“في الصباح الباكر سيضطر آلاف من طلاب الجامعات المصرية للاستيقاظ والذهاب إلى الجامعة للوقوف في صفوف متساوية مختلطة أو غير مختلطة، لترديد النشيد الوطني في صوت جماعي خلال طابور الصباح”

ماذكر سلفا ليس من قبيل الدعابة ولا الحديث الساخر، لكنه قد يصبح أمرا واقعا ومفروضا على كل الجامعات المصرية، بعد أن عرضت وزارة التعليم العالي مشروع قانون على مجلس نواب السيسي، للمطالبة بإقرار قانون يلزم طلاب الجامعات بترديد النشيد الوطني بشكل يومي في طابور الصباح لتعزيز روح الانتماء والوطنية لدى الطلاب.

وفي محاولة الوزير لإقناع رؤساء الجامعات بهذا الأمر شهد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، بحكومة السيسي، طابور الصباح الأول بالجامعات المصرية، وتحديدا في جامعة “عين شمس” حيث حرص على أداء طلاب الجامعة تحية العلم في أول أيام العام الدراسي الجديد، وعزف النشيد الوطني، وطابور عرض لحملة الأعلام من كليات الجامعة المختلفة.

تواجد “عبد الغفار” في عين شمس، ليشارك رئيسها وطلابها، في أداء تحية العلم، التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات، في اليوم الأول لبدء العام الدراسي، أثار موجة من الجدل الواسع والسخرية بين الطلاب ونشطاء مواقع التواصل، والذين أكدوا أن مثل تلك التصرفات لاتحدث في أي دولة من دولة العالم المتحضر.

فيما أكد نشطاء ومغردون أن الوزير يستخف بعقول الطلاب حين يقول إن ترديد النشيد الوطني صباح كل يوم سيعزز من روح الانتماء عند الطلاب، في حين أن الطلاب أنفسهم يواجهون الاعتقال والقتل والتشريد على يد النظام الحاكم في الدولة التي يتغنون لها.

فيما أكد مغردون آخرون أن تعزيز روح الانتماء لن يأتي بطابور الصباح، وإنما بالقضاء على الفساد والمحسوبية، وبشعور الطلاب بحريتهم في وطنهم، وبحصولهم على تعليم لائق بسوق العمل، وعلى وظائف بعد التخرج، وعلى اقتصاد جيد يرفع الكاهل عن أعبائهم، وييسر لهم سبل الحياة الكريمة.