يشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بنفسه وعلى طريقته، في حملة حزبه “الجمهورية إلى الأمام” للانتخابات الأوروبية، المقررة في بلاده، الأحد المقبل.
وبعد أن جرّب ماكرون مخاطبة الناخبين الأوروبيين في رسالة مفتوحة إليهم، ثم عبر لقاء مع صحف جهوية فرنسية، ثم لقاء مع مثقفين فرنسيين، جاء دور مخاطبة الشباب، من أجل إقناعهم بالتصويت.
واختار ماكرون مخاطبة الشباب، مساء اليوم الجمعة، في لقاء مع هوغو ترافيرس الذي يدير قناة “هوغو-ديكريبت” على موقع “يوتيوب”، ويتابع صفحته أكثر من 300 ألف شخص.
وتخشى دوائر مقربة من الإيليزيه أنّ الامتناع عن التصويت، وخاصة لدى الشباب، يهدد النجاح في هذه الانتخابات.
ويتقاسم سياسيون فرنسيون مخاوف من تأثير الامتناع عن التصويت، ولكن أكثرهم قلَقاً، هم قادة اليسار؛ أي حزب “فرنسا غير الخاضعة” والاشتراكيون الذين يرون قسماً من ناخبيهم يعزفون عن التصويت، وآخرين ترتادهم رغبة في “التصويب المفيد”، وهو ما يعني الاختيار بين ماكرون، وزعيمة حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف مارين لوبان.
غالباً ما يقاطع الناخبون الفرنسيون الشباب الانتخابات الأوروبية، إذ لم يصوت، في الانتخابات السابقة سنة 2014، سوى 28% من الفئات العمرية ما بين 18 و24 سنة.
وفي ما يخص هذه الانتخابات، كشف تحقيق أجراه معهد “إبسوس-سوبرا ستيريا”، ونشرت نتائجه صحيفة “لوموند”، فإنّ 43% فقط من الناخبين الفرنسيين، أكدوا أنّهم واثقون من التصويت، يوم الأحد.
كما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “أودوكسا”، أنّ 70% من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة، يمكن أن يمتنعوا عن التصويت.
ويبدو بحسب استطلاعات الرأي، أنّ الحزبين المتصدرين لها، نجحا في جذب ناخبيهما للتصويت، فـ72% من أنصار “التجمع الوطني” بزعامة لوبان، سيصوتون في الانتخابات، كما سيفعل 61% من أنصار “الجمهورية إلى الأمام”، في حين لم ينجح حزب “فرنسا غير الخاضعة” سوى في إقناع 58% من أنصاره بالتصويت.
واستبق لوران فوكييز رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، إطلالة ماكرون في الحملة الانتخابية، بالانتقاد قبيل ساعات فقط من الصمت الانتخابي، معتبراً أنّ “ثمة شيئا صادما في رؤية رئيس الجمهورية يهيئ نفسَه من أجل الالتفاف حول القواعد التي ترى أنّه لا يجب ممارسة النشاط السياسي، في نهاية الأسبوع الذي يسبق الانتخابات”.
ورغم الحملات الانتخابية واللقاءات السياسية، لا تزال لائحة مارين لوبان في صدارة الاستطلاعات، مع نسب تفضيل تراوح بين 23 و24%، تليها لائحة “الجمهورية إلى الأمام” بـ22 و23%، وهذه الرتبة الثانية تعتبر، في حال وقوعها في صناديق الاقتراع، يوم الأحد، هزيمة قاسية باعتراف رئيس الجمهورية نفسه.
وأما المرتبة الثالثة، فهي بحوزة لائحة “الجمهوريون” الذين خفضوا من سقف توقعاتهم، فبدل منازعة المتصدرين، كما كان الهدف الرئيسي المعلن، أصبحوا مكتفين بتحقيق 15%، وهو ما لا تؤكده كل استطلاعات الرأي.
وتشهد المرتبة الرابعة، صراعاً بين الإخوة- الأعداء في اليسار؛ “فرنسا غير الخاضعة” والإيكولوجيين. ويأمل أنصار رئيس حزب “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلانشون في الحلول رابعاً، متجاوزين سقف 10%، حتى يتسنى لهم لعب دور في محاولات استعادة وحدة اليسار في الاستحقاقات القادمة.
ورغم جمود حظوظ لائحة “ساحة عامة-الاشتراكيون”، عند نسبة أصوات قد تبلغ 5%، وأحياناً أقل، فيعِدُ رئيسها رافائيل غلوكسمان، بـ”مفاجآت سارة” وإيصال نواب إلى البرلمان الأوروبي القادم.
أما طرفا اليسار المتبقيان، أي الشيوعيون و”أجيال”، فلا تمنحهما استطلاعات الرأي، أكثر من 2,5%، وهو ما يعني أنّ البرلمان الأوروبي، هذه المرة، سيخلو من الشيوعيين ومن أنصار زعيم “أجيال” بونوا هامون الأوروبي الهوى. ويبدو أنهما نادمان لأنهما لم يتمكّنا بسبب خلافات ثانوية، من دخول حملة الانتخابات الأوروبية بلائحة موحدة.
وسيصوت أكثر من 400 مليون ناخب في الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاختيار 751 نائباً أوروبياً، في هذه الانتخابات الأوروبية التي بدأت الخميس في هولندا وبريطانيا، وتستمر حتى يوم الأحد المقبل.
اضف تعليقا