بعد انتهاء صلاة التراويح يفضّل عشرات الفلسطينيين البقاء في المسجد الأقصى المبارك حتى صلاة الفجر ضمن ما يسمونه “الاعتكاف”، طلبا للأجر واتباعا لسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام خلال الشهر الفضيل، ففي كل عام كان الاعتكاف عادة وعبادة رمضانية، ولكن الاحتلال يسعى إلى إنهائها هذا العام.

 

ومنذ بداية رمضان سعى بعض المصلين إلى البقاء في المصليات عقب صلاة التراويح؛ ليتفاجأوا باقتحام الجنود للمسجد وطردهم من داخله، وتهديدهم بعبارات عدة ومنعهم من مواصلة اعتكافهم.

 

الصحفي الفلسطيني محمد عتيق من مدينة جنين كان من الشبان القلائل الذين تمكنوا من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك قادما من الضفة التي تحتضن القدس أصلا بين مدنها، ولكن حال الجدار الفاصل العنصري دون إكمال هذا الامتداد الجغرافي الطبيعي، فأصبحت أقرب مدينة على مدن الضفة هي الأبعد بالنسبة لإمكانية الوصول.

 

ويوضح عتيق أن “نية الاعتكاف كانت موجودة لديه ولدى العديد من الشبان منذ ما قبل شهر رمضان، حيث إن صعوبة الوصول إلى المسجد تزيد من رغبة التواجد فيه بشكل دائم، كما أن الاعتكاف كان متعارفا عليه في كل رمضان”.

 

ويضيف: “كنا نجلس في المصلى القبلي بعد انتهاء صلاة التراويح استعدادا للاعتكاف فيه؛ ولكن تفاجأنا في اليوم الأول باقتحامه من قبل عشرات الجنود ومن ثم إبلاغنا بضرورة الخروج منه، وكنا نحاول إقناعهم بأننا نعتكف كما في كل عام، ولكن كانوا يهددوننا باستخدام القوة”.

 

ويشير إلى أن “ذريعة الاحتلال كانت أن الاعتكاف مسموح فقط في العشر الأواخر من رمضان، رغم أنه كان مسموحا خلال كل أيام الشهر”، مبينا أن الجنود كرروا طردهم للمعتكفين في كل يوم عقب صلاة التراويح، وكانوا يقتحمون المسجد بقوات كبيرة.

 

ويضيف: “أصدرنا عدة بيانات خلال مسيرة الاعتكاف أوضحنا فيها حقنا في الاعتكاف في مسجدنا وتعمد الاحتلال تفريغ المسجد من رواده ومصليه من أجل تطبيق مخططاته العنصرية، ولكن رغم ذلك أكدنا على ضرورة البقاء فيه وأطلقنا هذه الرسائل كي يتعرف العالم على محاولات الاحتلال لتغيير الواقع في الأقصى عبر عدة وسائل أبرزها منع الاعتكاف”.

 

ومنذ الخميس الماضي، أعلن مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني عن فتح باب الاعتكاف في المسجد تزامنا مع بدء العشر الأواخر من شهر رمضان، ولكن بقيت غصة منع الاعتكاف عالقة في قلوب المصلين الذين كانوا يتمنون البقاء في مسجدهم طيلة أيام الشهر دون مزاحمة من أحد.