اسم “الدولة الإسلامية” لم يتمكنوا من تحمل النقاش لأن تفكيرهم هو الصحيح. يقول عارف: “لم ينل المدنيون رضاهم لأنهم تركوا الجهاد” وفي ظل خلافهم مع الجماعة لم تهدأ الأمور إلا “عندما تعاقبت عمليات الإعدام”.

أما في حلب يتذكر كريم، البالغ من العمر 31 عامًا، النزاعات الداخلية بين داعش والجيش السوري الحر في ذلك الوقت مع بداية حملة البراميل المتفجرة التي أطلقها النظام على المدينة، وعلى غرار عارف، لم يفهم كريم من النظرة الأولى النوايا الحقيقية لداعش.

ويقول “لقد رأيتهم كأبطال غادروا بلادهم ومنازلهم وحياتهم السلمية لإنقاذ الشعب السوري والدفاع عنه”، وبعيدًا عن تخيله أن المجموعة ستصبح ذات يوم أحد “حفاري قبور الثورة السورية “، سرعان ما فهم كريم مع من يتعامل أثناء تطوعه في جمعية خيرية حيث يقدم دروس اللغة الإنجليزية للمراهقين.

 

وأوضح أنه في ديسمبر 2013، قدم ثلاثة جهاديين، من مقرهم على بعد 50 متر، دون سابق إنذار إلى المدرسة: مصري، مسؤول عن التدريس، يدعى أبو عمر المصري، يرافقه اثنان من أتباعه، روسي وأذربيجاني، وقدم قائمة بالطلبات إلى مدير المدرسة.

 

وأشار إلى أن الطلبات كانت إلغاء دورات الفلسفة والأطروحات القومية، وكذلك حظر المعلمين الذكور لتعليم الفتيات، والعكس بالعكس، لكن عندما اعترض كريم، رئيس المؤسسة، الراغب في تجنب أي صدام أو إغلاق، استغني عنه والتزم بمطالب الجهاديين.

 

أم وديع من ساكني حي سد البوشرية المسيحي، كانت مع أكثر من 200 مسيحي رهائن عند “داعش” لمدة عام تقريبا،  في يوم الاثنين الموافق 23 فبراير من عام 2015 ، اقتحم عشرات الجهاديين المدججين بالسلاح قرية تل شاميران في محافظة الحسكة ونادي جندي من أصل قوقازي، له لحية حمراء على رب الأسرة إسحاق “اخرج من منزلك، اخرج من منزلك”.

وفي محاولة للهروب من خاطفيهم ، تلقى الأب رصاصة في الرقبة، قبل أن يتم القبض عليهم، ووضعهم مثل بقية من في القرية، في مركبات إلى الشدادي ، وهي مدينة نفطية ، يسيطر عليها داعش منذ عام 2013. تم القبض على 231 شخصًا، من بينهم 24 طفلاً، من عدة قرى مسيحية على طول النهر من قبل المنظمة الجهادية.

وبعد أيام قليلة، يرسل داعش مبعوثًا للأسقف الآشوري، للمطالبة بفدية بمبلغ ضخم، تصل إلى 25 مليون دولار، لكن النظام السوري هدد الأسقف إن دفع المبلغ بدعاوى قضائية على أساس أن دفع فدية لداعش سيكون بمثابة تمويل للإرهاب.

وفي ظل تعطل المفاوضات بدأ داعش يفقد صبره، وفي 23 سبتمبر 2015 ، يوم عيد الأضحى تم نقل ثلاثة إلى الصحراء بملابس برتقالية وأطلق النار على رأسهم وهم يواجهون الكاميرا، وأثار الفيديو موجة صدمة عالمية، مما عجل المفاوضات وتدفقت التبرعات من الشتات الأشوري في جميع أنحاء العالم والمجتمع المسيحي الأوسع.

 

وتقول أم وديع في أحد الأيام، جاءت نساء “الخلافة” لاختيار ثلاث فتيات من بين الأسرى المسيحيين بناء على أوامر من “أمير الجماعة”: اختاروا أجملهم، وكانت تدعى كارولين شليمون، 14 عاما”، وبعد ذلك كانت النساء يقمن بقص شعرهن حتى لا يتم اختيارهن ويصبحن عبيدا للجنس.

 

ويوضح فادي من الأسرى “كان الجهاديون أغبياء لدرجة أنه حتى لو كانت الفتاة جميلة بشكل لا يصدق لكن شعرها قصير أو أحد أو خلعت إحدى أسنانها، لا يخترونها”. وبعد 8 أشهر، يتم نقل أم وديع وعشرات السجناء الآخرين إلى الرقة، حتى أسفرت المفاوضات بين الطرفين عن دفع ما يقرب من 5 ملايين دولار ، وبدأ إطلاق سراح الرهائن في مجموعات من أغسطس 2015 ، وحتى 22 فبراير 2016.

 

كذلك الرقة، التي كان عدد سكانها حوالي 200000 نسمة قبل بدء الحرب في عام 2011 ، أول عاصمة إقليمية تقع في أيدي المتمردين المعارضين لبشار الأسد في مارس 2013. وبعد أقل من عام، أصبحت بالكامل تحت أيدي تنظيم داعش الذي لم يستمر طويلا في فرض الإرهاب.

 

يتذكر أحمد ، 25 عاماً “في البداية ، اعتقدنا أنهم كانوا مثل كل المجموعات المتمردة الأخرى ، لكنهم سرعان ما أظهروا وجههم الحقيقي”، في الطريق إلى الجامعة، يلتقي الشاب بالمقاتلين الأوروبيين والآسيويين والقوقازيين والعرب الذين يمشون في مدينته التي تم فتحها.

ويضيف “سيرهم آلاف الكيلومترات، من أجل القدوم إلى سوريا، جعلنا نتخيل أنهم لم يأتوا لسرقتنا. ثم أدركنا الحقيقة، لقد رأيت الألمان والصينيين والفرنسيين وغيرهم من الجنسيات. تركزوا في وسط المدينة وكانوا مسؤولين عن إدارة المؤسسات. لقد تحدثوا إلينا باللغة العربية وبدوا أكثر انخراطًا من المقاتلين العرب الآخرين”.

 

أما ليث فأكد أن داعش سجن الناس باسم بالدين ولم يجرؤ أحد على معارضته، أثناء الصلاة ، كان عليك إيقاف كل ما تفعله، وإلا تعرض نفسك للجلد، يتم حرق المتاجر التي تبيع التبغ ويدخن المستهلكون سراً. حفلات الزفاف تتم دون موسيقى وفي مجموعات صغيرة.

 

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا

 

شارك المقال...

اضف تعليقا


اذهب إلى الأعلى