خلال لقاء جمعه بعدد من أساتذة الجامعات في العاصمة طهران أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أنّ بلاده لن تتفاوض مطلقاً مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى اتفاق السلطات كافة في البلاد على هذا الأمر.

وأكد خامنئي أن بلاده لا تشكل أية مشكلة بالنسبة للبلدان الأخرى، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، وأن إيران يمكنها التفاوض معهم، مضيفاً: “والمسألة المهمة في التفاوض هي تحديد الموضوع الذي سيتم التفاوض بشأنه”.

وأردف: “إذ لا يمكننا أن نتفاوض حول المواضيع كافة، فالمبادئ الأساسية للثورة (الإيرانية) وكذلك القدرة الدفاعية للبلاد أمور لا يمكن التفاوض بشأنها”.

وأشار إلى أن الأجهزة التنفيذية بإيران وكذلك المؤسسات السياسية والدبلوماسية متفقة جميعاً على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن “التفاوض معها أمر لا يوصى به”.

وأكمل مرشد الثورة الإيرانية: “وكما ذكرنا سابقاً، فإن سبب عدم تفاوضنا مع واشنطن: أولاً أنه لا فائدة من ذلك، وثانياً أن الأمر ستكون له أضرار”، لافتاً إلى أن بلاده إذا استخدمت أساليب الضغط، والمتاح لديها من إمكانات بشكل سليم، فإن ضغوط الولايات المتحدة ستقل، وتتوقف.

وقال خامنئي: “عند عدم استخدام أدوات الضغط في وقتها، فإن الولايات المتحدة ستواصل سياساتها القائمة، لأنها تعلم أنها لن تواجه أية أضرار أو خسائر؛ لكن عكس ذلك ستبدأ في اتخاذ خطوات مختلفة”.

وأضاف أن الأمريكان بشكل عام لديهم استراتيجيات وتكتيكات يتبعونها من أجل الوصول إلى أهدافهم، مبيناً أنهم يستخدمون استراتيجية الضغط من أجل مضايقة الجانب الآخر، ويستفيدون من ورقة التفاوض، حتى يتسنى لهذا الضغط أن يحقق أهدافه.

واعتبر المرشد الأعلى أنّ القرار الذي اتخذته بلاده بشأن تعليق عدد من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قرار “صائب”.

وأشار إلى أن إيران لديها وسائل ضغط ضرورية لمواجهة ضغوط الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن هذه الوسائل ليست عسكرية، وأن بلاده ستستخدم هذه الورقة عند الضرورة وفي وقتها، على حد تعبيره.

وأوضح أن “التكنولوجيا التي تمتلكها إيران في المجال النووي وسيلة ضغط مؤثرة، ورغم ما نملكه من إمكانات علمية وتقنية في هذا المجال، فإننا لا نسعى إلى امتلاك سلاح نووي، لأن أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية حرام ديناً”.