عقب بيان “عوض بن عوف” وزير الدفاع السوداني، بالإطاحة بالحكم واقتلاع النظام، والتحفظ على رئيس السودان “عمر البشير”في مكان آمن.
جاء رد الشارع السوداني برفض البيان، واعتبره انقلاب عسكرى على “عمر البشير”، وليس فيه ما يحقق طلبات الشعب السوداني.
وهتف مئات آلاف من السودانيين ضد وزير الدفاع السوداني “بن عوف” بعد أقل من ساعة من تلاوته البيان.
وعبرت المعارضة السودانية عن رفضها للحكم العسكري وطالبت بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية، مؤكدة على مواصلة التظاهرات إلى حين تحقق مطالب الحراك الشعبي.
ونادى المعتصمون أمام مقرات الجيش السوداني بسقوط الوزير “بن عوف”، وقالوا إنهم “لن يستبدلوا انقلابا بانقلاب”.
نداء للجيش
ووجه تجمع المهنيين السودانيين نداء إلى جميع ضباط القوات المسلحة، مطالبين منهم في الوقوف في صف الشعب السوداني، للقضاء على الفساد.
جاء ذلك النداء على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر فيه “إلى الذين انحازوا إلى الشعب، وتصدوا ببسالة تاريخية لمحاولات النيل من المعتصمين في القيادة العامة، وقدموا شهداء سطر التاريخ أسماءهم بالذهب”.
“تابعتم محاولة سرقة ثورة شعبكم الباسلة من قبل سدنة النظام، لإعادة إنتاج ذات حواضن الفساد والقهر والظلم”.
وأكد النداء على ثقتهم في جنود القوات المسلحة،ودعتهم للوقوف في صف واحد مع الجيشمن أجل الوطن، وذلك أيضا من أجل عودة القوات المسلحة المختطفة إلى وضعها الطبيعي والرائد، قوات الشعب المسلحة.
وأصدر تجمع المهنيين السودانيين نفسه بيان مشترك باسم قوى إعلان الحرية والتغيير، قال فيه إن “سلطات النظام نفذت انقلابا عسكريا تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها”.
وأضاف: “يسعى من دمروا البلاد وقتلوا شعبها أن يسرقوا كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان”.
وأعلن التجمع رفض “ما ورد في بيان انقلابيي النظام هذا وندعو شعبنا العظيم للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم وللبقاء في الشوارع في كل مدن السودان مستمسكين بالميادين والطرقات التي حررناها عنوة واقتداراً حتى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة. هذا هو القول الفصل وموعدنا الشوارع التي لا تخون”.
وضمن ردود الفعل الأولية أيضا، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير” إن بيان وزير الدفاع محاولة لإعادة إنتاج نظام “البشير”، مطالبا “بإسقاط النظام بكامل أجهزته ورموزه”.
الرد الدولي
وعن رد الفعل الدولى، طالبت المحكمة الجنائية الدولية السلطات السودانية بتسليم الرئيس المخلوع “البشير”، تنفيذا لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم المحكمة “فادي العبدلله”، “أن المحكمة لا تعلق حول الأوضاع الداخلية في أي بلد، أما “البشير” فقد أصدرت المحكمة أمرين بالقبض عليه ولا يزالان ساريي المفعول”.
أضاف أن المحكمة تطلب من السلطات السودانية التعاون في شأن هذه الأوامر، لتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي ألزم السودان بالتعاون مع المحكمة.
وأكد الاتحاد الأوروبي متابعته لتطورات الوضع في السودان، عقب إعلان الجيش اقتلاع النظام واعتقال رأسه.
وقالت المتحدثة باسم منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” في مؤتمر صحفي بمقر المفوضية في بروكسل إن الاتحاد يراقب التطورات المتسارعة في السودان عن كثب”.
وأضافت “ناشدنا كافة الأطراف الامتناع عن العنف والتصعيد، والعمل على إطلاق عملية سلام تأخذ في عين الاعتبار آمال الشعب السوداني في تحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية”.
وأوضحت أن بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم لا تزال موجودة وتقوم بعملها.
وعن الموقف المصري، قالت وزارة الخارجية المصرية “إن مصر تتابع عن كثب وببالغ الأهتمام التطورات الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان”.
وأكدت الوزارة في بيان لها، على دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق حوله الشعب السوداني في تلك المرحلة الهامة.
وعلقت روسيا في الساعات الأولى بعد أنباء عزل “البشير”، واعتقال قيادات عسكرية سابقة، وقيادات في الحزب الحاكم.
وقالت الرئاسة الروسية “إن موسكو تراقب الوضع في السودان عن كثب، وتأمل في عدم حدوث أي تصعيد”.
وتابعت: “موسكو تأمل في بقاء العلاقات الروسية السودانية ثابتة في سياسة السودان الخارجية”، مضيفة: “ما يجري في السودان شأن داخلي ونأمل بعودة الأوضاع إلى الأطر الدستورية”.
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي “قسطنطين كوساتشوف” رفضه لأي سيناريو لتغيير السلطة في السودان بطريقة غير دستورية.
وقال في تغريدة على “تويتر”: “في السودان حصل انقلاب عسكري، لا أستطيع أن أحكم من على حق ومن ليس على حق هناك. أريد أن أذكر بموقفي المبدئي المتمثل في رفض سيناريوهات التغيير غير الدستوري للسلطة”.
وصرح رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي “ليونيد سلوتسكي” بأن قادة السودان سيسعون إلى التعاون مع روسيا، بغض النظر عن مكونات المؤسسات الحكومية.
وأوضح أن كل من سيأتي إلى السلطة في السودان في النهاية، وبغض النظر عن كيفية تكوين المؤسسات الحكومية، فإنهم بلا شك سوف يسعون إلى التعاون مع روسيا.
وتابع:”واثق من أننا سنحافظ على العلاقات مع هذا البلد، لقد حافظنا دائما على علاقات وثيقة مع السودان، منذ الحقبة السوفيتية، إذ هذه الدولة أهم موقع جغرافي في القارة الأفريقية في العالم العربي”.
من جانبها، هنأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الشعب السوداني الشقيق بتغيير السلطة في بلاده، وأكدت ثقتها بانتقال سلمي للسلطة نحو دولة لكل مواطنيها.
وأكدت الجبهة في بيان لها، على ثقتها بأن وعي الشعب السوداني وقواه السياسية كفيل بإحداث الانتقال السلمي للحكم في البلاد، ورسم تجربة جديدة عنوانها الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وتحرير البلاد من التبعية وضمان الأمن والاستقرار للمواطنين.
وقد تلا وزير الدفاع السوداني “عوض بن عوف” اليوم الخميس البيان الأول للجيش، معلنا اقتلاع النظام والتحفظ على الرئيس “عمر البشير” في مكان آمن.
كما أعلن بن عوف تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان تجرى في نهايتها انتخابات.
اضف تعليقا