فور نشر وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بيان وزارة الخارجية الذي أكد تعرُّض سفن تجارية لعمليات “تخريب” صباح الأحد، فتحت القنوات الفضائية موجات بث مفتوحة فترة من الزمن، تحلل الحدث الأمني “الخطير” بحسب وصف أبوظبي، والتي لم تتهم به أحداً رسمياً، رغم دندنة إعلامها حول إيران، وذلك خشية أن يكون “شرارة تصعيد عسكري في المنطقة”.
وحاول كثير من المحللين محاولة فهم ما حصل، لا سيما أن توقيت استهداف السفن لافت، خصوصاً أنه تزامن مع دفع الولايات المتحدة الأمريكية بحاملة طائرات إلى المنطقة العربية، وكذلك مع تحذير أمريكي رسمي من هجمات ضد سفن تجارية أو ناقلات نفط من قبل إيران أو أحد وكلائها في المنطقة، كما قالت قبل يومين فقط.
إلا أن هناك عديداً من الألغاز والتساؤلات ما زالت تحتاج توضيحاً، جزء منها قد يفسر ما حصل أو قد يعطي مؤشرات على طبيعة “التخريب” الحاصل، وقد قام فريق “الخليج أونلاين” بحصر أهم هذه الألغاز والتساؤلات:
من فعلها؟
تساؤل من يقف وراء استهداف أربع سفن تجارية مازال هو الأكثر إلحاحاً، خصوصاً أن ترجيحات الكثير من الخبراء أنه ليس من مصلحة أحد، حتى طهران، توتير الأوضاع أكثر مما هي عليه، لكن هناك من قال في الوقت ذاته إن الأمر قد يكون بمثابة رسالة إيرانية غير مباشرة. لكن الخيارات قد تكون محصورة في: إيران، الحوثيون، داعش، أو جهة غير متوقعة قد تتكشف مع الأيام.
كيف تم “تخريب” أربع سفن؟
الأمر المستغرب في استهداف السفن الأربعة، إن كانت هي أربعة فقط حسب ما أعلنته أبوظبي، هو تنفيذ عمليات ضدها بوقت متزامن، ما يثير تساؤلات إن كان الاستهداف عبارة عن قنابل موقوتة، لغم بحري، طائرة مسيرة مفخخة، استهداف بصواريخ بعيدة المدى، عملية انتحارية، أو تخريب من نوع آخر، خصوصاً أن الحديث عن سفن نقل ضخمة.
توقيت التنفيذ
استهداف السفن الأربعة جاء في وقت لا يختلف اثنان أنه حرج للغاية، وأن من اختار تنفيذ هذا الهجوم كان قاصداً به ولم يأت صدفة. ففي قمة التوتر والحرب الكلامية بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، وفي ظل أجواء حرب مشابهة لعام 2004، وبعد يومين أو أقل من تحذير أمريكي من مثل هذه الهجمات؛ تقع هجمات “دون فاعل” حتى الآن!
ما هي جنسيات السفن المستهدفة؟
اكتفت وزارة الخارجية الإماراتية في بيانها بعبارة أن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريب، إلا أنه لأسباب غير معلومة لم تكشف الخارجية عن جنسية هذه السفن أو الأعلام التي كانت ترفعها، رغم أن وسائل إعلام إيرانية قالت إن السفن المستهدفة هي إماراتية وسعودية وأخرى ترفع علم الدومينكان، لكن ذلك لم يؤكد من مصدر آخر.
ما حقيقة عدد السفن المستهدفة؟
الإمارات أعلنت رسمياً أن السفن المستهدفة هي أربعة، لكن مصادر خليجية كانت أبلغت قناة الميادين، قبل اعتراف أبوظبي بما حصل، أن السفن المستهدفة ما بين سبعة وعشرة سفن، بينها سفن نقل نفط، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول السفن المستهدفة.
نفي ثم تأكيد!
قناة “الميادين” وقناة إيرانية كانت أعلنت في ساعة مبكرة من صباح الأحد عن وقوع عدة انفجارات عنيفة في ميناء الفجيرة، استهدفت عدة سفن، إلا أن إمارة الفجيرة نفت ذلك بشكل قاطع، وقالت إن ما نُشر هو “كذب”، وطلبت من وسائل الإعلام تحري الدقة.
لكن بعد مرور عدة ساعات؛ أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بياناً أكدت فيه تعرض أربع سفن لعمليات تخريبية في المياه الإقليمية القريبة من ميناء الفجيرة. وبقي السؤال: ما سر النفي القطعي ثم التأكيد، وعملياً ما هي المعلومات الأكثر دقة، ما نُشر في الصباح عن استهداف ما بين 7 و10 سفن أم أربعة فقط؟
من أين قدمت السفن؟
في إطار التساؤلات التي قد تعكس إجاباتها سير التفكير؛ هو من أين جاءت هذه السفن التجارية، هل خرجت من ميناء الفجيرة الإماراتي ثم تعرضت “لعمل تخريبي” في المياه الإقليمية للإمارات، أم كانت قادمة من دولة أخرى باتجاه ميناء الفجيرة؟ وما علاقة ذلك بالتفجير والجهة التي تقف وراءه.
لماذا لم يصرّح أصحاب السفن الأجنبية؟
كان لافتاً للانتباه أن الدول التي تتبع لها السفن الأربعة المستهدفة لم تصدر أي بيان تذكر فيه ما حصل أو تصريح يوضح تفاصيل تتعلق بحمولة السفن وخط سيرها، رغم مرور نحو يوم كامل عن الاستهداف.
تأخر استنكار السعودية!
من الأمور المثيرة للاهتمام؛ أنه وعلى غير العادة تأخرت المملكة العربية السعودية في إصدار موقف من استهداف السفن التجارية قرب ميناء الفجيرة، في حين أصدرت كل من البحرين ومصر موقفاً سريعاً.
لماذا “الخارجية” هي من أصدرت البيان؟
من بين الأمور التي يجري الحديث عنها هو سبب قيام وزارة الخارجية الإماراتية بالإعلان عن تعرض السفن لعمليات تخريب، في حين كان متوقع أن يُعلن ذلك من قبل جهات أمنية سيادية، أو على الأقل إمارة الفجيرة، والتي تصدرت المشهد في البداية عبر إصدار بيان نفي وجود أي انفجارات عنيفة في الميناء استهدفت سفناً.
اضف تعليقا