بعد صعود درج طويل في منطقة صناعية تقع غرب مدينة أوكلاند النيوزيلندية، احتفلت مجموعة من أطفال المدارس القادمين من 32 دولة مختلفة بافتتاح مدرستهم الجديدة الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2019.
وحسب موقع Stuff النيوزيلندي، فقد افتتحت مدرسة اقرأ، وهي مدرسة ابتدائية إسلامية خاصة، عام 2016 في منطقة جبل روسكيل، وبدأت بقاعةٍ دراسيةٍ واحدةٍ و15 طالباً وطالبة، ولكن في هذا الأسبوع كان 110 طلاب يشاهدون بحماس الحاكم العام لنيوزيلندا باتسي ريدي وهي تفتتح رسمياً المبنى الجديد على الجانب الآخر من المدينة.
إقبال متزايد على المدارس الإسلامية في نيوزيلندا
قالت ناظرة المدرسة فاطيما زاهد، في حديثها إلى الحضور في الغرفة المزدحمة: «من 10 عائلات إلى 80 عائلة، من قاعة دراسية واحدة إلى خمس قاعات دراسية، من معلّمين اثنين إلى طاقم تدريس من عشرة معلمين ومعلمات، لقد أحرزنا تقدماً كبيراً».
وأضافت: «يوجد كثير من العائلات والأطفال الراغبين في الانضمام، بالرغم من معرفتنا أننا أحرزنا تقدماً كبيراً ما زلنا نعرف أن أمامنا رحلة طويلة».
تضم المدرسة الطلاب الذين قدموا إلى نيوزيلندا من جميع أنحاء العالم، وبعضهم من النيوزيلنديين أبناء الجيل الثاني، وبعضهم جاء إلى البلاد بعد ذلك.
لكن الطلب يتزايد، والمدرسة تناضل من أجل استيعاب عدد العائلات الراغبة في تلقي أبنائها تعليماً إسلامياً.
زادت قائمة الطلاب بحوالي 100 طالب في الأعوام الثلاثة الماضية، ويوجد بالفعل خطط لإضافة 20 طالباً وطالبة إضافيين مع نهاية العام الحالي.
لخَّصت المعلمة مريم عارف أسبابَ تزايُد خطابٍ تحدَّث عما كانت تعنيه المدرسة للجالية المسلمة.
قالت مريم: «نربِّي هنا جيلاً من النيوزيلنديين المسلمين الواثقين الأقوياء القادرين على احتضان هويتهم دون المساس بهوية الآخرين». وأضافت: «إنهم فخورون بالانتساب إلى هذه الأرض، وسوف يجعلون نيوزيلندا فخورة بهم».
خاصة أنها تقدم دعماً مالياً للطلاب
بالرغم من أنها مدرسة خاصة، يحصل طلاب مدرسة اقرأ الابتدائية على دعم لسداد مصروفاتهم الدراسية، من أبناء الجالية الذين يؤمنون برؤية المدرسة.
إذ يدفع الطلاب ألف دولار سنوياً، بينما تُغطَّى التكاليف الباقية -التي تقدر بحوالي تسعة إلى عشرة آلاف دولار للطالب الواحد- عن طريق المنح وحملات التبرعات.
أكثر من نصف هذه العائلات من عائلات الدخل الواحد، وكثير من هؤلاء يقل إجمالي الدخل الذي يحصلون عليه عن متوسط الدخل الوطني.
قالت فاطمة إن العائلات أرسلت أطفالها إلى مدرسة اقرأ الابتدائية لأسباب مشابهة: وهي مُمَثلة في الحصول على تعليم جيد يشمل كذلك ثقافة الطلاب ودينهم وتراثهم.
قالت فاطمة: «نعلم أنه كلما زادت قوة الجذور ارتفعت الشجرة وكثُرت ثمارها».
ومنفتحة على مختلف الثقافات، خاصة المحلية
لا يقتصر الأمر على تعلم الطلاب ثقافتهم الشخصية وحسب، فقد عُرضت أغلب الاحتفالات باللغة الماورية مع عديد من الصفوف التي تغني بهذه اللغة وتؤدي رقصة الهاكا.
قالت فاطمة إن افتتاح المدرسة يمنح نسمة هواء منعشة في جيب صغير بمدينة أوكلاند، في خضمّ عام مرَّ عسيراً على الجالية المسلمة في نيوزيلندا.
وأضافت: «أعتقد أننا كنا حزانى منذ مدة، وسوف نظل حزانى… ولكن أعتقد أنه من الجيد أن تكون لدينا هذه البداية، نحن نشعر بسعادة كبيرة جداً».
تجدر الإشارة إلى أن مدرسة اقرأ هي واحدة من ثلاث مدارس إسلامية في نيوزيلندا.
اضف تعليقا