اعتبر الباحث الأمريكي دانييل ديبيتريس أن العداء الأمريكي لإيران لن يؤدي إلى تحسين سلوك النظام، بل سيؤدي إلى زيادة العداء الموجَّه إلى الولايات المتحدة، قائلاً: “هكذا تبدأ الحروب”.
وقال ديبيتريس، في مقال له، بمجلة “ناشينال إنترست” الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: إن “إرسال الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج العربي يزيد احتمالية المواجهة العسكرية، لكن لا أحد في واشنطن أو طهران يريد ذلك، غير أن سوء التقدير يمكن أن يؤدي إلى غير ذلك”.
وأضاف ديبيتريس: “سياسة واشنطن تجاه إيران تميزت بالأخطاء عدة عقود، كما أنها تستند إلى قراءة خاطئة، متعمدة أو غير متعمدة، لما يمكن تحقيقه من خلال العقوبات والضغوط العسكرية”.
وتابع: “المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ضيقة للغاية، وواشنطن تسعى إلى تجنُّب حدوث اضطرابات كبيرة في تدفق النفط، عن طريق منع الهيمنة الإقليمية، وأيضاً القضاء على التهديدات الإرهابية المعادية لها، وهذه أهداف مهمة وقابلة للتحقيق، ولا يتطلب الأمر القليل من الولايات المتحدة لتحقيقها”.
وأوضح الباحث الأمريكي أن الولايات المتحدة سعت إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة، والاعتماد على إنتاجها من النفط الخام.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعد من بين كبرى الدول المُصدِّرة للنفط في العالم، حيث سجلت رقماً قياسياً بلغ 3.6 ملايين برميل يومياً للمستهلكين في فبراير الماضي، وأصبحت الواردات من الشرق الأوسط أقل ضرورة، وهو ما يعني أن الخليج لم يعد القضية الجيوسياسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة كما كان في الماضي.
واستطرد بالقول: “تميل المؤسسة الأمريكية إلى إلقاء اللوم على كاهل إيران في كل المشاكل الأمنية بالشرق الأوسط، فواشنطن أعلنت كثيراً أن طهران أكبر دولة راعية للإرهاب وتمويل ودعم الجماعات في دول متعددة من العراق ولبنان إلى قطاع غزة”.
ورأى أن زراعة الوكلاء عنصر اختُبر على مر الزمن، ضمن استراتيجية الأمن القومي الإيراني، وهو ما يجعل خصوم طهران غير متوازنين وتجبرهم على إنفاق مزيد من مواردهم الخاصة استجابة لذلك.
ومع ذلك، قال الباحث: “لا يشكل هذا تهديداً للولايات المتحدة (..)، لقد كان هذا هو الواقع على مدى أربعين عاماً، وإيران ليست هي الفاعل الوحيد في المنطقة الذي يمارس سلوكاً شنيعاً، فلقد ارتكبت السعودية والإمارات ومصر أيضاً نشاطاً خبيثاً في العالم العربي”.
ورجَّح عدم استسلام إيران للضغوط الخارجية، خاصة أنها نجت من ثماني سنوات من الحرب التقليدية في الثمانينيات ضد جيش عراقي متفوق عسكرياً يدعمه الغرب، رغم أنها كانت معزولة عن المجتمع الدولي وتحت حظر أسلحة.
ورأى أن أولوية إدارة الرئيس دونالد ترامب، على المدى القريب، يجب أن تتلخص في تأجيل المواجهة مع إيران قبل الوقوع بحرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أنه على المدى الطويل، يتعين على الولايات المتحدة مراجعة سياستها كافة في المنطقة، والتركيز على ما يهم الأمريكيين بدلاً من المحاولات الفاشلة لإصلاح مشاكل المنطقة.
اضف تعليقا