أعلنت الولايات المتحدة اعتبار “الحرس الثوري” الإسلامي الإيراني منظمة إرهابية. وقال الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” أمس، “إن الولايات المتحدة صنفت “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية أجنبية”.

 

وأوضح “ترامب” أن “الحرس الثوري” يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة.

 

وقال “إن الحرس الثوري هو الوسيلة الأساسية للحكومة الإيرانية لتوجيه وتطبيق حملتها الإرهابية العالمية”.

 

وأضاف “هذا التصنيف يوضح بشكل قاطع مخاطر التعامل ماليا أو تقديم الدعم بأي صورة لـ”لحرس الثوري” الإيراني، لذا فإن كل من لديه تعامل مالي مع الحرس الثوري يكون راعيا وممولا للإرهاب”.

 

وشدد على أن أميركا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران، بسبب دعمها للأنشطة الإرهابية.

 

وأضاف “أن هذا الإدراج سيشكل ضغطا كبيرا على النظام في طهران، مبررا ذلك بكون “الحرس الثوري” انخرط في أعمال إرهابية، خلال السنوات الماضية ولم يكتف فقط بدعم منظمات إرهابية”.

وتعد هذه المرة الأولى التي يصنف فيها جيش نظامي منظمة إرهابية.

 

وعلى الجانب الآخر، قال مجلس الأمن القومي الإيراني “إن تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية يعرض الأمن الإقليمي للخطر”، وصنف بدوره القوات الأميركية في المنطقة على لوائح الإرهاب.

 

وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني، أن واشنطن تتحمل مسؤولية التداعيات الخطيرة لتصنيف الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.

 

ويحذر منتقدون من أن هذه الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة.

 

وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” “إن تصنيف “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية هو الرد المناسب على سلوك النظام الإيراني”.

 

ورد نظيره الإيراني “محمد جواد ظريف”، أن إيران تصنف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، والقرن الأفريقي في قائمة الجماعات التي تعتبرها إيران إرهابية.

وكتب “ظريف” رسالة إلى الرئيس الإيراني “حسن روحاني” يحضه على القيام بذلك، حسب بيان لوزارة الخارجية، صدر بعد الإعلان عن قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

 

وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أن قرار واشنطن بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية يتعارض مع القانون الدولي، وأنه غير قانوني.

 

وكانت الولايات المتحدة أدرجت بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص في قوائم سوداء لانتمائهم إلى “الحرس الثوري”، لكنها لم تدرج القوة بأكملها في تلك القوائم.

 

وقرار “ترامب” يمنع المواطنين الأميركيين والكيانات الأميركية من القيام بأي تعاملات مع هذه القوة العسكرية، وذلك يضعهم تحت طائلة الملاحقة القانونية.

 

وحسب صحيفة “وول ستريت”، يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية كثفت ضغوطها الاقتصادية على إيران، بعد قرار ترامب بالانسحاب من الأتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى عام 2015.

 

وكانت الولايات المتحدة فرضت في 2018 عقوبات اقتصادية مشددة على الحرس الثوري.

 

وشكك الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” من جدوى هذا الإجراء.

 

ويخشى “البنتاغون” و”سي آي أي” كذلك، من التداعيات المحتملة لهذا الإجراء على القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

 

من هو الحرس الثورى؟

 

أنشئ “الحرس الثوري” عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وقتها، الامام “الخميني”، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية.

 

فبعد سقوط الشاه، أدركت السلطات الجديدة، أنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بأهداف النظام الجديد والدفاع عن “قيم ومبادئ الثورة”.

 

وهو جيش عقائدي لحماية الثورة الإسلامية في إيران من التهديدات الداخلية والخارجية، ويتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبيرين.

 

ويدعم “فيلق القدس” نظام الرئيس السوري “بشار الأسد” في سوريا و”حزب الله” في لبنان، ويعتبر قوات النخبة في الحرس الثوري والذراع الخارجية.

 

فقد “الحرس الثورى” خلال الحرب في سوريا بعض من كبار قادته، وكان أبرزهم اللواء “حسين همداني” قائد قوات الحرس في سوريا خلال المعارك في ريف حلب.

 

ويقال أن “الحرس الثوري” يحتفظ بعناصر له في السفارات الإيرانية عبر العالم، فهذه العناصر تقوم بتنفيذ العمليات الاستخباراتية، وتساهم في تقديم الدعم لحلفاء إيران في الخارج.

 

وسن النظام الثوري قانونا جديدا يشمل كلا من القوات العسكرية النظامية، وتناط بها مهمة الدفاع عن حدود البلاد، وحفظ الأمن الداخلي، وقوات الحرس الثوري  وتكلف بحماية النظام الحاكم.

 

أما على أرض الواقع، فقد تداخلت أدوار القوتين المذكورتين على الدوام، فـ”الحرس الثوري” مثلا يقوم أيضا بمهام المساعدة في حفظ النظام العام، ويعزز باستمرار من قوته العسكرية، والبحرية، والجوية. ومع مرور الوقت تحول الحرس الثوري إلى قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في ايران.

 

ويعتقد أن “الحرس الثورى” يسيطر على حوالي ثلث الاقتصاد الإيراني، وذلك من خلال تحكمه بالعديد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات التي تعمل في مختلف المجالات.

 

وهو ثالث أغنى مؤسسة في إيران بعد كل من مؤسسة النفط الايرانية، ووقف “الإمام رضا”، وهو ما يمكن الحرس من استقطاب وتجنيد الشبان المتدينين بمنحهم رواتب مغرية.

 

ويقدر عدد أفراد “الحرس الثوري” بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويشرف على أسلحة إيران الاستراتيجية.

 

على الرغم من أن عدد عناصر “الحرس الثوري” يقل عن عدد “قوات الجيش” النظامي، إلا أنه يعتبر القوة العسكرية المهيمنة في إيران، ويتولى المهام العسكرية الكبيرة في البلاد وخارجها.