قبل بضعة أيام، كان من المفترض أن يصدر “مركز عبد الله الحوراني” للدراسات والتوثيق الفلسطيني (تابع لمنظمة التحرير) كتابيْن عن القضية الفلسطينية، لكن تدمير إسرائيل لبناية “الخزندار” في مدينة غزة، التي تضم بين طوابقها هذا المركز، حال دون ذلك .
وتحوّل المكان الذي عمل طوال 22 عاما، على توثيق التاريخ والثقافة الفلسطينية، إلى مجرد ركام بفعل القصف الإسرائيلي الذي طاله. وتسبب القصف بتدمير مكتبة المركز، والتي تضم آلاف العناوين من الكتب والدراسات والتقارير الأرشيفية.
وفي 5 مايو/ أيار الجاري، قصفت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بناية “الخزندار” المكونة من 8 طوابق في حي “الرمال” غربي مدنية غزة، التي تضم مركز “الحوراني”.
وبررت إسرائيل قصفها للبناية باحتوائها على مكاتب تابعة لحركة “حماس” الفلسطينية.
وتأسس مركز “عبد الله الحوراني” للدراسات والتوثيق عام 1997 بقرار من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ويعتبر المركز مرجعاً وحاضنة للكثير من الباحثين والكتاب، بعد ما حققه من انجازات ثقافية وتاريخية على صعيد القضية الفلسطينية، وذلك بحسب ناهض زقوت مدير عام المركز في قطاع غزة.
وقال زقوت في حديث لوكالة الأناضول: “إن المركز ذو طبيعة وطنية، ويستضيف الندوات والمؤتمرات الخاصة باللاجئين أو الفعاليات الخاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية، كما كان له دراسات وكتب مهمة مختصة بالحوار والعصف الفكري أو الندوات والأنشطة الخاصة بالوحدة الوطنية والهموم والقضايا الفلسطينية والعربية”.
وأضاف: “إن إسرائيل دمرت بعنجهيتها أكثر من 10 آلاف كتاب ودراسة ووثيقة وأرشيف للتاريخ الفلسطيني سواء في الإطار الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي”.
وتابع: “عملنا على مدار ٢٢ عاما، على إعداد الدراسات وجمع الكتب النادرة وحفظها وتنظيم الفعاليات والأنشطة حول حقوق الإنسان وانتهاكات الاحتلال ضد شعبنا”.
وأضاف:” إسرائيل تستهدف كل الرموز الثقافية والحضارية بهدف مسح كل معلم ثقافي يؤثر على وعي وتفكير الناس”.
واستدرك بالقول: “نقول لإسرائيل، ولكل من يسعى لتدمير ثقافتنا: سنعيد بناء المكان وأفضل مما كان وسنحافظ على فكرة المركز”.
ويعمل المركز على دعم وتعزيز البعد الثقافي والوطني في نفوس الفلسطينيين، كما له رسالة وطنية قومية بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.
وعبّر زقوت عن حزنه لتدمير المركز، لما يشكله من “أهمية في دعم القضية الفلسطينية، وتعميق للدراسات والأبحاث التي ترتبط بفلسطين وتاريخها ونضالاتها”.
ولفت إلى أن المركز نظّم مئات الندوات حول تعزيز الوحدة الوطنية، وسلط الضوء عن الكثير من القضايا التي تغيب عن وعي الناس.
من جانبها، اعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية، استهداف البناية السكنية التي تضم مركز “عبد الله الحوراني” للدراسات والتوثيق “جريمة حرب ممنهجة تستهدف الإنسان وذاكرة شعبنا”.
وطالبت الوزارة في بيان صدر عنها، بضرورة توفير الحماية الدولية الفورية لشعبنا في القطاع والضفة الصامدة والقدس العاصمة.
اضف تعليقا