قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنّ الرئيس، دونالد ترامب، يشعر بالإحباط من مستشاريه، وإنه لا يرى الوقت مناسباً لمهاجمة إيران، وذلك بعد أيام من حالة التأهب القصوى رداً على ما اعتبره مسؤولو الجيش والمخابرات تهديدات ذات مصداقية من إيران ضد الأمريكيين في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين قولهم إنّ ترامب يشعر بالإحباط من بعض كبار مستشاريه؛ الذين يعتقدُ أنهم يدفعون الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع إيران خلافاً لتعهداته السابقة بالانسحاب من الحروب الخارجية باهظة الثمن، حيث يفضل ترامب اتباع نهج دبلوماسي لحل التوترات، ويريد التحدث مباشرة مع قادة إيران.

وتابعت الصحيفة أن الخلافات حول التقييم والاستجابة لتقارير المخابرات الأخيرة أفسدت التحالفات مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.

وقال أحد مسؤولي إدارة ترامب للواشنطن بوست، إنّ ترامب غضب عقب محادثات أجراها مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، الأسبوع الماضي؛ بسبب ما يعتقد أنه تخطيط للحرب يسبق وقته.

وأضاف أنهم يخرجون أمامه وينزعج ترامب منهم، كان هناك تدافع بين بولتون وبومبيو، من يصل أولاً للرئيس، ترامب لم يكن مرتاحاً لحديث كل منهما؛ كانوا يرددون عليه ضرورة تغيير النظام، وكان يشعر بالانزعاج لأن تلك الأجواء تشبه أجواء ما قبل غزو العراق عام 2003.

وأردفت الصحيفة؛ عندما تم سؤال غاريت ماركيز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، حول انزعاج ترامب وخيبة أمله من بولتون، قال: “هذا التقرير لا يعكس الواقع بدقة”.

وتحدث مسؤول أمريكي آخر للصحيفة قائلاً: إنّ “ترامب لا يميل إلى استخدام القوة ضد الإيرانيين ما لم تكن هناك خطوة كبيرة تُقدم عليها طهران”، ومع ذلك فإنه أكّد أن ترامب مستعد للرد بقوة إذا كان هناك قتلى أمريكيون أو تصعيد دراماتيكي.

وأضاف أنه بينما يتذمر ترامب بشأن بولتون بشكل منتظم إلى حد ما، فإن سخطه من مستشار الأمن القومي لا يقترب من المستويات التي وصل إليها مع ريكس تيلرسون، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهده أيضاً.

ونفى الرئيس الأمريكي وجود أيّ “صراع داخلي” يتعلق بسياساته في الشرق الأوسط في تغريدة له، أمس الأربعاء، وقال: “لا يوجد صراع داخلي على الإطلاق”.

وقال البنتاغون ومسؤولو المخابرات إنّ ثلاثة تصرفات إيرانية مثيرة دفعت لحالة الإنذار لدى الإدارة الأمريكية؛ منها معلومات تشير إلى وجود تهديد إيراني ضد المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في بغداد وأربيل، ومخاوف من نية إيران تركيب قاذفات صواريخ على سفن صغيرة في الخليج، وأيضاً توجيه من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي لفيلق القدس، وهي التي فسرها مسؤولون أمريكيون بأنها قد تحمل تهديداً محتملاً للقوات الأمريكية.

وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون هناك خلافات حول نوايا إيران النهائية، وما إذا كانت المعلومات الاستخبارية الأخيرة تشير إلى ضرورة وجود رد أقوى مما جرى في المرات السابقة.

بعض المسؤولين الغربيين قلقون من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات إلى مواجهة وصراع مسلح، خاصة في حال لجأت إيران لاستخدام المليشيات التابعة لها في مهاجمة القوات الأمريكية.

من جانب آخر بيّن مسؤولو الدفاع أنّهم يفكرون فيما إذا كانوا سيرسلون أسلحة أو أفراداً إضافيين إلى منطقة الخليج العربي لتعزيز قوة الردع ضد أي عمل محتمل من قبل إيران أو الجماعات التابعة لها، لكنهم يأملون أن تؤدي عمليات الانتشار الأخيرة إلى منع وقوع هجمات.